إعلان

مترو "الشهداء".. الأثر الباقي للثورة بعد براءة مبارك ورجاله

09:33 ص الإثنين 01 ديسمبر 2014

محطة الشهداء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

"عودوا إلى مقاعدكم".. عبارة قالها المستشار "محمود الرشيدي" قاضي المحكمة الذي أعلن على الملأ براءة مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي ومساعديه بتهمة قتل المتظاهرين، تلك الجملة التي علقت بأذهان الكثير دلالة على إسدال الستار على ثورة كانت فيما مضى تُذهل العالم، ثورة لم يبق منها شيء ملموس على أرض الواقع سوى محطة مترو انمحى من عليها اسم الرئيس الأسبق الحاكم وحل مكانها "الشهداء".

يافطات كبيرة بيضاء تحتل محطة المترو وعليها كُتب "الشهداء"، يَمحِي الناس من على ألسنتهم سيرة مبارك ويحل محلها ذكر الشهداء، أرواح ماتت فداء بلادها، وبعد أربع أعوام خاضت فيها الثورة معارك كثيرة، كان من بينها المعركة الأكبر وهي إيداع مبارك السجن، إلا أن الجولة انتهت لصالح الرئيس الأسبق، وظلت محطة المترو الواصلة بين عدة اتجاهات، هي الشاهد الوحيد على أنه "كان فيه هنا ثورة".

المحطة الأكثر ازدحامًا والتي تقع بمنطقة رمسيس، التي تسمع بأذنيك أحيانًا من يسأل "هي دي محطة إيه" فيجيب أحدهم "دي الشهداء، رمسيس"، ويتناسى الجمع الاسم السابق لها، تمر "سمر حسن" بالمحطة في المجيء والرواح من عملها وإليه، غير أن الفتاة العشرينية لا يفرق معها الأسماء "دي حاجة شكلية".

على مدار أربعة أعوام تغيرت فيها اسم المحطة إلا أن "الفساد مستمر"، كما قالت "سمر"، ولم يضيف الاسم أي اختلاف جيد، فتكوين الحروف لا يسبغ الواقع السيء شيئا، يظل الشباب هم الأمل والسيرة الوحيدة التي تُذكر الفتاة العشرينية بوجود ثورة.

لم تطرق أقدام "سارة جمال" أرض المحطة سوى من فترة قليلة، قبلها كانت تسكن ببلدتها الصغيرة بالدقهلية، لكن المترو أصبح رفيقها بعدما ارتحلت للقاهرة منذ أشهر قليلة، لذا فلم يمر بها اسم المحطة السابق "مبارك"، لترافقها محطة "الشهداء" كأغلب سكان القاهرة، بالنسبة لسارة تغيير الاسم يُعطي فارق للناس "محدش كان طايق اسم مبارك"، لكن بالنسبة لها فكلها أسماء "اللي بيفكرني بالثورة هو التحرير وشارع محمد محمود".

قليلًا ما يمر "عبدالرحمن ناصر" بمحطة "الشهداء"، ولأنها محطة عابرة بالنسبة له فالاسم لا يهم أيضًا، فالثورة لم تكن اسم محطة تغيّر ولكنها عمر بأكمله عاشه خلالها ولن ينساه، أما الناس فلن يغير بالنسبة اختلاف الأسماء شيء كما الميدان الذي احتفلوا فيه ومات به شهداء لم يذكروهم، كما قال "عبدالرحمن"، واستشهد الشاب العشريني بمقولة الروائي "نجيب محفوظ" أن "آفة حارتنا النسيان". 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان