إعلان

''أم أحمد'' من المنوفية إلى التحرير.. رحلة ''شقّاء وكفاح''

09:51 م الأربعاء 11 ديسمبر 2013

''أم أحمد'' من المنوفية إلى التحرير.. رحلة ''شقّاء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - يسرا سلامة:
تصوير - إشراق أحمد:

من مركز ''أشمون'' التابع لمحافظة المنوفية، تقطع ''أم أحمد'' المسافة ذهابًا وإيابًا كل يوم إلى قلب القاهرة، لفترة تتجاوز العشرين عامًا، ومنذ أن كانت في الثامنة عشر من عمرها، ومكانها هنا في موقف ''عبد المنعم رياض''، تبحث في قلب المدينة المزدحمة عن ''لقمة عيش''.

أربعينية العمر، على الرغم إنها تبدو أكبر من ذلك، بفعل الزمن الذى أتى على صحتها، فابنة المنوفية السمراء كانت تعمل بحثًا عن الرزق الوفير لأسرتها في الماضي، لكن الأمر بات إجباريًا بعد أن أصاب مرض السكر زوجها منذ أكثر من خمس سنوات ليدفعها المرض دفعًا لأن تكون العائل الأول والأخير لأسرتها.

''حنان وأحمد ومنى وحنفى''، أربعة أولاد هم قرة عين ''أم أحمد''، نجحت في تزويج فتاة منهم، لكنها لا تزال تتحمل أعباء دفع التقسيط الخاص بجهازها حتى اليوم، يدفعها أن تحمل أجولة ''الجبن والمش والثوم والفطير والبيض البلدي'' وبعض من الخضروات يوميًا من سوق ''أشمون'' بالمنوفية وحتى القاهرة.

ثلاثة مواصلات يوميًا، تتنقل من بينهم السيدة المصرية، ومعها أجولة من خير الريف، تحملهن من ''آشمون'' إلى منطقة الكوادي ومنه إلى القناطر الخيرية، ومن القناطر حتى قلب ميدان عبد المنعم رياض، بتكلفة تتجاوز الـ25 جنيهًا، تهاود فيها السائق، علّهم يصبحوا 15 جنيهًا فقط.

رحلتها اليومية تبدأ في الخامسة فجرًا؛ حيث سوق ''أشمون'' للحصول على بضائعها الوفيرة؛ البيض فوق الجبن القديمة ''مِشّ'' وفوقهم الفطائر الطازجة وسط ''طِشّت'' فضي اللون، جميعهم فوق رأس ''أم أحمد'' حتى الوصول إلى أقرب وسيلة مواصلات، علّها تعود به خاوية في آخر النهار.

لم تعد تقوى ''أم أحمد'' على المناداة على بضائعها، حتى الزبائن أصبحت تعرفها وتعرفهم، وتحف طلباتهم عن ظهر قلب ''الحالة تعبانة'' مع الناس، كما تقول ''أم أحمد''؛ لذلك تخفف هي من أسعارها عليهم، لتقتسم مع زبائنها بعض الهموم وغلاء المعيشة.

لكن مرارة العيشة لم تمنع ''أم أحمد'' من الابتسامة في وجه من يأتى إليها من الزبائن؛ تقلل من ضغوط الحياة التي تطحنها، لم تتعلم أبدًا، لكنها لم تحرم أولادها جميعًا من استكمال تعليمهم.

''مظاهرات ومسيرات واشتباكات''، كلها مرت أمام عينيها في الوقت الذي تقضيه في البيع والشراء بداخل موقف ''عبد المنعم رياض''، لا تحمل لهم سوى دعاء ''ربنا يهدي حال البلد''، لم تفكر يومًا في المشاركة وتقول: ''أكل عيشي أهم''، ولا تعرف لأي صندوق انتخاب طريقًا.

''جيراني بيقلولي في السوق روحي صوّتي، بس أنا مش فاضية ومفهمش في السياسة''، بتلك الكلمات عبرت ''أم أحمد'' عن رأيها في التصويت على دستور 2013، بعد أن أبدت عدم معرفتها بذلك الشيء المسمى ''دستور''؛ لكن ذلك لم يمنعها من تمني استقرار الأوضاع من أجل ''لقمة العيش''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان