''أرمسترونج''.. ''رجل القمر الأول'' وجدل ''الإسلام''
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
كتبت - نوريهان سيف الدين:
''رجل من الفضاء'' و''أول من وطأت قدماه أرض القمر'' و''رجل القمر الأول''.. كلها ألقاب انفرد بها ''نيل أرمسترونج'' رائد الفضاء الراحل، والذي تحل ذكرى وفاته الأولى اليوم، بعد سنوات من الإثارة والخيال العلمي ورحلات الكواكب، و تحقيق أحلام عظام بالوصول إلى القمر.
"نيل أرمسترونج"، رائد الفضاء الأمريكي المنحدر من أصول ألمانية واسكتلندية، المولود في الخامس من أغسطس 1930، أحب الطيران منذ صغره، ودفعه هذا الحب لتلقي دروسًا في الطيران الشراعي، لتتجه دراسته إلى "الهندسة" في إحدى الجامعات الأمريكية، وتدفعه للتخصص في "هندسة الفضاء"، وهي الشهادة الجامعية التي حصل عليها، ليكمل دراسته العليا في نفس التخصص من "جامعة جنوب كاليفورنيا"، ليحمل طوال سني عمره عددًا من رسالات الدكتوراة الفخرية في نفس المجال والتخصص.
خدمته في "البحرية الأمريكية" ساعدته لأن يصبح طيارًا قادرًاعلى الهبوط على متن حاملات الطائرات البحرية، وبعدها أصبح أحد أعضاء أسراب الأسطول الأمريكي المقاتل، ويتجه بعدها للعمل البحثي في مجال الطيران وتطوير آلياته، وفي خلال هذه الفترة يتعرف على "جانيت إليزابيث شيرون"، طالبة الاقتصاد المنزلي، ليتزوجا عام 1956، ويرزق منها بثلاثة أبناء "إيريك، مارك، كارين"، وتتوفى الأخيرة في 1962 بعد معاناة قصيرة مع السرطان.
"ريادة الفضاء" لم تكن جزءً مخططا في حياة "أرمسترونج"، والصدفة وحدها قادته لأن تختاره الحكومة الأمريكية ليكون عضوًا بأحد برامج الملاحة الجوية والفضاء لديها مطلع الستينات ليكون أحد "الطيارين السبعة" على متن الطائرة الفضائية المزمع تطويرها لتتجاوز مدى الطيران داخل الغلاف الجوي.
"مشروع أبوللو".. لم يكن سبقًا رائدًا وفريدًا، بل سبقه عدة مشروعات تطورت لتنتج ثورة في عالم الطيران الفضائي و الخروج عن نطاق الجاذبية الأرضية، وذلك ضمن السباق المحموم بين المعسكرين السوفيتي والأمريكي لريادة الفضاء، و إطلاق الاتحاد السوفيتي لمركبة فضائية تحمل على متنها الرائد "يوري جاجارين"، ليكون أول رجل يطوف حول الأرض، و تقرر الولايات المتحدة أن يكون الرد من خلال "أرمسترونغ"، وتكون "القدم الأمريكية" هي أول من تطبع آثارها على سطح القمر.
"أسطورة حقيقية أم خدعة ؟ ".. ظل هذا السؤال شاغلاً لبال الكثيرين؛ فرغم حبس الملايين من سكان العالم لأنفاسهم مع العد التنازلي لانطلاق الصاروخ وبداخله الطاقم الفضائي ومعهم "أرمسترونغ" باتجاه القمر، ورغم بث عملية الانطلاق الصاروخي "تليفزيونيًا" على الهواء مباشرة، إلا أن الكثير من الشك ثار مع رفع "أرمسترونج" للعلم الأمريكي على تربة القمر، ورؤية العلم "يرفرف" وكأن هناك هواء يدفعه للحركة، رغم أن الغلاف الجوي للقمر شبه معدوم ولا يسمح بذلك.
إلا أن الرحلة جاءت بثمارها بالتقاط عدة صخور من تربة القمر والرجوع بها إلى الأرض لدراستها وتحليلها للوقوف على خلفية "ميلاد الكون وتوأم الأرض".
بعد "أبوللو 11" أعلن "أرمسترونج" أنه لا ينوي الطيران الفضائي مرة أخرى، وعين محاضرًا لهندسة الطيران بأحد الجامعات الأمريكية، وفي 1970 يدخل ضمن فريق استشاري للتحقيقات داخل "وكالة ناسا الأمريكية لعلوم الطيران و الفضاء"، وذلك للتحقيق في عدة حوادث ضمن برامج "أبوللو" التالية.
كما دخل أيضًا "أرمسترونج" عالم "الآداء الصوتي السينمائي" بآداء دور (دكتور جاك مورو) بأحد أفلام الخيال العلمي بتقنية "الرسومات المتحركة".
كان "أرمسترونج" معارضًا للسياسة الدولية الأمريكية، واصفًا إياها بأنها "رجل البوليس العالمي أو شرطي العالم"، وهذا ما دفعه لرفض الانخراط في العمل الحزبي والسياسي بعد شهرته المدوية بعد "رحلة القمر"، وبعدها كرس مجهوداته للعمل الكشفي "الكشافة" ضمن أحد فرق الكنائس الأمريكية الكبرى.
"هل مات أرمسترونج مسلما ؟".. الحقيقة أنه كان دائما يقول "أنا مؤمنًا بالله"، لكن لا أحد يعلم عن الانتماء العقائدي لـ"نيل أرمسترونج" سوى أنه كان شخصية مواظبة على آداء صلواته داخل الكنيسة، ولجوئه لـ"كنيس يهودي" ملحق به مشفى لعلاجه من حادثة أدت لـ"بتر اصبعه"، واستطاعوا إعادته له من جديد، وخلال كل هذا ومع إشاعات سماعه لـ"الآذان في الفضاء"، لم يتحقق من ثبوت اعتناقه للدين الإسلامي أو آية ديانة أخرى غير المسيحية.
سنوات في الظل، ما لبث أن عاد للأضواء مع أخبار تدهور صحته جراء أمراض القلب، وخضوعه لعمليات جراحية لتغيير الشرايين، ليسدل الستار على حياة "رجل القمر" في 25 أغسطس 2012، ومعها صفحة كاملة من الريادة الأمريكية الأولى لمجال الطيران والفضاء، وينعيه البيت الأبيض بقول "من أعظم أبطال أمريكا، ليس في زمنه فقط ولكن في جميع الأوقات".
فيديو قد يعجبك: