لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مانديلا".. 95 عامًا من "الكفاح" و"السياسة" و"السلام"

04:21 م الخميس 18 يوليو 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نوريهان سيف الدين:

من داخل السجن ولدت الحرية، ومن قيد أغلال وظلم العنصرية ولدت المساواة، وبعد سنوات من الاضطهاد أصبح من أعظم مناضلي العالم ليحوز "نوبل للسلام 1993"، واليوم يحتفل أحرار ومناضلي العالم بأسره بيوم ميلاده، رافعين صلوات الشفاء له بعد غيبوبة تعرضت لها منذ أسابيع.

"نيلسون مانديلا المناضل الجنوب أفريقي، والذي يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ95 وهو راقد في غيبوبة المرض، واستقرار لحالته الصحية، وإن كانت لا تزال في طور الخطر على حد تصريحات الأطباء والجهات العلاجية المتابعة لحالته.

وتحتفل الأمم المتحدة أيضًا بـ"اليوم العالمي لنيلسون مانديلا"، الموافق ليوم ميلاده، بحضور الرئيس الأمريكي الأسبق "بيل كلينتون" ورفيق "مانديلا" بالمعتقل "ملانجيني أندرو -87 عاما".

"نيلسون روليهلالا مانديلا"، نجل زعيم القبيلة المولود في 18 يوليو 1918، على نجمه وساد قبيلته منذ صغره حتى لقبوه بـ"ماديبا - الأعظم"، توفي والده عندما كان في التاسعة من عمره، ونصبوه "زعيمًا للقبيلة"، وأرسلوه للمدرسة التبشيرية فأعطاه مدرسه اسم "نيلسون"، ثم واصل دراسته الجامعية حتى حصل على ليسانس الآداب من جامعة "فورتهير"، وكانت زميلته في الدراسة هي "ابنة حاكم البلاد"، بعدها انتقل إلى "جوهانسبرج" وعمل موظفًا بمكتب للمحاماة ليقرر بعدها دراسة القانون.

كرس "مانديلا" حياته لمعارضة التمييز والفصل العنصري، وحكم الأقلية البيضاء المنحدرة من أصول الاحتلال الطويل لأراضي الجنوب الأفريقي، و اضطهاد الأغلبية الزنجية منهم، وفي سبيل ذلك انضم للمجلس الأفريقي القومي في 1942، وبعدها صعد تيار "الحزب القومي" الداعي لسياسات الفصل العنصري، مما دفع "مانديلا" للدعوة إلى الكفاح ضد تلك السياسات ومقاومتها سلميًا، لكن إطلاق النار على مظاهرة للزنوج العزل في 1960، دفعه لنبذ "سلمية الكفاح" ودعى إلى "التسليح".

تعرض للسجن أكثر من مرة، حتى صدر أمرًا باعتقاله وسجنه مدى الحياة في 1964، ومن داخل سجنه كانت شرارة الثورة ضد التمييز العنصري، وأصبح "مانديلا" أيقونة ثورية ومصدر إلهام للشعوب الأفريقية، وعُـرض عليه إطلاق سراحه مقابل أن يدعوا لوقف الكفاح المسلح فرفض، وبقى في سجنه حتى 11 فبراير 1990، ليطلق سراحه بعد وساطات دولية وتعاون من الرئيس الجنوب أفريقي حينها "ديكليرك" ليحصلا معا على "نوبل للسلام 1993".

صعد "مانديلا" لرئاسة المجلس الأفريقي منذ 1991 وحتى 1997، وخلال تلك الفترة أصبح "أول رئيس زنجي" لجنوب افريقيا، وشهدت فترة حكمه رواجًا سياسيا لدولته، وحضورًا قويًا في الأجندات والقضايا الدولية مثل "القضية الفلسطينية، ومعارضة السياسة الخارجية الأمريكية"، إلا أن فشل حكومات فترة رئاسته في "مقاومة الإيدز" كان نقطة الضعف في حكمه.

تقاعد في 1999، وقضى حياته في التعاون مع المؤسسات الخيرية والمنادية بحقوق الإنسان على مستوى العالم، ليلقى خلال تلك الفترة تكريمًا دوليًا واسعًا و ميداليات عديدة، حتى يقرر التقاعد وترك العمل السياسي في 2004، وفي 2005 تختاره الأمم المتحدة "سفيرًا للنوايا الحسنة"، وفي 2006 يشاهده الملايين حول العالم وهو يفتتح مسابقة كأس العالم لكرة القدم "مونديال الفوفوزيلا" على أرض بلاده "جنوب أفريقيا".

في يوم ميلاده الـ90 عام 2008، قرر الرئيس الأمريكي "بوش الابن" رفع اسم "مانديلا" من لائحة الإرهابيين الدولية بعد أعوام من مقاومته للهيمنة الأمريكية، وصداقته مع قادة الدول المعادية لأمريكا وعلى رأسهم "الكوبي كاسترو"، وفي 2009 قررت الأمم المتحدة اتخاذ يوم ميلاده "18 يوليو" يومًا عالميا بعنوان "اليوم الدولي لنيلسون مانديلا"، تقديرًا لدوره البارز في السلام الإقليمي والعالمي ومكافحة التمييز العنصري.

ومنذ أسابيع، يسقط الجسد واهنًا بعد سنوات من الاعتقال والمرض والكفاح والأضواء، ويدخل في غيبوبة وصفها الفريق الطبي المعالج بـ"الخطيرة ولكنها مستقرة"، ويأتي يوم ميلاده الـ95 وهو على سرير المرض في غيبوبة كاملة، والملايين حول العالم تصلي وتوقد الشموع من أجله.

فيديو قد يعجبك: