التمارين المائية متعة وفوائد صحية
بوتسدام-(د ب أ) :
تشهد التمارين المائية حالياً رواجاً كبيراً في الأندية الرياضية والمنتجعات الصحية، وتتمتع هذه التمارين بالعديد من الفوائد الصحية بالنسبة للقلب والعضلات والمفاصل وغيرها من أعضاء الجسم، شريطة تأديتها على نحو سليم، كما أنها مناسبة للجميع شباباً وكباراً في السن، فضلاً عن كونها متعة حقيقية تدخل البهجة والسرور إلى نفس ممارسيها.
وأوضحت خبيرة الأنشطة الحركية الألمانية جانيت هونه أنه في السابق كانت تُسمى هذه التمارين بـ ''التمارين المائية'' فحسب، أما الآن فتتشعب منها العديد من المسميات كـ ''تمارين التقوية المائية'' و''تمارين الترفيه المائية'' و''تمارين اللياقة المائية'' و''الجري المائي'' و''الملاكمة المائية'' و''الزومبا المائية''؛ حيث دائماً ما يكتشف المدربون إمكانيات جديدة لممارسة الرياضة في الماء.
وأردفت هونه الأستاذ بجامعة بوتسدام ورئيس الرابطة الألمانية للتمارين المائية، :''يوجد تنوّع كبير في المصطلحات الحديثة المستخدمة في هذا المجال؛ حيث تم نقل الكثير من التمارين الرياضية التي يتم ممارستها على اليابسة إلى الماء. ولكن بالطبع لا يُمكن نقل كل أنواع التمارين إلى الماء بسهولة''.
ويلتقط فولفغانغ ليمان، عضو الاتحاد الألماني للسباحة بمدينة كاسل، طرف الحديث موضحاً أنه قد يستلزم الأمر تعديل طريقة ممارسة بعض التمارين، كي يكون من الممكن ممارستها في الماء؛ فلن يُمكن مثلاً ممارسة أحد التمارين المائية أثناء حمل أثقال الدمبل، في نفس الوقت الذي يكون فيه الماء مغطياً لمنطقة الصدر لدى الرياضي. وأضاف ليمان :''بشكل أساسي يُعد الماء الموجود حول جسم الرياضي جهاز اللياقة البدنية الوحيد الموجود بصحبته''.
وأكدت أوته ريبشليغر، رئيس الرابطة الألمانية لاختصاصي العلاج الطبيعي المستقلين بمدينة بوخوم، أن التمارين المائية تسهم في الوقاية من الأمراض وتعمل على إعادة التأهيل وزيادة اللياقة البدنية، شريطة تأديتها بشكل سليم، موضحةً :''تعمل هذه التمارين على دعم الجهاز القلبي الوعائي وتنشط عملية التمثيل الغذائي بالجسم''.
وأضافت المعالجة الألمانية أن ممارسة الرياضة في الماء تعمل على التخفيف عن المفاصل؛ لأنه عندما يتحرك الإنسان داخل الماء لا يحمل سوى 10% فقط من وزنه. وفي الوقت نفسه يتم تقوية عضلات الجسم وزيادة قدرته على التحمل عند ممارسة هذه التمارين؛ لأن مقاومة الماء تتطلب من الرياضي زيادة القوة المبذولة - تبعاً لسرعة التمارين - بمعدل يتراوح من 4 إلى 12 مرة مقارنة باليابسة.
وبشكل عام أكدت ريبشليغر أن التمارين المائية تُمثل وسيلة جيدة للبدء في ممارسة الأنشطة البدنية، لاسيما بالنسبة لمَن يعانون من زيادة الوزن؛ حيث يُمكنهم ممارسة الأنشطة البدنية، التي عادةً ما تتسبب في إجهادهم إذا مارسوها على اليابسة، بمنتهى السهولة عند ممارستها في الماء؛ لأنه الماء يحمل أوزانهم.
حرق السعرات
وأضافت اختصاصي العلاج الطبيعي الألمانية أن ممارسة الرياضة بشكل عام في الماء تتمتع بفاعلية أكبر مما يحدث عند ممارسة إحدى رياضات قوة التحمل مثلاً على اليابسة؛ حيث تعمل قدرة الماء على توصيل الحرارة في زيادة معدل حرق السعرات الحرارية بالجسم.
وتضرب ريبشليغر مثالاً على ذلك بأن جسم الإنسان يحرق مثلاً نحو 400 سعر حراري في كل نصف ساعة من ممارسة أي نشاط رياضي في الماء، في حين أنه لا يحرق سوى 300 سعر حراري فقط عند ممارسة رياضة الجري مثلاً على اليابسة في نفس المدة الزمنية. وأرجعت المعالجة الألمانية ذلك إلى أن الجسم يُزيد من معدل عملية التمثيل الغذائي أثناء ممارسة الرياضة في الماء، كي يتسنى له حماية نفسه من البرد الناتج عن انخفاض درجة حرارة الماء المتراوحة بين 28 إلى 31 درجة مئوية.
وتستكمل الخبيرة الألمانية فوائد ممارسة التمارين المائية بأنه يُمكن استخدامها لأغراض متنوعة؛ فعلى سبيل المثال يُمكن تدريب قدرة الجسم على التحمل من خلال الجري في الماء. بينما يُمكن لمَن يرغب في التمتع بقدر من الاسترخاء واستعادة نشاطه بعد يوم مجهد ممارسة تمارين الإطالة في الماء.
وأشارت ريبشليغر إلى أن ممارسة هذه التمارين في الماء لا تختلف عن ممارستها على اليابسة؛ حيث يتم ثني أحد الساقين نحو الخلف وسحب الكعب في اتجاه المقعدة، موضحةً :''لا يحتاج الجسم أثناء تأدية هذا التمرين إلى عمل اتزان؛ لأن الماء يحمله''.
وأردفت ريبشليغر :''تعمل ممارسة التمارين المائية على تحفيز عملية سريان الدم داخل العضلات أيضاً''، لافتةً إلى أن بإمكانها أيضاً التخفيف عن عضلات الصدر المشدودة وتقويتها من خلال تحريك الأذرع في اتجاه معاكس لمقاومة الماء في حركات متأرجحة إلى الأمام والخلف تحت الماء.
ويلتقط الخبير الألماني ليمان طرف الحديث من جديد، مؤكداً أنه يُمكن لكبار السن تدريب التناسق العصبي العضلي لديهم على نحو جيد من خلال ممارسة التمارين المائية باستخدام حزام الطفو، إذا ما قاموا بعمل خطوات جانبية أو دربوا أنفسهم على الوقوف على ساق واحدة أثناء وجودهم في الماء؛ حيث يعمل ذلك على وقايتهم من السقوط أثناء المشي على اليابسة.
موانع مرضية
وأكدّ ليمان أنه لا يوجد سوى مجموعة قليلة من الموانع المرضية التي تتعارض مع ممارسة التمارين المائية، يندرج من بينها الإصابة بأزمة قلبية حديثة أو حالة شديدة من الانزلاق الغضروفي، لافتاً إلى أنها لا تتناسب أيضاً مع المرضى المصابين بنوعيات معينة من الأمراض العصبية.
وبشكل عام أوصى ليمان بأنه من الأفضل أن يستشير الأشخاص الراغبون في ممارسة هذه النوعية من التمارين طبيبهم المعالج أولاً قبل الإقدام على هذه الخطوة، مشدداً على ضرورة إطلاع المدرب في كل الأحوال على الحالة الصحية، كي يتسنى له اختيار نوعية التمارين المناسبة.
فيديو قد يعجبك: