''ريحانة جباري''.. فتاة ''إيران'' التي حيرت الرأي العام العالمي
كتبت-أماني بهجت
بطموح وحماس الشباب درست الديكور وشرعت بالعمل فيه وهي مازالت تدرس؛ فدخلت الحياة العملية منذ كانت في التاسعة عشر من عمرها، لكن لم يمهلها القدر الوقت لاستكمال مسيرتها وتحقيق أحلامها، فحكم عليها بالإعدام عندما أتمت عامها الواحد والعشرين ونُفذ وهي في السادسة وعشرين.
بدأت الحكاية عندما كانت الإيرانية ''ريحانة جباري'' تنجز بعض الديكورات الخاصة برجل الاستخبارات الإيرانية السابق ''عبدالعلي سربندي''، حينما حاول الأخير اغتصابها-على حد قول والدتها ومحامي الدفاع-، فدافعت عن نفسها بتسديد طعنة له؛ كانت الحكومة والقضاء الإيراني لها بالمرصاد، فتم اعتقالها بعد الحادث مباشرةً.
لم تصبح ''ريحانة'' مهندسة تصمم الكون في مخيلتها؛ بل سجينة وراء القضبان تحلم بالنجاة من حكم الإعدام الذي بات واضحا أنها ستناله بعد حبسها شهرين انفراديا عقب الحادث وعدم السماح لأي من أهلها بزيارتها.
5 سنوات مضت وهي مازالت سجينة، تنتظر المجهول، لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فيحكم عليها بالإعدام شنقا وتؤيد المحكمة العليا في إيران الحكم ليصبح الحكم واجب التنفيذ في أي لحظة.
تفاصيلٌ كثيرة ظهرت خلال الخمس سنوات، أقاويل متضاربة بين أن ''ريحانة'' طعنت ''سربندي'' طعنة واحدة في الظهر ورجل أخر هو من أرداه قتيلا وهو ما لم تأخذ به المحكمة ولم تحقق فيه، وروايات أخرى ترددت أن الحكم صدر بحقها شديدا لأن القتيل من رجال الاستخبارات السابقة فالنظام يجامل بعضه، بينما لا تخلُ الأحاديث من أن ''ريحانة'' أُجبرت على الاعتراف بعد تهديدات تعرضت لها خلال فترة حبسها انفراديا.
لم تُجد الحملات المتفرقة على مستوى العالم نفعا، وكمحاولة أخيرة لإنقاذ الوضع دشنت الأم صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي وأخذت تناشد الناس من مختلف دول العالم بالدعاء لابنتها، بينما طالبت بعض منظمات حقوق المرأة، الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة العفو الدولية بالإفراج عنها لعدم عدالة التحقيقات.
عريضة إليكترونية هي ما تبقت من ابنة السادسة والعشرون ربيعا للمطالبة بوقف حكم إعدامها ونجحت الضغوط في تأجيله في المرة الأولى، لكن لم تفلح في الثانية بعد أن فشلت عائلة ''ريحانة'' في استرضاء عائلة ''سربندي'' في المهلة التي حددتها المحكمة للتصالح.
وفقا لأرقام الأمم المتحدة، أعدمت إيران 170 شخصا على الأقل هذا العام، وفي عام 2013، نفذت إيران أكبر عدد من أحكام الإعدام في العالم، باستثناء الصين أكبر دولة من حيث عدد السكان، وتصنف إيران ذات الـ 81 مليون نسمة، في المرتبة 19 عالميا في أحكام الإعدام.
صبيحة إعدامها كتبت الأم على صفحة موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ''ريحانة قد تم إعدامها في ساعات مبكرة هذا اليوم''.
لا أحد يعلم حقيقة الآن، لأنها باتت بين اثنين فارقوا الحياة؛ فتاة قضت نحبها بعد سنوات الحبس؛ والقتيل.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: