الاحتفال بـ''عاشوراء''.. ''أكلّة'' في مصر و''إجازة'' بالجزائر و''حزن'' داخل العراق
كتبت - نوريهان سيف الدين:
كغيره من المواسم ذات الصبغة الدينية، يأتي ''يوم عاشوراء'' على الأمة الإسلامية بعديد من مظاهر الاحتفال والاحتفاء بذكرى هذا اليوم، وكعادة الشعوب في إضفاء ''ثقافة المطبخ'' على مواسمهم المتكررة، كان لـ''عاشوراء'' نصيبًا لا بأس به في مطابخ البيوت المحتفلة بهذا اليوم.
مصر.. ''العاشورا'' سيدة الموقف ''من أيام الفراعنة''
لا يترك المطبخ المصري فرصة لمناسبة أو احتفال إلا يترك أثرًا بارزًا فيه، و''طبق العاشورا'' هو السمة المميزة لهذا اليوم، وهو في الأصل خليط من حبوب قمح ''البليلة'' المخلوطة بالحليب والسكر والنشأ، و''زينة وش الطبق'' تختلف وفقًا لمستوى الأسرة الاقتصادي، بين ''الفول السوداني'' المجروش وبين المكسرات والزبيب.
''القمح'' محصول مصري صميم، وكان الاحتفال بزراعته وحصاده مناسبة راسخة منذ عهد الفراعنة، لذا أدخلوه في كثير من أكلاتهم اليومية، وبمرور الزمان، اكتسب أحفاد الفراعنة حب حبوب القمح، وخلطوها بالكثير من أطباقهم.
أما ''الصوم'' و''التواشيح'' و''حلقات الذكر''؛ فهي سمة غالبة في بيوت ومساجد مصر خاصة في ''تاسوعة'' وهي الليلة السابقة ليوم ''عاشوراء''، خاصة مع صيام أغلب المتطوعين في هذا اليوم، اقتداءُ بسنة الرسول ''محمد - صل الله عليه وسلم''.
الجزائر ولبنان .. إجازة مدفوعة الأجر و''الرشتة'' طبق اليوم
أما في الجزائر الشقيق؛ فيحتفل أبنائها بهذا اليوم بالصيام والسواك وتلاوة القرآن احتسابًا لثواب عظيم، ووجبة الإفطار هي ''الرشتة''، و هي عبارة عن معجنات محشوة بالدجاج، تطبخ خصيصا لهذا اليوم.
أما اليوم نفسه فهو ''إجازة حكومية مدفوعة الأجر''، رغم أن غالبية مسلمي الجزائر ينتمون للمذهب السني، أما في ''لبنان'' ذات التنوع والتناغم الطائفي؛ فاليوم أيضًا إجازة لاتباع المذهب الشيعي هناك.
العراق.. بكاء على ''سيد الشباب'' و''القيمة'' بدلًا من الحلوى
على أرض ''كربلاء'' العراقية استشهد ''الحسين'' سبط الرسول الكريم ونجل الإمام ''علي''، وهو من لقب بـ''سيد شباب أهل الجنة''، و واكب هذا اليوم ''العاشر من شهر المحرم''، وبهذا تحول الاحتفال من هدوء وصمت الصيام إلى بكاء ونحيب على ''مصائب حلت على آل بيت النبي''، وتجديد الولاء للإمام ''عليّ'' وآل بيته، وتعتبر ''عاشوراء'' هي ''القيمة'' بديلًا عن الحلوى في هذا اليوم خاصة في مطابخ بيوت الشيعة الجعفرية العراقية، وهي تشبه ''الفتة'' وتتكون من ''الأرز واللحم والحمص''، في حين أن أكل الحلوى ''عيب'' ويتنافى مع طبيعة هذا اليوم في الثقافة هناك.
السعودية .. احتفال ''في الخفاء''
بينما ''المذهب السني'' هو المعترف به رسميًا على أراضي المملكة العربية السعودية، وسيطرة ثابتة لرجال ''هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر'' المنتهجة للسلفية الأصيلة، إلا أن ثمة احتفالات على نطاق ضيق تحدث داخل بيوت ''شرق المملكة'' لاسيما في ''القطيف والإحساء''؛ حيث يتواجد معتنقي ''المذهب الشيعي''، ويكون الاحتفال بتلاوة القرآن وإلقاء الدروس عن سيرة النبي وآل بيت ''الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء''.
البحرين والكويت.. ''عائشة والزهراء'' أيقونات الاحتفال
الاحتفالات في دولتي البحرين والكويت تتسم بالتناغم الشديد؛ فبينما ينتشر اتباع المذهب الشيعي فيهما وإحياء ذلك اليوم بطقوس خاصة محببة غلى نفوسهم، يتجاور معهم ''أهل السنة''، ولهم طريقة مختلفة في الاحتفال، إلا أن متبعي المذهبين الإسلاميين اتفقوا على ''حب آل البيت''.
بيوت ''السنة'' تقضي نهارها في الصيام وتلاوة القرآن الكريم، وتختتمه بدروس دينية ومديح آل البيت وقراءة أحاديث منسوبة إلى السيدة ''عائشة - رضي الله عنها''، في حين أن حب ''الزهراء فاطمة'' يطغى على كل حب لدى ''الشيعة''، وتعتبر ''سيدة أهل الجنة'' هي الشخصية النسائية الأشهر على الإطلاق، لذا يتبركون بها ويرجون شفاعتها ورفقتها وأبيها الرسول في الجنة.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: