قسم ''السيدة زينب''.. الأهالي و ''الكردون'' إيد واحدة
كتبت - رنا الجميعي:
تلك الساحة الفارغة شهدت غضبًا شعبيًا من ثوار هتفوا بسقوط النظام منذ ثلاث سنوات، تطور الأمر لحريق التهم القسم كغيره من أقسام الشرطة، المشهد اختلف الآن، فأهالي المنطقة يقفون بجانب الشرطة، آملين في حمايتهم من العنف المستمر الذي لم ينتهِ حتى الآن.
حول القسم كردون أمني بأول الشارع يمنع السيارات، يحيط أي مخرج يُمكن المرور عبره، قسم السيدة زينب ذو البوابة المُغلقة، يسير المتجولون بجواره، بعض السيارات تتخذ المكان كساحة انتظار، أما الطريق الآخر فتحوّل إلى اتجاهين، مما أدى إلى ازدحام بالمنطقة.
يتباهى ''رجاء النجار''، موظف محال إلى المعاش، بتكاتف أهالي ''السيدة'' لتأمين منطقتهم الذي يسكن بها منذ ثلاثة وستين عامًا ''من وقت الثورة واحنا بيبقى لينا صفارة معينة عشان ننبه بعض، عشان كدا هتلاقي إن فيه محلات كاملة اتسرقت وقت الثورة ومحلات تانية لأ''.
هذا التكاتف بين الأهالي يطمئن الرجل الستيني ''بنبقى هنا قاعدين لحد وقت متأخر، إذا لقينا التأمين كويس وفيه أمن بنطلع ننام''، بينما يختلف الوضع عند زيادة التأمين عن المعتاد ''بنقلق، ونفضل قاعدين في المنطقة، لأنه معناها إن فيه حاجة ممكن تحصل''.
يُطلق ''النجار'' على التأمين بمحيط القسم ''التأمين الفاضي''، ويرى ضرورة وجود أمن بالمنطقة وليس مجرد كردون أمني، على حد قوله، لا يقلقه مظاهرات الجمعة ''المنطقة هنا قافلة على نفسها، اللي هييجي هنضربه''.
يجلس ساكن ''السيدة'' عند مقهى بجوار القسم، كاشفًا المنطقة بأكملها، وإذا اشتبه في تواجد سيارة بساحة الانتظار ''أنا عارف المأمور، وبروح أقوله يكشف عليها''.
بادر ''محمد فاروق''، صاحب أحد محلات الملابس، قائلًا ''إحنا بدل الشرطة'' مدللًا على استعدادهم لحماية مصالحهم دون النجدة بالشرطة، وبرغم ذلك يرى ''فاروق'' أن أفراد الشرطة في موقف غاية في الصعوبة ''دلوقت الظابط ميعرفش ينزل بلبس ميري ممكن يغتالوه''.
منذ حادث انفجار مديرية أمن القاهرة تم فرض كردون أمني في محيط قسم السيدة زينب، مما أدى لعزل أصحاب المحلات على الجانب الممنوع المرور منه ''من المغرب مبقاش فيه بني آدم بيعدي''، هذا الوضع أدى إلى حالة قلق عند ''فاروق'' خاصة أن أعداد الأمن ليست كبيرة.
ينتقد الرجل الأربعيني التعامل الأمني مع الظروف الحالية ''الشرطة مش موجودة، وكل اللي بتعمله إنها بتقفل الطريق ويفضلوا جوة القسم، الأحسن إنها تزود الحراسة''، وأضاف ''قفل الشوارع مش حل''، لم يُبد الرجل الأسمر عدم الحيلة، تحدث مع أمناء الشرطة داخل القسم حتى يقوموا بفتح الطريق مرة أخرى ''قالولنا دي لدواعي أمنية وبعد 11 فبراير هنفتح الطريق، لكن لحد دلوقت وهما قافلينه''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: