علماء يتمكنون من صناعة "ذكريات" و "زرعها" داخل المخ

كتب- محمد منصور:

الذاكرة، هي القدرة على تخزين المعلومات واسترجعها، فالمواقف التي تمر بالإنسان يخزنها الدماغ لتشكيل "ذكريات"، بعضها قد يكون مؤلم يتمنى المرء أن ينساه، وأخريات تشكل الوجدان والمشاعر، يصوغها الدماغ عبر مشاهدة ألاف المواقف، هكذا كنا نعتقد أن مصدر ذكرياتنا هو دماغنا وحده، حتى تمكن العلماء من صياغة "الذكريات" و "زرعها" داخل المخ.

قبل عدة أيام، تمكن علماء الأعصاب من جامعة "كاليفورنيا" من صُنع ذاكرة جديدة عن طريق التلاعب بكيمياء الدماغ، حيث قام العلماء بتعديل في خلايا الدماغ الموجودة بالقشرة الدماغية والتى يُفترض أنها مسئولة عن أنتاج وتخزين الذاكرة المتوقعة.

ومن خلال إجراء أبحاث على فئران التجارب، نجح الفريق الذى يرأسه الدكتور "نورمن واينبرجر"، أستاذ السلوك بجامعة كاليفورنيا، بتحفيز النواة المسئولة عن إفراز أحد المركبات الكيميائية في دماغ الفئران، الأمر الذى أدى إلى تكوين "نغمة" من نوع ما، وبعد يوم، قام الباحثون بتشغيل عدة نغمات صوتية من ضمنها النغمة التى قاموا بزرعها في وقت لاحق، فوجد العلماء أن معدل التنفس للفئران تزايد عندما ميزوا النغمة الصوتية التى تم زرعها قبل يوم، الأمر الذى يثبت تمكنهم من خلق ذاكرة لها نفس خصائص الذكريات الطبيعية.

الهدف من إجراء التجربة، حسب "نورمن"، هو قطع مسافة في طريق حل المشكلات المتعلقة بالتعلم والذاكرة، علاوة على أثبات أن الذكريات يمكن تخليقها عبر التلاعب في قشرة المخ الخارجية.