23 شهراً على الثورة السورية.. والأمل لا يزال في ''الأطفال''
كتبت - نوريهان سيف الدين:
23 شهراً مضت على ثورة أبناء الشام، أنهار من الدم وقبور امتلأت برفات الشهداء، المستشفيات تعجز عن استيعاب الجرحى، وطاولات المفاوضات في ساحات السياسة الدولية لا تنفض، لكن لا قرار يفعّل حتى الآن، ولا يتبقى لشعب سوريا إلا الأمل والدعاء.
23 شهراً من الألم والأمل، تارة يخفت الضوء، وتارة يتصاعد الخطاب الإعلامي عنهم، خصوصاً مع زيارة مسئول دولي، أو عندما يتدخل أحد أطراف الصراع ويلوح باستخدام ''الفيتو''، أو ربما مع تبريرات كبرى دول إنتاج السلاح، وخشيتها عدم تسليحهم المقاومة السورية خوفاً من ''حرب أهلية''، أو استخدامه في التحرش بالقوات الإسرائيلية على ''الجولان''.
23 شهراً .. ولا يزال الأمل معقوداً على الأطفال، رغم الصراخ والجراح، رغم الألم و الدم، رغم فقدان ذويهم أو تشريدهم وحملهم على اللجوء؛ حيث المجهول والبرد، لازال أطفال سوريا يحلمون بغد قريب يبتعد فيه شبح الحرب والدمار، وتعود زهرة الشام من جديد سكناً وآمناً.
رياض الأطفال تحولت إلى ''مقابر'' تضم رفات الأطفال، وبدلاً من ''أرجوحة'' يلهوا عليها تلاميذ الروضة في فرح وأمان، صارت شواهد القبور هي السائدة في المشهد؛ ملجأ للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بـ''دير الزور'' تم قذفه وتدميره بالكامل، واضطر رعاة الملجأ إلى حمل الأطفال واللجوء بهم إلى أحد المخيمات حفاظاً عليهم، لاسيما وأنهم غير قادرون على الحركة أو التصرف.
أطفال سوريا أصبح ''السلاح الخشبي'' لعبتهم المفضلة، وبدلاً من ''العروسة'' و''الحصان الخشبي''؛ كألعاب لأطفال من أعمارهم، صارت ''البنادق البلاستيكية'' ودُشم القتال ألعاباً وملهى لهم، ورغم الأطراف المحروقة والمبتورة، إلا أن البسمات تعلوا وجوههم البريئة، والتلويح بالنصر والشهادة لا يفارقهم أبداً.
فيديو قد يعجبك: