''تويتة'' و''دقيقة حداد'' و''أعلام مُنكّسة''.. آخر ما تبقى لـ''شهداء الواجب''
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت – يسرا سلامة:
في خدمة الوطن تمر ساعات شبابهم الأولى، وفي ظروف صعبة يقضون سنة الجيش الواجبة، وفي قلق ودعاء تمر ساعات الخدمة على ذويهم من الأهل والأقارب، بخبز وملح تمر لحظات الجوع، في انتظار أن يعودوا للأهل، حتى وقعت الفاجعة عليهم وعلى مصر، انفجار يدوي، وأشلاء تتناثر، وأرواح لم تُفرق قوى الإرهاب بينها؛ مجند من جنود مصر راحوا ضحية في حادث كمين ''كوم القواديس'' بالعريش، ليلحقوا بذويهم من سلسلة من جنود بواسل، جُرح نكأ الوطن برحيلهم، دمعة فراق ارتسمت على وجه الأهالي، وجوم خيم على نفوس المصريين من هول الفاجعة، ليصبح كل ما بقى بعد رحيلهم ''تويتة'' أو ''بوست'' منهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي تذكر الناس بهم، ونشاط رسمي للدولة تودعهم به، بينما ينتظر الأهل القصاص ممن قتلوهم.
قبل الحادثة الأليمة، لم يكن ''كيرلس فاضل'' سوى مجند يعرفه أصدقائه، ويبشرهم بالعودة لمحافظته الشرقية عبر صفحته الشخصية، لتنتشر آخر ما كتبه بعد الرحيل وسط موقع فيسبوك، بكلمات تعزية ''الله يرحمك''، ''الله يقدس روحك'' ممن يعرفوه، وممن لا يعرفه مثل ''أم دهب'' والتي قالت عبر حسابها '' قلبي واجعني أوي عليكم رغم إني معرفكمش''، وسط كلمات للتعزية من آخرين.
لم تكن كتابات العالم الافتراضي وحدها ما تبقى لضحايا ''كوم القواديس''، لتنطلق عقب الحادثة دقائق الحداد حزنا على رحيلهم، بدأت من برقيات النعي من أول جهة رسمية، من مجلس الدفاع الوطني بعد انعقاده عقب ساعات من حادث التفجير، لتبدأ دقائق الحداد من أول اجتماع للقوات المسلحة المصرية في صباح اليوم التالي للحادث، بالتزامن مع دقيقة حداد لـمجلس الوزراء برئاسة المهندس إبراهيم محلب في نفس اليوم.
باجتماعات تنفيذية حكومية، وبقاعات الدراسة بالجامعات، وبداخل ساحات المدارس انتشرت دقائق الحداد حزنًا على الشهداء، منها مؤتمر مالي لوزير الاستثمار الذي عقده البنك الدولي في مصر، والاجتماع التنفيذي للشركة المصرية للمطارات، واجتماع أعضاء مجلس إدارة جامعة المنيا، وكذلك جامعتي الأزهر وسوهاج، كما لحقتها صلاة الغائب بجامعة الإسكندرية.
وتم تداول الدقيقة الحداد بين دوائر الرياضة في افتتاح مؤتمر صحفي لاتحاد الكرة الطائرة لتقديم المدير الفني الجديد للمنتخب الوطني الإيطالي ''فيرجوني''، وإلى دوائر الملاعب خلال مباريات الجولة السادسة من مسابقة الدوري المصري الممتاز لكرة القدم باجتماع لجنة المسابقات برئاسة عامر حسين.
كما انتقلت الدقيقة إلى البورصة المصرية، مصحوبة بنعي من المؤسسة المالية لـشهداء الواجب الذين استشهدوا في حادث شمال سيناء، لتنتقل الدقيقة الحداد إلى طابور الصباح المدرسي مثلما حدث في عدد من المحافظات، مثل مدارس قنا، والتي راح منها شهيد واحد ''عبد الرحمن محمد'' 20 عاما، مصحوبة بكلمة في الإذاعة المدرسية تنعي الضحايا، وأخرى في مدارس الفيوم، والتي قدمت ''صبري محمد محى الدين'' 20 عاما مجندا من أبنائها.
تنكيس الأعلام كان رد فعل عدد من المؤسسات الحكومية ردًا على الحادث الغادر، مثل قرار المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية، الحداد الرسمي لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام، وكذلك جامعة القاهرة وأسوان وبني سويف وقنا والزقازيق والإسكندرية وأسيوط، ومبنى محافظة سوهاج والبحر الأحمر وأسوان والقليوبية وغيرها من المحافظات.
كما انتقل الحداد إلى التلفزيون، بدقيقة حداد من عدد من الإعلاميين مثل ''ريهام سعيد'' و''يوسف الحسيني'' و''أحمد المسلماني'' أو لباس أسود ارتسم في عدد من البرامج مثل برنامج ''مانشيت'' لـ''جابر القرموطي''، لتقدم القنوات الفضائية نعي مكتوب في فاصل لها، أو بشريط الأخبار، كما أعلن التلفزيون المصري الحداد ثلاثة أيام على أرواح الجنود.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: