رفع ''الحظر''.. ''أكل عيش'' للقهوجي و''مش فارقة مع الزبون''

كتبت - يسرا سلامة:

''مصر بلا حظر''.. هكذا قررت الحكومة بعد ما يقرب من 90 يومًا عاشها المصريون في ظل ساعات حظر التجول عقب أحداث العنف التي شهدتها البلاد عقب فض اعتصامي ''رابعة والنهضة''؛ ليكون بذلك سببًا في فتح باب رزق الكثير ممن تعطلت أعمالهم بسببه، وخاصةً في يوم الجمعة الذي كان ''نص يوم'' مثل ما حدث لقهوة ''النوبي''.

جسده النحيل وضعف بنيته لم يمنعا ''أحمد'' أن يتولى مسؤولية تشغيل قهوة ''النوبي'' الواقعة بمنطقة السيدة زينب بكاملها، ليتولى مسؤولية القهوة مرحبًا بزبائنه في لحظات يقتنصها أغلبهم لبعض الهدوء أو التسلية.

لكن ''أحمد'' كان أكثر المتأثرين بقرار فرض حظر التجول منذ ثلاثة أشهر؛ حيث كان يعاني معاناة شديدة في أيامه الأولى، حتى تكاد يخلو المقهى من الزبائن في المساء، وتصبح خاوية على عروشها في أيام الجمعة .

شيئًا فشيئًا اعتدل الحال لدى ''أحمد''، وساعات الحظر بدأت تتقلص، والحركة تعود معها إلى أروقة المقهى الشعبي، لكن يظل ''يوم الجمعة'' ذو تأثير كبير عليه، ومعها للحظات ما بعد الثانية عشر مساءً.

''في الأيام العادية الناس اللي ساكنة قريب بتمشى قبل واحدة مثلًا من القهوة، لكن يوم الجمعة الساعة خمسة كده مفيش حد خالص، وساعات كمان في وقت الجمعة بقفل لأن مفيش زبائن''.. هكذا تحدث ''أحمد'' عن ساعات قضاها في حظر التجول، وهو يبدى تفاؤله بشأن رفع الحظر نهائيًا.

''وردية'' كاملة في الليل انقطعت من قهوة ''النوبي'' بسبب ''الحظر''؛ ليترك ''أحمد'' حبيس المقهى أحيانًا؛ إذا تأخر عن الذهاب لبيته في منطقة إمبابة في ساعات الحظر ''ساعات أقفل عليا القهوة وأبات هنا عشان اتأخرت وقت الحظر، ده غير إن المواصلات بتبقى صعبة جدًا خصوصًا يوم الجمعة''.

لكن رفع حظر التجول لم يقابله الحاج ''حنفى'' بنفس السعادة التي لاقاها ''أحمد''؛ فالرجل الستيني، موظف على ''المعاش''، لا يفرق معه بشكل كبير ''الحظر'' من عدمه؛ فهي ساعات قليلة يقضيها في الصباح أو فى عصر اليوم بداخل المقهى بجوار منزله.

ربما أيام قليلة شعر فيها ''حنفي'' بمساؤى ''الحظر''، عندما كان يذهب إلى بناته المتزوجات لزيارتهن في مدينة السلام ''أنا عندي فوق الستين سنة، والمواصلات بتبقى صعبة وزحمة، عشان كده مبقتش اتحرك يوم الجمعة كتير''.

كما تفاءل الحاج ''فلفل'' بقرار رفع ''الحظر''؛ ليس بسبب المواصلات وحدها، لكنه ''أكل العيش'' أيضًا؛ فهو صاحب محل في منطقة فيصل لبيع ''البراويز والزجاج''، كان مثله مثل غيره من المحلات في المنطقة ''الحظر يؤثر عليهم سلبًا''.

قليل من الساعات يقضيها ''فلفل''، الرجل الخمسيني، في قهوة ''النوبي'' القريبة من مسكنه بمطقة السيدة زينب، والتي يسكن بها أيضًا، حتى يذهب إلى محله، وتطول ساعات جلوسه يوم الجمعة ''الناس بتبقى مريحة شوية''، حسب قوله.

''من ساعة حظر التجول والحال واقف، وحتى في المواصلات الناس راكبة فوق بعضها خصوصًا يوم الجمعة''.. يشكو ''فلفل'' من وقف الحال وقلة البيع، ويتمنى أن ''البلد تهدى'' حتى يعم خير مصر على الجميع .

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك ...اضغط هنا