إعلان

بائع جرائد التحرير: الميدان ''ترمومتر'' البلد.. والمكان فقد روح الثورة

06:14 م الخميس 19 ديسمبر 2013

بائع جرائد التحرير: الميدان ''ترمومتر'' البلد.. و

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نوريهان سيف الدين:

على فرشة تتصدر جانب الميدان بين ''محمد محمود'' و''الفلكي''، بات أشهر باعة الجرائد بالميدان الواسع، اكتسب مزيدًا من الشهرة بعد إقامة ''منصات التحرير'' أمام ''فرشته'' الممتلئة بأنواع مختلفة من الصحف والمجلات والروايات الأكثر مبيعًا، وبينما يجلب لك جريدتك المفضلة ويقبض سعرها، تجد عيناه معلقة على ''مانشتات'' الصحافة، وباله مشغول بتحليلات المقالات وصحاب الرأي، و تعرف أن ''الصنعة غلابة'' وتركت بصمتها في تنوير الرجل الخمسيني البسيط.

''ناصر شعبان''، بائع الجرائد بميدان التحرير، قال إنه يراقب الميدان منذ الصباح، تحسبًا لمرور التظاهرات و''كسر الروتين'' المتمثل في الهدوء والنمطية، وهو ما لم يعتاده الميدان على مدار ثلاث سنوات، إلا أن الأمور سارت على ما يرام، و''الأمن مستتب و ميه ميه، وأهو أحسن من ريحة الغاز والجري هنا وهناك''.

''ناصر''، ربط روح الميدان بـ''محطة السادات''، فقال: ''هما مش عارفين إن المترو دا ترمومتر للبلد، وإن قفله لحد دلوقت بيسمّع في الدنيا بره ومديهم تصور إننا معندناش أمن!، مش هقولك إن الناس مصالحها اتعطلت وأنا واحد منهم مش ببيع إلا أقل من ربع المبيعات قبل رمضان، لكن هقول إن لو تأمين المحطة مسئولية كبيرة على الشرطة فالأحسن لها تسيبها للشعب يحميها بطريقته زي ما كنا بنحمي الميدان قبل كده''.

أما ''المظاهرات''؛ فهي الأخرى فقدت رونقها في نظر البائع الريفي الساكن للقاهرة والمتابع لأحداثها؛ فقال إن أخر ''شدة'' حصلت في الميدان كانت تلك المقامة ''يوم ماتش مصر وغانا، وقتها الشباب خدت تصريح مظاهرة ونزلت بس عرفنا إن وسطهم 6 أبريل و إخوان وبدأوا يهتفوا ضد النظام، راحت الشرطة مخلتلهومش، وصرفتهم بالقوة على طول''.

أحد المشترين من ''فرشة الجرائد'' استرعته كلمة ''6 أبريل''؛ فوقف متأهبًا منتقدًا موقفهم، فقال: ''دول شوية عيال ممولين وبياخدوا بالـ900 ألف دولار من أمريكا، وينزلوا يوزعوا أقلام وطواقي هنا في الميدان، أنا بقولك صحيح أنا خدت منهم طاقية، وخدت من الإخوان كيس سكر أيام الانتخابات، بس اللي يجي منهم أحسن منهم، ومش هغيّر رأيي فيهم''.

وعبر ''ناصر'' عن رأيه في ''25 يناير'' بأنها ''ثورة أطفال شوارع''، بينما ''28 يناير'' كانت ''ثورة المسجونين الهربانين''، ومن يومها ''مشوفناش خير''، وهي الكلمات التي قالها وانصرف، تاركًا المستمعين حوله في ذهول شديد.

على العكس منه، وقف رجل على مشارف الخمسينات، قال إن الأنسب لإحياء ذكرى الأحداث المرتبطة بالثورة هو ''أخذ العبرة منها'' و''التحقيق فيها'' لإثبات حقوق كل الأطراف، مضيفًا أن ''الثورة صحيح مولودة في التحرير، لكن ميادين مصر كلها خدت بصمة التحرير''، موضحًا أن الناس منقسمة حاليا بين ''الاستقرار'' والتعب من أحداث مرهقة متتالية، وبين شباب ''متحمس ثائر'' تنقصه الرؤية الأوسع والأعمق لتكمل روحه المجددة وأفكاره البناءة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان