هنا "حارة الروم".. الجميع مهموم بـ"أكل العيش" ودعم مصر بـ"جنيه"
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت - إشراق أحمد:
حائط تبقى من هدم منزل كان مكان الورقة البيضاء التي ضمت الكلمات المُسطرة "أهالي حارة الروم والدرب الأحمر تناشدكم يا أبناء مصر المخلصين استغناءً عن المعونة الأمريكية الملوثة، تبرعوا للصندوق في أي بنك لحساب 306306 ولو بجنيه، لنعبر ببلدنا العظيمة إلى بر الأمان وبجهود أبنائها المخلصين.. إن ينصركم الله فلا غالب لكم".
بيوت بسيطة؛ حال كثير من الحارات المصرية الشعبية؛ قاسمت السياسة حياة أهلها الساعين لطيب الحال و"الستر" في أغلب الأحوال، فامتلأت جدران البيوت المتهالكة والمتقاربة بصور المرشحين وقت الانتخابات ما بين مجلس شعب ورئاسة.
لم يتغير حال أهل "حارة الروم" بمنطقة الدرب الأحمر، رغم تغير الأحداث؛ فكل ما حدث زوال تلك الصور ووضع غيرها إما معارضة لما كانت موجودة بالسابق كحال صورة "محمد مرسي"، التي تحولت منذ قبل 30 يونيو إلى أخرى وضع عليها علامات الحذف إلى جانب كلمة "ارحل"، أو كتلك الورقة البيضاء التي تم كتابتها بخط اليد، لدعوة أهالي المنطقة بالمشاركة في الحملة التي تم إطلاقها لدعم اقتصاد مصر، وكذلك بعض الأوراق التي انتشرت بين ممار الحارة الضيقة والتي كانت تدعو للنزول يوم 30 يونيو الماضي.
وبين هذا ووسط هدوء "حارة أهل الروم" رغم الظهيرة، كانت لافتة شُدت حبالها بين منزلين متقابلين، ضمت أربع صور، بينما تجلى رسم الهلال مع الصليب بألوان علم مصر، وأما الصور فـ"للفريق عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع، ومحمد إبراهيم، وزير الداخلية، وأحمد الطيب، شيخ الأزهر، وأخيرًا الأنبا تواضروس، بابا الكنيسة الأرثوذكسية المصرية"، واعتلت الصور تلك الكلمات "شكر وتقدير من أهالي الدرب الأحمر عنهم حارة الروم للقوات المسلحة والداخلية بنحبك يا مصر ولم الشمل".
ما يقرب من شهرين والصور معلقة داخل أرجاء الحارة، يمر عليها الكثير لا يعبأ، ربما كانت النظرة الأولى لرؤيتها كافية للتوقف أمامها؛ فلم يحدث جديد.
"كمال فرج"، أحد قاطني الحارة، وقف بمحله لبيع البقالة كعادته المتوارثة عن أبيه؛ لم يتردد في الإجابة عن اللافتة الداعية أهل الحارة لدعم مصر بأن "دي بلدنا لازم نبقى جنبها".
الرجل الخمسيني الذي عاش بـ"حارة الروم" لم يختلف عن كثير ممن يهمهم "أكل العيش"، ذكر كلمة "الإخوان" أو " مرسي" كان يلحقه بالشتائم "ضيعوا البلد في سنة"، مضيفًا كلمات الثناء على القوات المسلحة، معتبرًا أنها المنقذ للبلاد مما كانت فيه، على حد قوله، مؤكدًا أن الحال ليس الأفضل الآن خاصة مع استمرار ارتفاع أسعار السلع إلا أنه سيصبح .
وعلى الرغم أن "فرج" غير مقتنع بثورة 25 يناير، إلا أنه لم يتوقف عن النزول لميدان التحرير منذ 30 يونيو الماضي " كنا بناخد عربية وأهل الحارة تتلم ونطلع التحرير دي بلدنا وبنخاف عليها"، محتفظًا داخل محله بلافتة كبيرة يشارك بها بالتظاهرات ضد "الإخوان"، على حد قوله.
قِدرٌ لصناعة الفول اعتمد عليه "كمال" إلى جانب البقالة المتواجدة بالمحل يبيعها لأهالي المنطقة التي تعرفه منذ زمن؛ فجنيه واحد ما تعتمد عليه كثير من الأهالي للإفطار أو الغداء بشراء فول "كمال" أو "جراده"، كما هو معروف بالمنطقة لأنه كما قالت سيدة من الحارة وقفت للشراء "بيبيع أرخص من المحلات بره اللي بـ2 جنيه وكمان ده كويس".
فيديو قد يعجبك: