''الهلالي باشا''.. آخر رئيس وزراء ''ملكي'' لمدة ''18 ساعة''
كتبت - نوريهان سيف الدين:
أكثر من وزارة ائتلافية تشكلت في السنوات الأخيرة لـ''مصر الملكية''، بجانب ''وزارة الوفد''، ربما كانت ''مسمار النعش'' في رحيل كل تلك الحقبة من تاريخ مصر بسبب عدم استقرار البلاد، إلا أن "وزارة الهلالي باشا" تبقى أكثر هذه الوزارات شهرة وأقصرهن عمرًا في تاريخ مصر، حتى أن نبأ تشكيلها يذاع بعد "بيان الثورة الأول" في الإذاعة المصرية صباح 23 يوليو 1952.
وزارة عمرها 18 ساعة فقط .. فهي الوزارة الأخيرة في تاريخ "الملك فاروق"، آخر الملوك الفعليين الذين اعتلوا عرش مصر، وتشكلت خلفًا لوزارة "حسين سري باشا" بعد عدة وزارات ائتلافية ووفدية منذ 1948 هي على الترتيب "وزارة إبراهيم عبد الهادي باشا، وزارة حسين سري باشا، وزارة مصطفى النحاس باشا، وزارة علي ماهر باشا، وزارة أحمد نجيب الهلالي باشا، وزارة حسين سري باشا"، والتي عاد بعدها "الهلالي" من جديد ليشكل آخر وزارة في تاريخ "القصور الملكية".
"أحمد نجيب الهلالي باشا" الحقوقي وأستاذ التاريخ بالجامعة المصرية، تولى وزارته الأولى في مارس 1952، بعد اشتعال الأوضاع عقب حريق القاهرة و حادث "مذبحة الإسماعيلية"، ورفع شعار "التطهير قبل التحرير"، وشن هجومًا قاسيًا على "حزب الوفد"، واعتقل جميع العناصر الوطنية، فضلاً عن حل البرلمان، وإعلان الأحكام العرفية في البلاد، وفرض الرقابة على الصحف، وتسقط هذه الوزارة في الثاني من يوليو 1952.
يرحل "الهلالي باشا" مؤقتًا ويأتي "حسين سري"، ثم ما يلبث أن يرحل في الأسبوع الثالث من يوليو، ليعود من جديد "الهلالي باشا"، ويكلفه الملك بتشكيل الوزارة، ويدخل "قصر عابدين" عشية ليلة 23 يوليو 1952 برفقة الوزراء لعرضهم على "جلالة الملك" وحلف اليمين الدستورية أمامه، ثم يستقيل بعدها بـ18 ساعة عقب الانقلاب العسكري، ويتولى "علي ماهر باشا" الوزارة مؤقتًا في الفترة من 24 يوليو وحتى السابع من سبتمبر 1952، حتى يأتي "اللواء نجيب" قائد الثورة "رئيسًا للوزراء" ثم "وزارة جمال عبد الناصر" ثم "وزارة نجيب" من جديد، ثم تعود "وزارة عبد الناصر".
فيديو قد يعجبك: