لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ثلاث ''كراتين مصاحف''.. أملاك ''سهير'' على سور ''الفتح''..صور

10:18 ص الثلاثاء 03 سبتمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نوريهان سيف الدين:

تصوير - إشراق أحمد:

كل ما تمتلكه من قوت يومها ''ثلاثة كراتين'' مملوءة بمصاحف ''الجيب'' وكتيبات الأذكار وأعواد السواك، إلى جانب ''جامع الفتح'' اتخذت مقرًا لعملها لمدة 13 عامًا، تراها لا تنادي على بضاعتها وسط ضوضاء الباعة الآخرين، تكتفي بالجلوس طيلة ساعات النهار لتبيع مصحفًا أو اثنين للمصلين المترددين على الجامع، وتنتظر ''صلاة الجمعة'' بفارغ الصبر ليزيد الله في مكسبها.

من بلد الأبطال والمقاومة ''السويس'' جاءت ''الحاجة سهير السيد''، لا تملك من عرض الدنيا سوى ''ستة أبناء'' توفى والدهم منذ زمن وتسعى هي على الإنفاق عليهم ''بنتي معاها شهادة التجارة والتاني محامي وكلهم شهادات حلوة، بس أنا ببيع هنا عشان ولاد أبني المتوفي بطلع برزقهم من بيع المصاحف''.. هكذا تفتخر ''سهير'' بأنها استطاعت تخريج أولادها من الجامعة.

نظرة بائسة تلقيها على كومة من الأخشاب وقطع ممزقة من أقمشة الخيام، ملقاة على السور الخارجي لجامع الفتح ''محدش هنا بيشيل بضاعته، بنسيبها كل ليلة وواحد بياخد باله منها وإحنا بنروح، لكن يوم ما المتظاهرين دخلوا الجامع وجه الجيش طلعهم اتحرقت حاجتي''.

''بسيب ابن ابني هنا لما مبكونش أنا موجودة، في يوم الجمعة بتاع الضرب لقى الغاز والدخان كتير ومعرفش يتصرف بالحاجة فجري و روح على بيته لما شاف الضرب والدنيا كلها هاجت في بعضها''.. هكذا روت ''سهير'' تفاصيل أحداث ''ميدان رمسيس'' الأخيرة، مضيفة:''محدش كان شايف حد وكله كان بيقول ياللا نفسي''.

على الجوار منها يجلس شيخ على مشارف الستينات من عمره، ذو لحية بيضاء قصيرة وجلباب صعيدي، و''فرشة'' من الملابس ينادي عليها ''التليفزيون والجرايد هما اللي عملوا كل ده، عاوزين كل الناس رأي واحد على رأيهم هما وناسيين إن ربنا خلق كل حد له رأي ولو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة''.. كلماته يبدو عليها أنه قارئ للأحداث وملم بمصطلحات السياسة، مضيفًا:''عمالين يقولوا ديمقراطية وحرية رأي ودلوقتي لما محدش جه على هواهم بياكلوه ومش طايقين اللي شبهه''.

''الحاجة سهير'' وزميلها على ''سور الفتح'' قالا: ''محدش بأه عاوزنا هنا خلاص، أنا عشان لابسة خمار وهو عشان بدقن؛ فالناس شايفانا إخوان وبيقولولنا انتو كنتو في رابعة، وإحنا مالناش في السياسة ولا الإخوان، إحنا بنصوم ونصلي منعرفش ليه إخوان وليه سلفيين''.

تشكو من نظرة زملائها الباعة وبعض المارة لها وتقول: ''أنا بقالي هنا 13 سنة محدش سمع حسي ولا جريت شكَل حد، دلوقتي أي عيل مسجل ولا جاي يقف بلطجة أو بيبيع سجاير مبقاش طايقنا ويجري على القسم عاوزنا نمشي ويقول دول إخوان، فيه إيه جرى في الناس ما كنا عايشين هاديين كلنا!''، وتصمت قليلا ثم تقول: ''هنا أكل عيشي ومش هسيبه عشان ده ميرضيش ربنا''.

فيديو قد يعجبك: