إعلان

شعار طلاب النشاط في جامعة القاهرة.. مكملين رغم الصعوبات

04:27 م الأحد 09 نوفمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-أماني بهجت وإشراق أحمد:

طلاب قرروا ألا يقضوا وقتهم بين أطلال المحاضرات والامتحانات، يستقطعون منه ساعات عدة لخدمة غيرهم، الثورة كانت بداخلهم قبل انطلاقها في الميدان، فما كان اندلاعها به سوى حماس يدفعهم لمواصلة السير بطريق، ثمرتهم فيه عودة النفع على المجتمع فور خروجهم من أسوار الجامعة، ورغم التوتر الذي تشهده الجامعات طوال العامين الماضيين وخاصة جامعة القاهرة، غير أن طلاب الأنشطة ونماذج المحاكاة لم يغادروا واجهة كلياتهم، داخل "كشك" خشبي يحمل اسم يعبر عن حلمهم ظلوا يتحدون، كل صعاب تواجههم، من خوف وتعثر البدايات، فقدان التمويل، وأحداث تطرأ على البلاد، لم ينفصلوا عنها، فذاقوا مرارة التجاهل والتصنيف.

"جات" لا بديل عن مساعدة الطلاب
كان أحمد الشوربجي يتلقى تدريبا بإحدى الشركات الهندسية، أراد أن يستغل فترة الإجازة الجامعية في اكتساب خبرة، خاصة وأنه أوشك على التخرج، وأمام إحدى الآلات سأل المهندس المشرف على التدريب، عن كيفية عملها، وتفاصيل أراد معرفتها غير أن الرد الذي جاءه "مش عارف.. هي بشتغل كده" دفعه للبحث عن وسيلة، يساعد بها طلبة كلية الهندسة جامعة القاهرة، أن يتقنوا عملهم وهم مدركين له، لا يصلوا إلى مرحلة اقتراب التخرج، ليبحثوا عن سبل التدريب لاكتساب الخبرة المواكبة لسوق العمل، لذا أنشأ "جات GATE" وهي اختصارا لـ"Go ahead, take experience"، أو تقدم واكتسب خبرة.

ارتكز "جات" على أساس لم يبرحه، وهو برنامج تدريب الطلاب في إجازة نصف العام، ليكون بذلك أول نشاط هندسي، والوحيد على مستوى الجامعات الذي يقدم خدمة التدريب.

منذ 9 سنوات كانت البداية، استطاعوا خلالها التعاون مع أكثر من 60 راع أكاديمي من الشركات الأجنبية والمصرية في مجالات الهندسة المختلفة، والوصول إلى تقديم التدريب لـ500 طالب في 40 شركة هندسية، حسب إيمان الليثي أحد أعضاء النشاط.

"أكتر حاجة بنركز عليها مساعدة الطلبة.. عايزين إنسان فاهم شغله مش حافظه.. يقدر يعرض أفكاره" تقولها طالبة كلية الهندسة، ومن أجل ذلك يبحثون كل عام عن فكرة لتنفيذ هدفهم، فتوجهوا هذا العام لطلبة السنة الأولى، الملتحقين الجدد بالكلية "وده مكنش بيحصل.. كنا فاتحين المجال بدءًا من طلبة سنة 3 لأنهم بيبقوا فاهمين شوية" تلك الخطوة التي لجأوا إليها للتطوير من جهة، ووضع الأساس للطلاب مع أول دخول الكلية، ولتجاوز مشكلة قلة الإقبال على الأنشطة من جهة أخرى.

محاضرات تعريفية بأقسام كلية الهندسة، وأخرى في كل تخصص، وورش عن كيفية عرض الأفكار ومهارات التواصل، هي أدوات "جات" لتحقيق هدفهم، الذي لم يغفل فئة مهمة بالهندسة، هم الفنيين الملتحقين بالكلية، ومن أجلهم بادروا بعمل "طاقات"، وهى مبادرة خاصة بطلاب الثانوي الفني، إذ يؤمن القائمون على "جات" بالقدرة الفائقة لزملائهم من شهادات المعادلة، لذا قاموا بتلك المبادرة "الصنايع يببقوا فنيين جيدين جدا لكن في الغالب مش عندهم القدرة على بناء فكرة.. عشان كده بنحاول نقلل الفجوة دي" حسب إيمان.

حماس لا يفارق أعضاء الفريق بهندسة القاهرة، الذي بلغ 60 شخص من أصل 250 عضو بكليات وأقسام الهندسة في جامعات "زايد، القاهرة، الشروق، مدينة العلوم والثقافة، والجامعة الحديثة للعلوم والتكنولوجيا"، أمام طاولتهم الحاملة لاسم "جات"، وبملابسهم البرتقالية اللون بدأوا الأسبوع الأول من العام الدراسي، واضعين نصب أعينهم، ذلك الهدف الذي كثيرا ما نادى به أرباب وضع الخطط والمسؤولين "تنمية التعليم، من خلال تقليل الفجوة بين الدراسة في الجامعة والشغل" تقولها "إيمان" مفتخرة بما حققه النشاط رغم الصعوبات التي تواجههم، من حيث التمويل الذي يتكفلوا به، من تدريب 3000 طالب منذ نشأة النموذج، حينما طلبت منهم إحدى الشركات التي تعاملوا معها في تدريب الطلاب، إرسال السيرة الذاتية لـ200 شخص لتوظيفهم.

"moic".. التغلب على التصنيف وضعف التمويل
مع مطلع الألفية بدأت نماذج المحاكاة في الانتشار بالجامعات، وفي جامعة القاهرة كان من أوائل النماذج "منظمة التعاون الإسلاميmoic". بعقل دبلوماسي في الخارجية حيث هو الآن، انطلق "moic" على يد كريم حسين، طالب كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 2006، وكطبيعة الأنشطة الطلابية في سد فجوة ما بالتعليم الجامعي، ارتكز النموذج على مشكلتين أساسيتين، وهم عدم وجود كوادر من الناحية التقنية والمعرفية على درجة عالية من الكفاءة مقارنة بأي قياس، فضلاً للسمة العامة في الانسلاخ عن الهوية العربية "رغم إن الإرث اللي عندنا أفضل كتير.. ومن هنا بدأ عمل مشاريع للمشكلتين دول" حسب قول شريف علاء رئيس النموذج الحالي.

سبعة مشاريع ينصب عملهم لخدمة الهدف القائم عليه النموذج "خلق الوعي"؛ ومنها المجالس الأكاديمية "5 مجالس في أكتر مساحات ضرورية لقيام أي مجتمع وهى سياسي، اقتصادي، ثقافي، اجتماعي، إعلامي"، ومهمتها إخراج الطلاب على قدر كاف من الوعي بالمفاهيم التي يتعامل بها في تلك المجالات، بالإضافة إلى "أشبال مويك" ويهدف إلى خلق وعي لطلاب المدارس الثانوية، ومشروع النوايا الحسنة الذي يخاطب الأيتام، والمشروع الخيري الذي يستهدف تنمية وعي المتطوعين، والمحتاجين في الوقت ذاته.

الوضع الأمني دفع من لديهم الرغبة في تمويل مثل تلك النماذج إلى التراجع عن الأمر حسب قول "علاء" لذلك حاول القائمون على "مويك" إيجاد حل بديل، فكان "منتجات مويك" هذا العام كمشروع "الهدف منه نقدر نجيب تمويل ذاتي لمشروعات مويك وفي الوقت نفسه ننشر قيم النموذج من خلال المنتجات".

"بنعاني من الحالة العامة للبلد.. من التصنيف والاقتصاد والوضع الأمني غير المستقر" لخص رئيس "مويك" ما يشهده النموذج، الذي لاحظ قلة الإقبال من الطلاب على النشاط هذا العام.

"سينكرو".. غلطة أمنية تهدد التمويل بين أرجاء كلية الاقتصاد والعلوم السياسية العديد من الأنشطة ربما تفوق كليات أخرى بالجامعة، وفي مجال الحقوق، كان "سينكرو" أو نموذج محاكاة المرصد القومي لحقوق الطفل، بدأ عمله مع بدايات العام الدراسي 2010\2011 بالتعاون مع السفارة الإيطالية ومنظمة اليونيسف، التي طرحت في ذلك الوقت مسابقة لدعم المشروعات الخاصة بالأطفال، وفاز بها فكرة النموذج، الذي ما كان إلا طرح في ورقة بحثية.

يشتمل كيان النموذج على شقين؛ لجنة تنظيمية وأخرى أكاديمية، تهتم اللجنة الأكاديمية بعمل ورقة بحثية تُسلم في نهاية العام للمرصد القومي لحقوق الطفل، وعن تطور النموذج الذي أضيف له لجنة "المشروعات" تحكي دعاء هاني "كنا بنرسخ لوجود تنمية مستدامة لدى الأطفال اللي بنتعامل معاهم على حالات ورقية، نزلنا نعمل مجهود على الأرض".

وأما لجنة المشروعات بعد مرور عام على إنشاء النموذج "نزلنا كفر غطاطي وحي الناصرية، كنا بنتعامل مع نوعيات مختلفة من الأطفال –أطفال بلا مأوى أو غيرهم تسربوا من التعليم" تكمل "دعاء" رحلة سينكرو التي كانت متابعة لها منذ دخولها للكلية، وعن الصعاب التي واجهتهم خلال تلك الفترة، خاصة بتوجيه المنتفعين من عمالة الأطفال لأهل المناطق التي أرادوا تطويرها للكف عن التعامل مع أفراد سينكرو.

لم تهن عزيمتهم وراحوا يبحثون عن أماكن أخرى لاستكمال رسالتهم، فبدأوا في العام الدراسي 2011\2012 بمشروعين "تنوير" وهدفه رعاية وتعليم أطفال بلا مأوى والمشروع الأخر "COPE" ، "وفي بطن البقرة كانت البداية كان فيه أوضة وأدوات متبرع بيها شخص روحنا وكملنا عليهم وبدأنا نعلم الأطفال ونروح لهم مرتين أسبوعياً أو على حسب التوقيت".

"منطقتي" مشروع جديد ينضم لقوافل مشاريع النموذج لهذا العام، وهدفه النزول لمدارس إعدادي وثانوي لتعليم وتوعية الأطفال بدورهم تجاه المجتمع، ومن ثم تطبيق ما تعلموه مع أطفال أخرى "دائرة من العطاء الذي لا ينضب". وعن الصعاب التي تواجههم تقول "دعاء" إن التمويل عائق أساسي أمام أي نموذج وتحديداً عندما تكون متطلباته كثيرة وهي مشكلة واجهوها عندما انسحبت السفارة الإيطالية واليونيسيف من دعمها لهم في عام 2012، فاتجهوا للجنة التمويل التي تسعى للحصول على ممولين"لكن التعامل مع موظفين حكوميين صعب لأنهم بيستهتروا بالمجهود المبذول طوال سنة كاملة لتقديم توصيات وأوراق بحثية، التعامل بيحمل نوع من التسفيه وعدم الجدية".

مشكلات عدة تقف في طريق النماذج المختلفة ما بين تمويل، وتعنت من بعض الموظفين ولكن أخيراً وليس أخراً المشكلة التي واجهت "سينكرو" في يوم التطوع، عندما قام الأمن باحتجاز 4 من أعضاء النموذج والدكتورة هبة رؤوف عزت المشرف الأكاديمي لهم، وذلك لالتباس حدث عند الجهات المؤمنة لليوم، والتي اعتبرت شعار النموذج شبيه بـ"علامة رابعة" رغم أن الشعار يتضمن كفوف صغيرة بألوان مختلفة، "الموضوع ده أضرنا جداً" تقولها "دعاء" حيث بات السعي للحصول على تمويل، أمر أكثر صعوبة من ذي قبل "غلطة زي دي ممكن توقع نموذج كامل وتضيع سمعته، ومحصلش رد اعتبار لينا بعد اللي حصل"، ولم يعد أمام الطلاب سوى الحصول على موقف من الكلية يصدر في بيان "لكن لسه مفيش جديد" رغم مرور قرابة الأسبوع على ذلك الموقف، الذي يهدد نموذج تصفه العضوة "إحنا بنعمل حاجة فعلاً، وهدفنا تنمية المجتمع بس مفيش دعم لينا للأسف".

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان