سعد الشاذلي.. العملاق الذي سيطر على قلوب محبيه
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت – يسرا سلامة:
اسم من ذهب في تاريخ العسكرية العربية، رجل السباحة ضد التيار، تعود أن يقول كلمته ويمضي من دون اعتبار للعواقب والمألات، ففي الوقت الذي كانت فيه الخدمة في ''الحرس الملكي'' في أربعينيات القرن الماضي قمة الأحلام لضباط الجيش، تركها مفضلًا الحياة في التشكيلات المرابطة في الصحاري المصرية، حيث حياة الصبر والجلد، وفي الوقت الذي كانت تتسارع القوات المصرية بالانسحاب في اتجاه الشط الغربي لقناة السويس في حرب يوليو 1967، كان الشاذلي قد اتجه شرقًا هو ورجاله، حتى وصل إلى صحراء النقب الفلسطينية.
بتلك الكلمات عبر الكاتب خالد أبو بكر عن الجنرال ''سعد الدين الشاذلي''، لتكون كلماته وكلمات الفريق الذي وضع خطة حرب أكتوبر في حوارات أبرزها ''شاهد على العصر'' ، '' نافذة لقلب شاب مصري، درس التجارة وعشق الإعلام، ظل يبحث عن الفريق البعيد عن الأضواء التي قصرت على بضع قيادات في ذكرى أكتوبر، معلومة من هنا، وكتمان يسود الأفق عن جنرال ابتعد السلطة، لكن الشغف كان قد تملك قلب الشاب.
''رامي يونس''.. بحث عن مذكرات ''الشاذلي'' فقرأها، وبحث عن مؤلفاته الأخرى فوجد إن كلها مصادرة وممنوعة، طرق دروب أصدقائه، ''مكنتش اعرف إنه عايش أصلًا'' حتى انفرجت أساريره بوسيلة اتصال بابنته، رفضت كما يقول أن يقابله، حتى ألحَ في الطلب ليقابله في تاريخ لن ينساه 6 أكتوبر 2010 الساعة الثانية ظهرًا.
بصوت يملأه حماس المحبين، يذكر ''يونس'' الذي أسس لصفحة محبي الفريق ''الشاذلي'' على موقع التواصل الفيسبوك، وذكر لحظات قلية قضاها مع الجنرال قبل رحيله في عام 2011، تحديدًا قبل التنحي بيوم واحد، ''كان دمه خفيف وبيحب الهزار''.
مع محبين آخرين، تجمع ''رامي'' وأحضر بوكيه ورد وتورتة عيد ميلاد ''الشاذلي'' تحمل صورة الفريق وهو يؤدي التحية العسكرية، اتجه إلى الزيارة المرتقبة، وهو لم يحمل موافقة كبيرة في أن يلقاه، الجنرال الذي غير وجه المعركة هو رجل بسيط، يسكن بالدور الثاني من منزل متوسط، دون أي حراسة، الرجل الذي تقلد أرفع منصب عسكري وقت حرب أكتوبر لاقى الشباب بـ''بيجامة'' وعلى وجه ابتسامة أمل وألم ''كانت ظروفه المادية صعبة في آخر أيامه''.
كان ''الشاذلي'' يعلم تمامًا إنه محظور أن يتحدث، الحدود كثيرة، يقول للشباب في بداية الجلسة مازحًا ''أنا هتكلم معاكم في حدود القانون المسموح بيه''، ألم يحمله للمشير السابق ''طنطاوي'' الذي أخذه إلى السجن وهو الذي كان تحت قيادته في معركة الثغرة، وعتاب على ''مبارك'' الذي سجنه سنة ونصف، الذي كان أيضًا تحت رئاسته.
معلومات وأسرار وتفاصيل رواها الجنرال في أعماله المكتوبة الذي سطرها، في كتب ممنوعة، وأخرى لم تشهد نور الطباعة في انتظار صك موافقة الجهات العسكرية المسؤولة، تفاصيل العبور كلمة كلمة وحرف حرف، ظل يبحث عنها ''رامي'' ''لسة فيه حاجات كتير كتبها مش منشورة''.
بقيت تلك التفاصيل المسموح بها تراود لُب الشاب، حتى ساهم في فيلم وثائقي عنه، لم يكتفِ الشاب بذلك، ليحلم بعمل روائي طويل عن الجنرال، ''الشاذلي محتاج يتحكي عنه كتير، كان شخص معجز، درب القوات وقت الحرب إنه مفيش أوامر، كل واحد كان عارف بيعمل إيه على الجبهة''.
زيارة أخرى أتمها ''رامي'' للجنرال قبل الرحيل، بالمركز الطبي العالمي، آثار الهزل والشيخوخة كانت ترتسم على المحارب، ''كان وقتها 88 سنة، قبل وفاته بفترة قصيرة''، يتابع ''رامي'' إن ''الشاذلي'' تطور في أفكاره، بعد الحرب وهجرته إلى أوروبا جعلته آمن بالديمقراطية، وبعد دراسته للعلوم الاستراتيجية عرف أن الطريق إلى الانتصار الحقيقي يكمن في حرية الشعوب، وانتصارها لإرادتها ''كان يحلم بالثورة على الحكام في مؤلفاته، كما كان يرى أن اغتيال السادات نتيجة حتمية لخنق المعارضة''.
يقول ''رامي'' إن حق ''الشاذلي'' لم يكن في قلادة منحها الرئيس الأسبق ''محمد مرسي'' لزوجته وابنته، في الوقت الذي منح فيه قلادة لـ''السادات'' الذي كان على خلاف مع ''الشاذلي''، حقه في أن تظهر حقائق ما حدث، أو كما طلب ''محاكمة علانية'' طلبها لنفسه قبل محاكمة أي قيادي آخر، وليس تكريم ظاهري في قلادة أو احتفال، وحتى بعد أن سُجن لم تتم إعادة محاكمته بل قُبض عليه من المطار إلى السجن، كان يرجو العدل والبعد عن أي تزوير للتاريخ.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: