لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''بحر البقر'' و''أبو زعبل'' و''الفاخورة''.. أراض رويّت بدماء المصريين !

06:43 م الإثنين 08 أبريل 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نوريهان سيف الدين:

إيه رأيك في البقع الحمرا يا ضمير العالم يا عزيزي.. دي لطفلة مصرية سمرا كانت من أشطر تلاميذي.. دمها راسم زهرة.. راسم وجه مؤامرة.. والدنيا عليهم صابرة وساكتة على فعل الأباليس.. انتهى الدرس لموا الكراريس''.

الزمان.. الساعة التاسعة والثلث صباح الثامن من أبريل 1970، الزمان.. قرية بحر البقر بمركز الحسينية التابع لمحافظة الشرقية؛ الجريمة.. قصف أطفال مدنيين في قرية بعيدة عن ساحة القتال ونسف مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة للأطفال.

جريمة فاقت كل الحدود البشرية، حينما اعتدى الطيران الإسرائيلي على قرية بحر البقر الواقعة بين حدود محافظة الشرقية ومحافظة بورسعيد، قرية صغيرة للغاية، لا تملك من حطام الدنيا ووسائل التنمية إلا تلك المدرسة المكونة من دور واحد يتألف من ثلاثة فصول ويضم 150 طفلاً وطفلة، وفي لمح البصر كانت المدرسة كومة من الحطام المختلط بأشلاء التلاميذ ودمائهم الطاهرة، و بكراريس و أقلام كانت كل ما استطاع أهاليهم توفيرها لهم ليذهبوا لتلك المدرسة.

''طيران فانتوم'' أمريكي الصنع كان وسيلة الجيش الإسرائيلي لإرهاب الشعب المصري بحجة إخفاء أسلحة في تلك المدرسة، ومحاولة تهريبها للمقاومين على شط القناة، واستخدامها لتدمير أهداف عسكرية إسرائيلية وقت حرب الاستنزاف.

الطيران الإسرائيلي لم يكتفي بنسف المدرسة، وكان بإمكانه تدميرها وهي خاوية في المساء، لكنه بكل بجاحة وتعسف نسفها وهي تضم زهرات مصرية، ليستشهد 30 طفلا وطفلة جراء هذا الحادث الشنيع، ويصاب 50 من الطلاب نتيجة التدافع وسقوط الحوائط عليهم، ويفجع أهل القرية الصغيرة في أبنائهم.

''مدرسة بحر البقر'' لم تكن الجريمة الوحيدة للكيان الإسرائيلي؛ فهو مشهود له بالتفنن في قصف الأهداف المدنية وتسويتها بالأرض مع أشلاء و دماء الضحايا .. الطيران الإسرائيلي أيضا في سبيل رده على حرب الاستنزاف قصف ''مصنع أبو زعبل'' في الثاني عشر من فبراير في نفس العام 1970، وهو في صميم العمق المصري و قريب من العاصمة البعيدة تماما عن جبهة القتال.

''مدرسة بحر البقر'' أيضاً لم تكن الأخيرة في سجل الإجرام الإسرائيلي، ''مدرسة الفاخورة'' بمخيم جباليا ببيت لاهيا، والتابعة لمنظمة الإغاثة الفلسطينية ''الانوروا'' كانت هي الأخرى هدفا عسكريا في أجندة المحتل الإسرائيلي يجب تدميره، وطلابها الأطفال في نظرهم ''مقاومين إرهابيين'' يجب تصفيتهم، ليبلغ عدد شهداء ''الفاخورة'' أكثر من 40 طفلاً فلسطينيا، في جريمة جديدة تضاف للسجل الإجرامي للكيان الإسرائيلي الغاشم.

فيديو قد يعجبك: