إعلان

ضحايا "قطار دهشور".. عائلة واحدة على "قضبان الموت"

07:12 م الإثنين 18 نوفمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - يسرا سلامة:

عائلة واحدة تتكون من أكثر من 40 فردًا، يستعدون معًا إلى الرحيل بعد قضاء ليلة مبهجة من الفرحة معًا فى زفاف أحد أقاربهم في حي المعادي، ينطلق "المينى باص" بهم من أجل العودة مرة أخرى بعد "ليلة عمر" القريبة؛ لتكون لمعظمهم آخر ليلة، وللبقية أسودها.

تسير العربة بهم على سرعة "50 - إلى 60 كيلو متر تقريبًا، حتى تقترب من أحد "المزلقانات" في منطقة "دهشور" بالجيزة، يبطئ السائق والظلام جعله يطمئن للطريق، والذي لا يزال مفتوحًا أمام المركبات، بما يعنى إشارة لعدم مرور القطار بعد، لكن عامل "المزلقان" لم يكن متواجدًا وقتها لينذر السائق قبل وقوع الكارثة.

لمسافة أكثر من 4 كيلو مترات قفز الـ"مينى باص" بقوة وسرعة القطار على قطبان السكك الحديدية، دقائق معدودة حتى صعدت أرواح أكثر من 27 شخصًا إلى السماء، ويصاب ما يقرب من 35 آخرين معظمهم من راكبي "الميني باص".

"ماجد يوسف".. في انتظار تصريح الدفن

"لافتة واحدة" علقها المسؤولون فى مستشفى الهرم، إحدى المستشفيات التي استقبلت الناجين من الحادث، عليها كل أسماء المتوفين، تعرف من أسمائهم المتشابهة صلة قرابتهم، أطفال لم تتجاوز أعمارهم الثلاث سنوات، نساء ورجال كِبار، أسر كاملة لاقت مصرعها في وقت واحد.

حالة من الفرح تحولت في غضون لحظات قليلة إلى حزن يخيم على أهالي المتوفين، وعلى من أصيب ذويهم في الحادث، لكن الأحزان تضاعفت بسبب "صلة الدم" بين الضحايا والمصابين.

على باب مشرحة مستشفى الهرم يجلس "ماجد يوسف"، وسط حزن مضّاعف؛ فهو في انتظار استخراج الأوراق الرسمية لدفن 9 جثث لأقاربه من الدرجة الأولى، و12 جثة من عائلته "مش قرايبي أوي.. بس من العيلة يعني"، وفي حيرة من متابعة إجراءات الدفن أم مؤازرة باقي المتوفين؛ حيث فقد شقيقه زوجته وأطفاله الثلاثة وأقاربه في الحادث.

"الإسعاف كانت بتلم لحمهم من على القضبان".. كلمات قالها "ماجد" وسط مأساته، بعد أن تلقى الخبر من أحد الأقارب فجرًا عبر الهاتف، وتوجه بعدها إلى المستشفى، وفي انتظار وصول النعوش تحمل أقاربه إلى مثواهم الأخير "إحنا مش هنسكت على اللي حصل".

"إسحاق" وزوجته: "الأتوبيس اترمى محسناش بحاجة"

في داخل عنبر 6 بمستشفى "الهرم" يتمدد "إسحاق يوسف فوزي" على أحد الأسّرة، وسط كسور في الذراع والقدم والظهر، لا يقوى على تحملها الرجل الستيني، لكن وفاة 9 من أقاربه وإصابة الباقي كان الأكثر حزنًا وألمًا عليه "في لمح البصر الأتوبيس اترمى بعيد ومحستش بحاجة".

زوجته "ماجدة موريس" تقيم بجواره في عنبر النساء، وسط كسور في اليد والظهر والقدم، آهات متقطعة لا تقوى على قول سواها، وحالة من الحزن والألم على شقيتها بجوارها "القطر جه من الوادي الجديد.. فرم فيهم ع القضبان".

"مارينا".. فقدت الأب والأم ولا تعلم حتى الآن

حالة الحزن والخوف امتدت إلى الطفلة "مارينا"، ابنة شقيق "ماجد"، لم تبلغ من العمر 17 عامًا، والتي لا تزال بملابس الفرح الذي اختلط به الدم، جروح منتشرة على وجهها، وكسر في الحوض لا تقوى بسببه على أي حركة، تسأل على والدها ووالدتها، لكن أقاربها يخفون عليها الأمر.

"إحنا مخبيين عليها إن أبوها وأمها ماتوا، مش هتستحمل لو عرفت".. قالتها ابنة خالة "مارينا" لتكشف أن عائلتها لم تستطع الإفصاح عن مصير والديها، "أنا كنت قاعدة ورا في الأتوبيس، فجأة اتنطرنا كلنا بعيد، الأتوبيس اتفرتك، ومعرفش فين إخواتى بيتر ومينا".

"الحمد لله نشكر ربنا".. قالتها شقيقة "ماجدة" في حزن وألم، لا تقوى مثلها مثل كل أهالي المصابين والمتوفين في الحادث على الكلام، وسط حالة من الزحام الشديد من وسائل الإعلام "محدش عارف حوادث المزلقنات هتنتهي امته !".

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان