لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل نحن مستعدون للتعايش مع أجهزة الروبوت "الاجتماعية"؟

01:41 م الأربعاء 22 أكتوبر 2014

هل نحن مستعدون للتعايش مع أجهزة الروبوت الاجتماعية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(بي بي سي):

تفيد الكثير من المؤشرات إلى أن ما يُعرف بأجهزة الروبوت "الاجتماعية" في طريقها لتكون أكثر شيوعا، ولكن هل تُرانا سنستمتع بصحبتها؟

كريس بارانيوك يشرح في السطور التالية الأسباب التي ربما تجعل من العسير في بعض الأحيان التكيف مع مثل هذه الصحبة، وكيف سيغير هذا الأمر من ملامح حياتنا.

في بادئ الأمر، قد يقول البعض إن أجهزة الروبوت ليست إلا مجموعة من الخدم الآليين.

وإذا كان مثل هذا الوصف صحيحا في الماضي، فإنه لم يعد كذلك في الوقت الحاضر. فبعض تلك الأجهزة – على سبيل المثال - مُبرمج لكي يتعامل ويستجيب ببساطة مع ما يراودنا من رغبات.

مثال على ذلك، روبوت منحه مبتكروه اسم (بَتلر) - في إشارة كما يبدو إلى كلمة (خادم أو ساقِ) باللغة الانجليزية، وهو روبوت يجول في ردهات أحد فنادق وادي السيليكون بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

لكن في هذه الأيام، ينصب الاهتمام الأكبر على أجهزة الروبوت التي يمكن أن نتبادل معها أطراف الحديث، وأن نتفاعل معها اجتماعيا، بل أن نتعايش معها جنبا إلى جنب.

من بين هذه الأجهزة، تلك التي يمكن أن تتفهم ما يختلج في صدورنا من مشاعر، ويكون بوسعها تقديم الرعاية لنا حينما نتقدم في العمر.

فإذا علمنا أن التوقعات تشير إلى أن عدد أرباب المعاشات في أوروبا سيصل إلى نصف عدد القوى العاملة في القارة بحلول عام 2060، قد ندرك أن ذلك يشكل أحد الأسباب التي تحدو الكثيرين إلى النظر إلى أجهزة الروبوت باعتبارها إحدى الوسائل التي ستساعد على التكيف مع طبيعة مجتمع يزداد فيه عدد كبار السن.

"أحد أفراد الأسرة"
لكن الأمر لا يقتصر على هذا الحد، فأجهزة الروبوت الاجتماعية ذات الاستخدام التجاري، وهي تلك التي تطرح للبيع حاليا، مثل الروبوت (جيبو)، تروج وتسوق باعتبارها قادرة على أن تصبح "أحد أفراد الأسرة"، وأن بوسعها جعل إنجاز المهام المنزلية وتحقيق الأهداف الشخصية أمرا أكثر إمتاعا.

وقد صُمم (جيبو) ليقع في منزلة وسطى بين "كبير الخدم"، و"الأخ"، وهو ما تعتبره مبتكرته الخبيرة في أجهزة الروبوت الاجتماعية، سينثيا بريزيل، أمرا بالغ الأهمية.

وتقول بريزيل في هذا الصدد إن الباحثين وجدوا في الكثير من الحالات أن "البشر يتعاملون مع أجهزة الروبوت الاجتماعية على نحو أفضل من تعاملهم مع الأجهزة الإلكترونية الأخرى (التقليدية) ذات الشاشات المسطحة".

وتضيف: "فهم يتعلمون منها بسرعة على سبيل المثال، أو ربما يكونون أكثر نجاحا في التعامل مع برنامج الحفاظ على الوزن المدرج ضمن تطبيقات البعض منها".

وفي الوقت نفسه، يتجاوز دور مثل هذه الأجهزة أحيانا النطاق الشخصي، لتضطلع بأدوار على الصعيد العام والمؤسسي، مثل مساعدة السجناء على "إعادة تأهيل أنفسهم اجتماعيا"، في إطار الخطط الرامية لإعادة تأهيلهم بشكل عام.

وعلى الرغم من أن مثل هذا الهدف قد تحقق على مدار سنوات عبر البرامج الخاصة بحمل السجناء على تبني حيوانات أليفة والتعايش معها، يبدو أن أجهزة الروبوت تحقق نتائج أفضل على هذا الصعيد.

ذكاء محدود
وقد يقول قائل: "حسنا، أجهزة الروبوت الاجتماعية تريد أن تكون صديقة لنا، ولكنها لا تزال محدودة الذكاء إلى حد بعيد".

بطبيعة الحال إذا ما قارنّا ذكاء هذا النوع من أجهزة الروبوت بذكاء الإنسان، فإنه سيبدو واضحا أن تلك المبتكرات العلمية لا تزال محدودة القدرات في هذا الجانب.

لكن مصممي أجهزة الروبوت من هذا النوع تعلموا كيف يمكن لهم تعويض ذلك العيب من خلال بعض الوسائل. من بينها، تزويدها ببرامج تجعل لها سمات شكلية تداعب مشاعرنا، مستوحاة من تصميمات دمى الأطفال.

فعلى سبيل المثال، صمم الروبوت (جيبو) على شاكلة المصباح بيكسار؛ ذاك المصباح الذي يتسم بصفات البشر وكان بطلا لأحد أفلام الرسوم المتحركة.

وتؤكد بريزيل مصممة الروبوت أن بعض ملامح التصميم استُمدت من تصميمات أفلام الرسوم المتحركة التي تنتجها شركة ديزني، وهي الشركة التي تُعرف بتميزها الشديد في إظهار التعبيرات والملامح العاطفية عبر الرسوم التي تتضمنها مثل هذه الأفلام.

وإلى جانب هذا، تُبلي أجهزة الروبوت الاجتماعية بلاءً حسناً فيما يتعلق بالتعامل مع توقعاتنا. فعلى سبيل المثال، إذا ما تفوهت أنت بشيء عجز (جيبو) عن فهمه، فلن يقفز أمامك صارخا لكي تعيد عليه ما قلت.

بدلا من ذلك، سيعبر الروبوت عن أنه يواجه مشكلات في الفهم، من خلال إصدار سلسلة من التعبيرات غير اللفظية، مثل الصفافير وغيرها.

وعلاوة على ذلك، هناك الكثير من التطبيقات التي تُستخدم فيها أجهزة الروبوت الاجتماعية، ولا تتطلب تمتعها بذكاء اصطناعي كامل. من أمثلة ذلك، الروبوت (موتي)، وهو روبوت على شكل كرة تصدر طنينا، ويستخدم للترفيه عن الأطفال المصابين بالتوحد والتفاعل معهم.

في ضوء كل ذلك هل يمكن القول إذاً إن كل شيء سيكون على ما يرام؟

الإجابة هي ربما يكون ذلك صحيحا، بيد أن ثمة هواجس تشوب مسألة الترحيب بدخول جيش من أجهزة الربوت الاجتماعية إلى حياتنا.

على سبيل المثال، هناك بضعة أجهزة من هذا النوع صُممت خصيصا بغية مساعدة البشر على التعرف على بعض الاستجابات العاطفية مثل التعاطف وتفهم مشاعر غيرنا، وتعميق هذه الاستجابات.

ويتخوف باحثون، مثل كيت دارلينغ، التي تعمل في مختبر الأبحاث الخاصة بوسائل الإعلام في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، من أنه إذا لم تنجح أجهزة الروبوت الأخرى - بالقدر الكافي - في إثارة مثل هذه الاستجابات العاطفية، فإنها ربما ستأتي بنتائج عكسية، وتشجع على القيام بسلوكيات عنيفة أو وحشية.

وتقول دارلينغ: "إذا ما أساء المرء معاملة شئ ما، أو أظهر ضروبا معينة من السلوك الجنسي حيال أشياء تتصرف على نحو واقعي للغاية مثل أجهزة الروبوت الاجتماعية، فربما يجعل ذلك البشر لا يكترثون (بتكرار) مثل هذا السلوك في سياقات أخرى ومع كائنات حية، وربما مع البشر".

أكثر من ذلك، هناك من قد يعتبر وجود أجهزة الروبوت الاجتماعية فرصة لسبر أغوار السلوكيات المنحرفة وأسباب ممارسة البعض لهذه السلوكيات مع تلك الأجهزة.

أجهزة "شريرة"؟
بعيدا عن كل ذلك: هل يمكن القول إن أجهزة الروبوت الاجتماعية لن تكون – على الأقل - ضارة أو شريرة؟

في واقع الأمر، قد تتسم هذه الأجهزة بتلك الصفات المذمومة. ففي أحد البحوث، أشار ماثياس شويتز، الأستاذ في علوم الكمبيوتر بجامعة توفتس، إلى أن كفاءة وفعالية أجهزة الروبوت الاجتماعية قد تنقلب في يوم من الأيام علينا كبشر.

وقال شويتز إنه إذا تبين على نحو موثوق فيه أن "البشر أكثر صدقا مع أجهزة الروبوت منهم مع بني جلدتهم من البشر الآخرين، فإن اضطلاع تلك الأجهزة بمهمة استجواب الآدميين سيصبح مسألة وقت لا أكثر".

أما كيت دارلينغ، التي ترى أن ثمة العديد من المنافع التي تكمن في إقامة علاقات اجتماعية مع أجهزة الروبوت، فقد أشارت إلى أن هذه الأجهزة قد توحي لنا بوجود شعور زائف بالخصوصية، بينما تعكف في الوقت نفسه على تسجيل كل ما ننبس به من كلمات.

وتتساءل الباحثة هنا عما سيكون عليه الحال "إذا ما كان لدى جدتك روبوت تعكف على الدردشة معه، وتمده بمعلومات شتى، لم تكن قط لتفكر في إدخالها في أي قاعدة بيانات على الإطلاق؟".

إلى جانب ذلك، ثمة احتمال لتعرض أجهزة الروبوت الاجتماعية لعمليات اختراق أو قرصنة إلكترونية. وفي هذا الإطار، اكتشفت مجموعة من الباحثين قبل سنوات قليلة وجود عدد من الثغرات في بعض أجهزة الروبوت الشائع استخدامها.

وكتب الباحثون حينذاك يقولون: "مع وجود أجهزة روبوت منزلية، سواء تلك القائمة حاليا أو التي ستُبتكر في المستقبل، فإن أطرافا خارجية قد يصبح لها عيون وآذان وربما أيادِ في منزل كل منّا."

وفي نهاية المطاف، ربما نجد أنفسنا إزاء انقسام ما بين المرحبين بأجهزة الروبوت الاجتماعية والمتخوفين منها. لكن يمكن القول إنه ليس بالضرورة أن يدع المرء كل ما ذكر سابقا يوهن حماسته أو يشعره بالإنزعاج.

فالأبحاث المتعلقة بهذا الأمر لا تزال في بدايتها. كما أن باحثين مثل شويتز ودارلينغ نجحوا في إثارة نقاش صحي حول هذا الملف، عبر طرح مقترحات مثل إجراء تغييرات في مواد القانون ذات الصلة أو بلورة مشروع قانون لحقوق أجهزة الروبوت.

بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض الباحثين العاملين في مجال ابتكار أجهزة روبوت اجتماعية مثل بيرزيل يشيرون إلى أن الكثير من الهواجس التي تشغل بالنا في هذا الصدد، ليست مرتبطة بالأجهزة من هذا النوع وحدها.

فالمشكلات ذات الصلة بالأمن والخصوصية تجتاح كل الأجهزة الإلكترونية التي تعمل في إطار شبكات. كما أن التوترات التي تحدث في نطاق الأسرة أو المجتمع ككل، ربما تكون مرتبطة بأي جهاز أو عنصر قد يجلبه المرء إلى منزله، مثل وحدات التحكم في ألعاب الفيديو، التي قد ينتهي بها المطاف لأن تصبح محلا للنزاع والشجار بين الأطفال.

وهنا يمكن القول إنه من الضروري أن نتعلم ببساطة كيف يمكننا توقع بعضِ من هذه المشكلات المحتملة، بدلا من أن ندعها لتشكل عائقا على طريق الابتكار، نظرا لأن الفوائد التي تنطوي على استخدام أجهزة الروبوت الاجتماعية والرفاق الآليين للبشر، ربما ستفوق – على المدى البعيد - السلبيات الكامنة فيها.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: