إعلان

اتجاه جديد في السياحة المصرية: أول فندق بالغردقة يحظر الخمور

05:38 م الأحد 30 يونيو 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الغردقة - ( د ب أ):

يقدم فندق جديد تم افتتاحه مؤخرا في منتجع الغردقة المصري المطل على البحر الأحمر والذي يشتهر بالتساهل والتسامح نوعا مختلفا من السياحة وذلك كما يقول الشخصان اللذان يديرانه، حيث يخصص فيه حوض سباحة للنساء فقط ويحظر فيه التدخين أو تناول المشروبات الكحولية.

ويهدف الفندق الجديد إلى اجتذاب نوعية خاصة من الزبائن وهي المسلمون الذين يرغبون في الاستمتاع بأشعة الشمس والاسترخاء وفي نفس الوقت مراعاة الفضيلة التي يقتضيها الدين الإسلامي، ومن بين التسهيلات التي يقدمها الفندق حوض للسباحة مخصص للسيدات مقام فوق سطح الطابق الرابع وهو مخصص أيضا للنساء النزيلات اللاتي يقمن بالفندق بمفردهن، وهو طابق لا يسمح فيه حتى للعاملين من الرجال بارتياده.

وانتهت بالكاد أعمال التجديدات في فندق ''لي روا''، وفتح الفندق الذي لا يقدم الكحوليات وهو من فئة النجوم الثلاث أبوابه للحجوزات.

''المكاسب الأربعة''

وجاءت هذه الإطلالة الجديدة للفندق عندما أسس رجل الأعمال ياسر كمال شركة لإدارة فندقه أطلق عليها اسم '' فور وين'' (المكاسب الأربعة)، ثم قرر إدخال نوع جديد من السياحة في مصر، وقام كمال بوضع شعار ''فور وين'' على الباب الأمامي للفندق كضمان للمسافرين على أن العطلة ستكون ذات نوعية مختلفة تماما.

وقال كمال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية إن هذا الفندق يمثل نوعية جديدة من السياحة يمكن أن تقدمه مصر بعد الثورة للعالم.

وتم افتتاح أول فندق لشركة '' فور وين'' بتحطيم زجاجات المشروبات الكحولية في احتفالية.

وظهر كمال في فيديو تم وضعه على الإنترنت في مايو الماضي وهو يقف أمام الفندق ويتعهد بأن ''مصر ستقدم للعالم ما لا تستطيعه أية دولة أخرى''، وذلك قبل أن يقوم ومعه آخرون في تفريغ زجاجات الخمور على الأرضية وتحطيم بعضها.

وانتشر الفيديو بسرعة البرق على الإنترنت وانقسم المصريون في استقباله ما بين التأييد الشديد أو الامتعاض.

كما أن تحطيم زجاجات الخمور أثار حالة من الجدل في مصر حول مدى الحالة المحافظة التي يمكن أن تصل البلاد إليها.

وقال كمال '' إن حظر الكحوليات في الفندق ليس مبعثه دافع إسلامي، ولكنه أيضا لصالح الأطفال، فلماذا نجعل الأطفال يربطون بين تمضية العطلة وبين تناول المشروبات الكحولية؟''

التدخين

وأكد أنه سيتم أيضا حظر التدخين داخل الفندق.

وأضاف كمال ''أننا نريد أن يكسب زبائننا أربعة أشياء من قضاء العطلة في الفندق : المتعة والتنمية البشرية والتدريب والاستمتاع بسياحة المنتجعات الصحية''.

وكانت هذه ''المكاسب الأربعة'' هي الاقتراح الذي طرحه على صديقه عبد الستار عمر مدير فندق لي روا.

واتفق الصديقان في الحال على شكل المشروع وسارعا بوضعه في حيز التنفيذ.

وتقع مدينة الغردقة وهي إحدى المنتجعات المطلة على ساحل البحر الأحمر في مصر على مسافة 450كيلومترا من الجنوب الشرقي للقاهرة.

ومن بين التسهيلات التي يوفرها فندق '' المكاسب الأربعة '' حوض سباحة مخصص للسيدات مقام فوق سطحه.

ومع ذلك فسيبقى حوض السباحة الموجود بالطابق الأرضي مفتوحا أمام كل من السيدات والرجال.

تقاليد ذكورية

ويوضح كمال أن ''الرجال في منطقة الشرق الأوسط لديهم تقاليد، وهم لا يحبون أن ترتدي زوجاتهم لباس السباحة، وهذا هو السبب الذي دفعنا لإنشاء حوض سباحة مخصص للنساء فوق سطح الفندق، وبالإضافة إلى ذلك فإننا نقدم للسيدات ميزة في هذا الحوض وهي الاستمتاع بمنظر رائع لمنطقة الجبال إلى جانب التمتع بمزيد من الخصوصية''.

وسيتم أيضا تخصيص الغرف الواقعة في الطابق الرابع من الفندق والتي تقع أسفل حوض السباحة للسيدات النزيلات فقط.

وسيعمل بهذا الطابق عاملات فقط لضمان الخصوصية.

وأوضح كمال أنه في حالة وصول سيدة بدون محرم فيجب أن نجعلها تشعر بالأمان.

ويتوقف مصعد الفندق عند الطابق الرابع المخصص للنساء ولا يستمر في الصعود لأعلى حتى حوض السباحة.

وهذا يزيل المخاوف من احتمال أن يتسلل الرجال إلى أعلى عن طريق المصعد حيث أنه يتعين عليهم المرور أولا عبر ممر مخصص للنساء.

وانتشرت الأنباء حول افتتاح فندق ''المكاسب الأربعة''، وحاول هشام زعزوع وزير السياحة أن يؤكد للسياح أن مصر ليست في طريقها إلى التغيير.

وقال الوزير في مايو الماضي في كلمة أمام مؤتمر في دبي ''إن البكيني مرحب به في مصر كما أن الفنادق لا زالت تقدم المشروبات الكحولية''.

وأشار كمال إلى أن الناس يركزون فقط على جانب عدم تقديم الكحوليات في الفندق، وقال ''إننا لدينا أفكار أخرى، ونعتزم تزويد الزبائن بدورات تعليمية في التنمية البشرية للمساعدة على حل المشكلات الاجتماعية مثل التفكك الأسري''.

وأوضح كمال إن النزلاء يمكنهم حضور دورات تدريبية على مدار أسبوع حول تحسين العلاقات بين أفراد الأسرة وتستغرق كل حصة ساعتين.

وتشمل عناوين الدورات الأخرى التي يمكن للنزلاء الاشتراك فيها خلال فترة بقائهم في الفندق دورة بعنوان '' اجعلي زوجك سعيد '' و ''كيف تتعاملون مع أبنائكم أثناء مرحلة المراهقة'' و ''تحسين مستويات الذكاء لدى الأطفال''.

وتستهدف جميع الدورات التدريبية النساء النزيلات.

وقال كمال إن جميع القنوات تتحدث عن حقوق المرأة ولم يعد أحد يتحدث عن حقوق الرجل.

وأضاف ضاحكا ''أن المجتمع تحول إلى مجتمع أموي ولم يعد مجتمعا أبويا''.

ويقول مؤيدو عدم تناول المشروبات الكحولية في الفنادق المصرية إن مصر دولة ذات أغلبية مسلمة وإنه يجب على الزوار الأجانب أن يراعوا الأعراف المحلية.

وأوضح كمال قائلا ''إذا جئت إلى هذا الفندق فإنك بذلك توافق على مفهومه، وإذا أردت شيئا مختلفا فعليك بالذهاب إلى مكان آخر، وأنا لا أسعى إلى إلغاء الفنادق الأخرى ولكنني أخدم قطاعا جديدا له وجوده في المجتمع، وسيمثل فندقي إضافة إلى السياحة''.

تطبيق الشريعة

وأكد كمال أن الفندق الجديد لا يستهدف الزبائن المسلمين وحدهم.

وقال ''إنني لم افتتح هذا المشروع التجاري لأقدم المواعظ عن الإسلام، فهذه ليست وظيفتي''.

غير أن شريكه في المشروع عبد الباسط عمر ينتهج خطا أكثر محافظة.

ويعترف عمر بعد وقت قصير من انضمامه للحوار مع بأنه أكثر تشددا من كمال.

وأعرب عن تمنيه بأن يستيقظ ذات يوم قريبا ليجد الشريعة قد طبقت في مصر.

وقال '' غير أنني الآن لا أمتلك سوى أن أطبق هذا المفهوم في حياتي الخاصة وعلى ممتلكاتي''.

وفي مجال البيزنس يتعين على عمر أن يلتزم باللوائح التي وضعتها وزارة السياحة.

وعلى سبيل المثال سيسمح الفندق الجديد للأجانب غير المتزوجين بالإقامة في غرفة واحدة على الرغم من أن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج محرمة في الإسلام.

ويتم السماح في مصر للأجانب غير المتزوجين بالمشاركة في نفس الغرفة الفندقية، غير أن هذه القاعدة لا تنطبق على النزلاء المصريين.

ويجب على النزلاء المصريين إبراز وثائق الزواج، وإلا فإنهم سيجبرون على حجز غرف منفصلة.

وأضاف عمر ''أنني لا أستطيع أن أخالف لوائح الوزارة، وإذا قالت الوزارة إننا لا يمكن أن نفتتح فندقا خاليا من الكحوليات فسوف أستجيب.

ويتساءل عمر قائلا '' إنني لا أعلم لماذا يصفون فندق ''المكاسب الأربعة'' بأنه فندق إسلامي، فهو يحتاج إلى مزيد من اللوائح لكي يصبح إسلاميا''.

ورفض كمال الإجابة على سؤال حول ارتباطاته السياسية قائلا إن هذه مسألة خاصة به.

وسخر من سؤال بشأن ما إذا كان الفندق مدعوما من جماعة الإخوان المسلمون.

وأوضح كمال أن الناس يقولون إن الإخوان المسلمون يدعمون الفندق، بينما يقول آخرون إنه مرتبط بجماعة حزب الله وأشار كمال إلى نفسه وإلى عمر وقال ''إن الفندق مرتبط بنا فقط''.

وأضاف ''أننا نلقى تأييدا معنويا من بعض الأصدقاء الليبراليين بدرجة أكبر حتى من الإسلاميين''.

غير أن النفي من جانب كمال لا يمنع قائدي سيارات الأجرة في الغردقة من الإشارة إلى الفندق على أنه فندق الإخوان المسلمون.

اتجاهات ''مميزة''

ويأتي افتتاح الفندق في الوقت الذي تواصل فيه السياحة التي تعد أحد أعمدة الاقتصاد المصري المعاناة للعام الثالث على التوالي، وبلغت عائدات السياحة نحو 5ر12مليار دولار عام 2010، وانخفض هذا الرقم بنسبة 30في المئة إلى 8ر8مليار دولار في العام التالي.

غير أن كمال وعمر يشعران بالتفاؤل.

ويقدم كمال وعدا قائلا : ''نحن نقدم للزوار اتجاهات مصرية مميزة تتراوح بين مختلف أنواع الطعام إلى الزي الخاص بالعاملين''.

وأضاف ''سيكون لدينا ركن للشراب (بار) يتم فيه تناول مشروبات الأعشاب المصرية ''، وأشار إلى أن السياح من السويد وألمانيا وفرنسا جاءوا إلى الفندق لإلقاء نظرة حتى قبل افتتاحه رسميا.

وقال ''إنني واثق من أننا سننجح''، وعندما سئل عما سيفعله في حالة فشل المشروع ابتسم وقال ''سأجد لنفسي وظيفة أخرى''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان