سكان ''عقارات فيصل''.. 7 أيام في الشارع ''والمحافظ هو المسئول''
كتبت - يسرا سلامة ودعاء الفولي:
جلس على أريكة وثيرة، بيده كوب ساخن من الشاي، يتابع نشرة الأخبار التي جاء فيها ''الطقس بارد على جميع الأنحاء''، عقد حاجبيه في ضيق، طفق يفكر في الذين لا مأوى لهم؛ كيف ينامون في هذا الزمهرير، رفع بصره للسماء شاكرًا وجوده في منزله الدافيء، نظر لأطفاله الذي ينجزون فروضهم الدراسية، وزوجته التي تُعنّف أحدهم لعدم تركيزه في الاستذكار؛ فابتسم، ودفع بظهره إلى الأريكة المُريحة ناقلاً بصره إلى التليفزيون ليتابعه.
دقائق قليلة وينقلب كل شيء، لا يعرف من التفاصيل إلا أنه أخذ على أيدي أولاده الصغار، وخرج بهم من المنزل، تاركًا كوب شاي غير مُكتمل، وتليفزيون يعمل، وذكريات كثيرة، لا يذكر سوى وجه امرأته المفزوعوصراخها قائلة ''البيت بيقع''.
جمال، أحد ساكني العمارة2، التي سقطت بشارع فيصل الرئيسي منذ أسبوع، جاء لمكان الحطام مع زوجته التي كانت تبكي بمجرد مرورها بجانب العقار، وقف جمال ينظر لبقايا المنزل، يشير بيده إلى أريكة ملقاة وسط الحطام قائلا ''دي الكنبة بتاعتنا''، فقد كان يقطن في الدور الرابع من العقار.
''اتغدينا والساعة كانت 6 سمعنا حدفي العمارة بيصوت''، خرجت زوجة جمال لترى ما يحدث، فقالت لها الساكنة في الدور الأخير أن هناك شرخًا ضخمًا في الجدران، فبدأ السكان يخرجون سريعًا، لم يأخذ أحد شيئًا، وحتى الآن يتسائل أولاد جمال عن موعد عودتهم للمنزل، فلا يستطيع الأب والأم الرد عليهما.
وسط بركة من الماء، انتشرت انقاض العقار المنهار، لتترك مجموعة من ساكنيه خارجه. وأكثر من خمسة عقارات حولها مهددة بالسقوط، وعلى الرغم من عدم وجود ضحايا، لكن الضحاياأحياء، رأوا أشياءهم تسقط أمام أعينهم، تتركهم فى الخلاء تحت زخات المطر.
ثلاثون أسرة أو أكثر، بعضهم من العقار الساقط، والباقي من العقارات المجاورة المهددة بالسقوط فى انتظار دورهم، يروون بعض تفاصيل ما يقرب من أسبوع قضاه معظمهم في الشارع.
عزت.. لا عمل ولا سكن
عزت، كبير أحد العائلات التى اضطرت لإخلاء العقار المجاور لعقار آل عبد العزيز المتهشم، يستعيد أسباب السقوط، ويقول:''الأرض الفاضية بجانب العقار الساقط كانت بها اعمال بناء، بعد أن تملكها مجموعة رجال أعمال وهم محمد منسى وفوزى ضفدع ومحمود وسعيد القريطى، وبدأ العمل بالأرض بعد أن هدموا ما عليها من عمارة وفيلا، من أجل بناء برج تجارى''.
ويتابع عزت: ''منذ أن حصلوا على الأرض.. أصرملاك الأرض على عدم وجودشارع عبد الناصر، الذي كان موجودا قبل العمل، وأدخلوه فى ملكية الأرض، وتم البناء عليها، والموضوع وقتها كان مرفوض من رئيس الحى السابق، وظل العمل بالأرض عالقاً حوالى ثمانية أشهر، حتى فوجئنا الأسبوع الماضى بالحفار والدقاق يعمل فى الأرض، فأثرا على العمارات المجاورة''.
زيارات متعددة من أهالي العقارات إلى حي ''العمرانية'' التابعة له المنطقة، من أجل شكوى السكان بالعمائر عن تعدي ملاك الأرض على القانون، وضم الشارع، والإزعاج الذي يسببه العمل والذي كان يرجالمنازل، لكن لا حياة لمن تنادى، فقد استمر العمل وبناء الأساسات على الأرض، ويستطرد عزت:''لا حد من الحى او من الشرطة عبرنا قبل ما تقع العمارة''.
تتميز الأرض في شارع فيصل بأنها جوفية، تحتها مياه كثيرة، انتشرت على الأساسات العميقة التى بناها المقاول، فما كان من العمال إلا أن سحبوا المياه بعدد من الخراطيم، بناءً على استشارة المهندس محمد عبد الخالقالمسئول عن المشروع.
سحب المياه من الأرض بجوار العقارات كان الإنذار الأقوى بوقوع الكارثة، حيث أدى إلى وصول المياه لأسفل العمارات المجاورة، وبالتالى تصدع الأرض، وكما يقول ''عزت'':''ماتور السحب لم يلاحق على كم المياه الخارجة من الأرض، حتى بدأت العمارة المجاورة فى التصدع''.
يوم الأحد الماضى، كان ''عزت'' يجلس أمام محل عمله لتصوير المستندات فى أحد العمارات، ولما أن لاحظ شقوق في الأرض والرخام حول المحل، حتى صعد فوراً لإبلاغ السكان بضرورة إخلاء العقارات.
لحظات الإخلاء تمت على عجل، لم يفلح الكثير من السكان فى فتح بيوتهم من الأساس،لأن ميل البيت لم يسمح بدفع الأبواب، فحدوث ذلك سيعرض من يفتحه للموت، وفي العاشرة والنصف مساء الأحد 8 ديسمبرانهار العقار بالكامل.
استعان الأهالى بمجموعة حواجز حديدية وتوقف السير بشارع فيصل، في ظل عدم تواجد المطافي والشرطة الذين لم يأتوا إلا عقب السقوط، وأضاف عزتالذى كان متواجد حينها:''ساعتها ما شفتش حاجة..كل العمارة نزلت فى ثوانى..سبع أدوار أصبحوا بسوا الأرض..كأنها قنبلة انفجرت فى وجهنا..وانفجرت مواسير الغاز فى المكان''.
''اردموا الأرض''..كانت تلك كلمة محافظ الجيزة علي عبد الرحمن عندما أتى لأحد ملاك العقارات الموجودة بجانب عقار 2، الأمر الذى يعنى بالنسبة لعزت ولسكان العقار؛ التستر على جريمة حدثت، لذلك اغلبهم متواجدين فى الأرض بعد سقوط المنزل، منعاً لردم الأرض.
''إحنا مش هنسيب الأرض..إحنا هنا كلنا بنحارب الفساد..الحفر فى الأرض سبب فى تدمير حياة أكثر من 30 أسرة وعشرين عامل فى المحلات أسفل العمارات..الناس موجودة عند قرايبهم، ولا حد عارف يروح مدارس من الأطفال ولا الأشغال..''، هكذا قال عزت، مضيفا أنهم في انتظار تقارير النيابة واللجنة الهندسية لتوصيف الوضع.
محال تحت الأنقاض
أحمد زيان، أحد العاملين فى محلات ''المنير'' لقطع الغيار، والملحقة بالعمارة المتهدمة، يقول:'' أنا كنت جوا المحل قبل ما العمارة تقع بدقيقة واحدة..ولولا أن يوم الأحد أجازة للمحل، كان زمان كل الناس تحت الانقاض..فيه تقريباً بضاعة بحوالى 5 مليون جنيه تحت الانقاض، غير أن بيوتنا اتخربت ومش عارفين نشتغل ايه''.
أما ''محمد'' أحد العاملين فى محل أكسسورات السيارات بالعمارة المهدمة، فأضاف:''احنا بضاعتنا كلها تحت الأرض..وللأسف لما دخلت الحفارات اشتغلت فى الأرض ضربت فى أساس العمارات المجاورة''.
أكثر من عشرين عاماً عمل ''محمد'' فى محله بالمنطقة، لكن أكل عيشه توقف بسبب تهدم العقار والمحل فيه، فهو '' أنا موجود فى المكان ده من سنة 90..العمارة محصلهاش خدش من زلزال 92..يعنى الأساسات بتاعة المكان قوية..اللى حصل ده لأن البلد مفيهاش قانون''.
ويقول علي أحد العاملين في إحدى الورش الموجودة أسفل العقار سابقا ''انا ببات هنا مع الناس، لأن مش الورشة بتاعتي بس اللي وقعت، أنا كمان ساكن في العمارة اللي جنب عمارة 2''، ولذلك فالضرر مضاعف بالنسبة له.موضحًا أنه فقد آلة خراطة ثمنها 28 ألف جنيه، على حد قوله.
أصحاب المحلات لهم ديون عند الكثير من التجار، فهم يشترون منهم بضاعة بالأجل ويدفعون ثمنها بالتقسيط، ومع تهدم المحلات ظلت ديونهم قائمة ولم يعد هناك بضاعة.
آل عبد السميع.. في الشارع حتى عودة الحق
جلسوا على هيئة حلقة، لم يكن ذلك من فراغ، فوسطهم كانت بقايا نار مشتعلة، تُدفيء الجالسين حولها، ولم يخلُ الأمر من بعض الطعام، هم عائلة واحدة بالفعل، لقب عائلتهم عبد السميع، وهم إخوة؛ ناهد،سلوى، عبدالله، غادة وعزت ورغم أن اولادهم كانوا في منازل الأقارب إلا أنهم لم يبرحوا مكانهم منذ تهدم العقار.
ناهد عبد السميع، صاحبة العقار المجاور للعقار المنهدم بفيصل، قالت إن البيوت المجاورة للعقار صدر لها قرار إزالة، وهم في انتظار التنفيذ، موضحة أن حال البيت والشروخ التي ملأتهستؤدي إلى سقوطه قبل إزالته من قبل الحي، حتى أن السكان لم يتسن لهم إخراج مقتنياتهم الشخصية خوفًا من الانهيار في أي لحظة.
''المسئولين عن الأرض مطلوبين ضبط وإحضار كلهم'' قالت ناهد، مضيفة أن المسئولية تقع على الحي والمحافظ، فعندما كانت الأرض تحت قوة العمل، كانت ترى أشخاص من الحي جالسين في المكان، فلم تفكر للحظة أن الأرض ستؤثر على العمارات المجاورة.
ترى ناهد أن ''علي عبد الرحمن لازم يستقيل''، فمحافظ الجيزة بالنسبة لها هو سبب الخطأ الرئيسي، وهو المسئول أمام الأهالي لمحاسبة المتورطين، مؤكدة أنها والأهالي لم يحصلوا على تعويضات مادية من الحكومة، كما صرّح المحافظ، ولم يأتِ لأحد العقارات بالمنطقة قرار إزالة كما قيل.
رغم عدم سكن ناهد وأخواتها بالعمارة المنكوبة، إلا أن كونهم جيرانها؛ جعلهم يعيشون مشاهد السقوط كأنهم الساكنين، تقول ناهد: ''رجعت من الشغل وقت العصر، بعد المغرب بشوية سمعت جارتنا في العمارة بتصوت، وبعدها بخمس دقايق لقيناها بتقول إن السيراميك في البيت عندها بيفرقع من الحيطة، الناس كلها نزلت وكلنا نزلنا وبدأت أولادنا تنزل الناس اللي في عمارتهم وعمارتنا''.
قبيل سقوط العمارة بفترة وجيزة، سأل بعض السكان المهندس محمد عبد الخالق، أحد المسئولين عن المشروع، حيث كانت التشققات بدأت في الظهور، فما كان رده حسب قولهم إلا أن العمارات لن تسقط قبل عشر سنوات على الأقل، وأن الشرخ بسبب الطلاء لا أكثر، ولكن ما حدث بعد ذلك أن ''فيه مهندس في العمارة اللي في وشنا، جبناه شاف الشقوق، وكان محل قطع الغيار فيه شق في الأرض''، فانزعج المهندس بشدة وطالب السكان وأصحاب المحلات بإخلاء العمارات كلها فورًا، ولولا تحذيره والعناية الإلهية لمات السكان تبعًا لقول ناهد.
تُكمل ناهد حديثها عن ما بعد سقوط العمارة، حيث قالت: ''بعد العمارة ما وقعت جالنا لواء من المحافظة وعملوا محضر وجاءت لجنة عملت تقرير عن الحالة العامة، وحاليا المهندس محمد عبد الخالق مقبوض عليه على ذمة التحقيق''، مضيفة أن لحظات سقوط العمارة لم تكن الأكثر رعبا؛ فعقب سقوطها فزع السكان بسبب خطوط الغاز التي انفجرت أسفلها، وكانت المنطقة مملوءه بالغاز، ولكن كان رد فعل شركة الغاز بطيء، فلم يأتوا سوى بعد ساعة من السقوط.
عقار 2 المنهار كان به ست أسر، بينما العمارة التي تقطن فيها ناهد بها 8 أسر، وهناك أيضا العمارة الثالثة لجانبهم وهي عمارة آل العيوطي، وكان بها خمس أسر، بجانب المحلات في العمارات الثلاث،انتظروا في الشارع جميعًا،وبعد ذلك بساعات، شاهدوها تسقط وبداخلها كل شيء يتعلق بسكانها، بل وبأصحاب المحلات الذين تعتمد تجارتهم بالكامل عليها.
''فيه محل قطع غيارر جوة العمارة الواقعة، والعمارة بتاعتهم''، هكذا قال عبد الله، الأخ الأصغر لناهد، مضيفاً أن محل قطع الغيار ليس الوحيد الذي تهدم، فهناك المكتبة الإسلامية التي تواجدت أسفل العمارة أيضا وبها كُتب نادرة، بالإضافة لبعض الورش.
عبد الله له من الأبناء ثلاثة في المدارس، كان في عمله بأكتوبر عندما اتصل به أحدهم قائلاً ''تعالى بسرعة بيتك بيقع''، أسرع الرجل الأربعيني لمكان النكبة، ليرَ العمارة المجاورة لمنزله تسقط رأسا على عقب، فسقط هو وراءها مغشيًا عليه من الرعب، بعدما أعتقد أن أولاده في خطر؛ حيث قال ''تعبت وودوني المستشفى بعد اللي حصل''.
الرُكام الموجود حاليا على شارع فيصل الرئيسي، تعجز الجهات الرسمية عن إزالته، وأضاف عبد الله ''لو الركام اتشال عمارتنا هتقع، هي مسنودة بالركام، ولو عمارتنا وقعت اللي جنبها هتقع هي كمان''.
استغاثات سكان الثلاث عمارات لم يبدأ بعد سقوط الأولى؛ بل من بداية الحفر، فقد اشتكوا مرارًا للعاملين أن العمل يُزعجهم، كما أن حال المياه التي ارتفعت في الأرض كان نذير سوء؛ حيث أوضح عبد الله ''اكتشفنا بعد ما العمارة وقعت إنهم كانوا حافرين 8 متر تحت الأرض''.
تسائلت ناهد وأخيها عن نهاية وضعهم في الشارع، قائلة ''هنروح فين؟ احنا مش عايزين نخرج على فيصل نقطع الشارع ونعطل الناس، عايزين حقنا ومش هنمشي من المكان إلا لما نجيبه، بس بالقانون''.
العقار المنهدمليس قديم، فهو منذ عام 1983، سكن فيه آل عبد العزيز بعد ما بناه لهم والدهم، وعمارة آل عبد السميع على نفس الشاكلة، ورغم أنها بنيت عام 1976 إلا أن حالتها كانت جيدة قبل بداية الحفر في الأرض.
فادي، له من العمر خمسة عشر عاما، يتبع عائلة عبد السميع، أسمر الوجه مبتسم رغم الظروف، وقف غير بعيد من العمارة المنكوبة، يُحضر أحيانا الطعام لعائلته داخل الخيام في الأرض غير المكتملة، أو يساعد الرجال في أي شيء، لكنه لا يبرح المكان، يبيت فيه عكس الكثير من الأطفال الآخرين.
فادي طالب بالصف الثالث الإعدادي، لم يذهب المدرسة يوما منذ سقوط العمارة المجاورة، حيث قال: ''مفيش حاجة أروح بيها المدرسة.. حتى الكتب بتاعتنا كلها فوق في البيت''، لم يجرؤ أحد من آل عبد السميع على الدخول للعمارة لإحضار شيء، وخاصة أن الشرخ الأكبر في العمارة يقع بغرفة فادي تماما. حال أطفال وشباب العمارات الثلاث ليس مختلفا، فلم يستطع أحدهم الذهاب للمدرسة أو الجامعة، وقالت ناهد: ''دروس ولادنا متعطلة لأن مفيش مكان، هما بيناموا عند قرايبنا يادوب واحنا بنبات هنا''.
إسلام.. ''وحدي في المنزل''
الأرض التي كانت سببا في سقوط العمارة، محاطة من الناحيتين بالعمارات، ورغم أن العمارة المنكوبة والعمارات التي لجانبها كانوا لأقرب، إلا أن العمارات التي على شمال الأرض تم إخلاءها أيضا، لا يوجد بأحدها سكان، إلا ساكن واحد يُدعى إسلام، يسكن وحيدًا في منزله الذي يمتلكه، حيث قال ''اختي كانت معايا في البيت هنا ومشيتها عشان ولادها وانا قاعد لوحدي''.
لا يفكر إسلام في ترك منزله رغم الخوف، فهو لا يجلس فيه إلا سويعات النوم القليلة، لكن يعتقد أن ذهابه سيبعده عن معرفة أي شيء عن المنزل إذا سقط، حيث علق '' ده بيتي، لو مُت هموت جواه، بس مش همشي وأسيبه''.
يأمل إسلام أن تُحل مشكلة المنازل سريعًا، لكن أمله ليس ضخمًا، فقد قال ''أصحاب الأرض دول أباطرة في فيصل، ومحاسبتهم مش بالساهل، ومش بعيد الموضوع يخلص بشوية فلوس منهم للناس في الآخر وخلاص''.
الحل.. تضارب في التصاريح الرسمية
''هناك الكثير دون مأوى فى محافظة الجيزة، والمحافظة لن تستطع توفير سكن للأسر الآن''، هكذا انطلقت تصريحات محافظ الجيزة ''على عبد الرحمن'' في وسائل الإعلام، بعد وقوع الكارثة، دون وجود أي استراتيجية لحل المشكلة، ووسط تصريحات إعلامية من وزير الإسكان عن النية لتوفير شقق للأسر المتضررة فى منطقة أكتوبر، الأمر الذى قال عنه ''جمال'' أحد الساكنين: ''لم يتواصل أحد معنا حتى الآن، ولم يتم إبلاغ الأهالى بأي شقق متاحة لهم''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: