إعلان

بعد أيام من حادث احتجاز الرهائن.. أستراليا تحاول قتل "العنصرية"

08:54 م الجمعة 19 ديسمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

لم تعتد استراليا على الحوادث الإرهابية؛ خاصة مدينة سيدني؛ التي تُصنف ضمن أفضل المدن السياحية بالعالم، لم تحسب المدينة الجميلة أنه بمنتصف ديسمبر 2014، سيتم احتجاز رهائن بأحد المقاهي، لمدة 16 ساعة، على يد شخص إيراني يُدعى هارون مؤنس، قبل أن تحررهم الشرطة، وتقتل الفاعل. بمجرد انتهاء ساعات الرعب، لاح في الأفق تخوف من التعنت ضد مسلمي أستراليا، إلا أن الخوف تم دحضه بظهور حملة دعا بعض سكان الدولة، انطلقت على هيئة هاشتاج IWILLRIDEWITHYOU (سوف أركب معك)، هدفها مساعدة المسلمين على التحرك في الشوارع دون قلق من تعرض أحد المتعصبين لهم، وعلى الجهة الأخرى فالمسلمين قدموا الدعم المعنوي، ورغم النكبة، ففي استراليا يسعى الكثيرون نفض أيديهم من الإرهاب والتعصب.

إنجي محسن، مصرية متطوعة بأحد مراكز إغاثة اللاجئين بالعاصمة الأسترالية كانيبرا، تلقفت السيدة العشرينية خبر احتجاز الرهائن بفزع كأهل البلاد، ظلت تتابع وقائع الأمر حتى انتهاءه، كان أكثر ما يشغلها حدوث مضايقات، خاصة أنها عملها يفرض الاختلاط بالناس. "صبيحة يوم الاحتجاز خرجت إلى عملي.. ناداني شاب فأسرعت خطواتي خوفا؛ لحق بي متسائلا في هدوء عن رأيي فيما حدث أمس" قالت "محسن"، كانت إجابتها واضحة برفض ما جرى ليس بسبب الضحايا فقط، لكن لأنها كمسلمة أعياها فك الالتباس فيما يتعلق بالجماعات والأشخاص الذين يرتكبون على تلك الأفعال باسم الدين.

جاء رد الشاب الأسترالي حينها واضحًا، حيث ضرب لها مثالا بجماعات "كي كي كي" وهي منظمات أخوية بالولايات المتحدة، تعادي من هو دونها في الدين، وتستخدم العنف؛ لكنها لا تمثل المسيحية على حد تعبيره؛ ليطمئن قلب "محسن" وتستمر في طريقها إلى العمل.

لم تكن نادين جيتسكو، موجودة بأستراليا أثناء الاحتجاز؛ فهي ألمانية مسلمة تعمل بأحد المستشفيات الأسترالية وتعيش فيها، حين بدأت العمل تخيلت أن رد الفعل سيكون عنصريا تجاه حجابها، غير أنها تلقت دعما إيجابيا على حد تعبيرها "عقب انتهاء الاحتجاز اتصل بي البعض للاطمئنان عليّ، عرض بعضهم علي أن يرافقني للسير في الشوارع عندما أعود او أي مسلم آخر كإظهار للتضامن"، تعلم "جيتسكو" أن أي مجتمع يحمل نسبة من المتعصبين؛ إلا أنها تظن أن النسبة قليلة جدًا في استراليا.

عندما وصلت "محسن" إلى مقر عملها، لم يتطرق أحد إلى موضوع الاحتجاز "في الطريق لم يتركني التوجس.. لكني شعرت أن بعض المواطنين يتعمدون الابتسام لي"، الهاشتاج الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي زاد من هدوء "محسن" وزوجها؛ حيث وصل عدد متداوليه على تويتر، إلى 150 ألف شخص خلال 12 ساعة فقط، أما وسائل الإعلام فقامت بتغطية الحادث بشكل أخلاقي-من وجهة نظرها- "نفت أن يكون المحتجز له علاقة بالدين"، وعمدت إلى إبراز حملات حماية المسلمين في القطارات.

ترتيب عدد المسلمين في أستراليا هو الرابع، يكونون أقلية دينية، بنسبة 1.71% من التعداد الكلي، طبقًا لمسح أُجري عام 2006، إلا أن سيدني من الأماكن التي يتواجد بها مسلمين وعرب بشكل كبير، كـ"فتحي لبناني"، الذي لم يعتريه اهتمام بما قد يحدث من تطاول عليهم "كل مكان في العالم قد يكون به تحريض إعلامي على الاسلام والمسلمين ولا يخلو الأمر في أستراليا من ردود فعل فردية"، عقب انتهاء اليوم الدامي خرج اللبناني الجنسية مع بعض أعضاء الجالية يحملون أكاليل الزهور، يضعونها قريبًا من المقهى المنكوب، يكتب بعضهم رسائل رحمة مُهداه لأرواح الذين قضوا.

ترى "محسن" أن دور المسلمين أهم من مجرد المشاركة المعنوية، فيجب أن يرسخ العلماء معاداة الإرهاب من خلال خطابهم الديني، تعتقد السيدة أن ذلك لن يؤثر بالإيجاب فقط على صورة المسلمين عند الغرب، بل وعلى المسلمين أنفسهم، سيساعدهم الشعور بسماحة دينهم على الاندماج داخل المجتمع.

لم يستسلم جميع مستخدمي تويتر لفكرة التسامح، بعضهم سبّ الرسول والآخر قال: "يجب أن تنظروا إلى الذين نتعامل معهم"، يقصد بذلك "تنظيم الدولة الإسلامية"، بينما دعا آخرون لمهاجمة الإسلاموفوبيا بوجه عام، ناشرًا صورة لحقيبة طُبع عليها ورقة بها اسم الهاشتاج؛ فرد عليهم شخص بنشر صورة لبرجي التجارة العالميين أثناء اختراقهما بالطائرات، لم تتضح الأمور بأستراليا بعد، تتكفل الأيام والشهور القادمة بإظهار مدى وعي الشارع هناك بالفصل بين الإسلام وما يُنسب إليه.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك .. اضغط هنا

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان