سيد ''ماسح الأحذية'': ''هقول نعم للدستور.. ونفسي في بطانية''
كتبت - يسرا سلامة:
تصوير - إشراق أحمد:
''ملوي'' أحد مراكز محافظة المنيا موطنه، اللهجة الصعيدي هي لكنته التي ظل محتفظاً بها على الرغم من أكثر من ثلاثين عاماً وسط شوارع القاهرة الكبرى، حتى وجد فى ميدان الجيزة مكاناً يركن إليه، لا يسأل الناس إلحافاً، ولا يظل أسير لفقره.
''سيد الصعيدي''، رجل تجاوز الستين من عمره، يجذب زبائنه بإبتسامته قبل ما يقدمه من خدمة لهم ، يعمل ماسحاً للأحذية ولا يحب أن يُقال له ذلك، يقلو ''أنا شغال على الصندوق''، فى إشارة إلى الصدوق الخشبى الذى يرتكن إليه كل من يريد مسح حذائه، تاركاً له زوج من الجنيهات.
ساعات النهار كاملةً يقضيها ''سيد'' فى مكانه خلف صندوقه، كبر سنه جعله لم يعد يستطيع أن يتحرك بالصندوق إلى الزبون مثل رفقاء المهنة، معاملة حسنة يلقاها الرجل من أهالى منطقة الجيزة من حوله، يقول :''العمارات اللى حواليا كلها لواءات و ناس محترمة بيعاملونى كويس''.
مشوار يومي يقطعه ''سيد'' برفقة صندوقه الخشبى من مدينة أبو النمرس، محل إقامته فى غرفة هناك، إلى ميدان الجيزة يومياً بحثاً عن رزقه اليومى، ويحمل فوق جسده النحيل قطع عديدة من الملابس، لعلها تقيه من برد الأرصفة.
''نفسي في بطانية تحميني من البرد''، قالها الرجل العجوز فى وسط البرد القارص الذى يلم به، مضيفًا:'' لما المطرة بتزيد في الشارع، بلاقى مكان تحت شمسية السوبر ماركت اللي جنبي''.
لكن الفقر لم يمنع ''سيد'' من أن يكون له رأيه السياسى، فمعلومات من زبائنه على أحاديث مع رفقائه فى الشارع هى مصدر لكل ما يدور على حلبة السياسية ''السيسي راجل مجدع، وأنا بحبه لإنه وقف جنب الشعب ومصر في المحنة''.
وعن استفتاء دستور 2013 المقبل، يقول ''سيد'': ''أنا ناوي أروح وأقول نعم''، لم يفرق الرجل الستينى بين ''نعم'' للدستور، و''نعم'' للسيسى؛ فهو يقول: ''أنا هقول نعم للدستور لإنه بتاع السيسي، هو كله واحد''، مضيفًا:'' أنا روحت قبل كدة انتخابات الرئاسة واديت صوتى لشفيق، بس بعد كدة الناس قالوا عليه كلام، ولو اترشح قصاد السيسى هختار السيسي''.
''عاوز ستر الله''، تلك هي أمنية ''سيد'' فى أيامه المتبقية، وأن يمد الله الستر لأولاده العشرة، والذي يقيم أغلبهم في بلدته بالمنيا، على الرغم من أن الكثير منهم لا يسألون كثيرًا على والدهم.
فيديو قد يعجبك: