نوبل هذا العام في الفيزياء.. تكريم بعد 50 عاما
كتب- محمد منصور:
أعلنت الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم، ظهر اليوم الثلاثاء، عن الفائزين بجائزة نوبل في الفيزياء، وهما البريطاني "بيتر هيجز" أستاذ الفيزياء النظرية السابق بجامعة أدنبره، والذى يبلغ من العمر 84 عاماً، بالمشاركة مع البلجيكي "فرانسيس أنجلرت" الأستاذ في الفيزياء النظرية بجامعة بروكسل والذى يتم عامه الـ81 في نوفمبر المقبل.
الإعلان عن الفائزين تأخر ساعة كاملة، في سابقة هي الأولى من نوعها، وأعلنت الأكاديمية أن التأخير جاء كنتيجة "للمداولات" مشددين على "حقهم في الحصول على الوقت لتقييم أعمال المرشحين".
قبل سنوات، استقر اليقين داخل الفيزيائي البريطاني "هيجز" بوجود جسيمات "دون ذرية"، ففي عام 1964 اكتشف "بيتر هيجز" ما اسماه بـ"البوزون" وهو جسم أولى افتراضي تعادل كتلته 200 كتلة البروتون –وهو أحد مكونات الذرة بجانب النيترونات والالكترونات- وقال الفيزيائي البريطاني أن "البوزون" هو المسئول عن حصول باقى مكونات الذرة على كتلتها.
مرت عقود طويلة على نظرية "هيجز"، حتى تمكنت وكالة "سيرن" الأوربية من تأكيد اعتقاده، وعبر استخدام "مُصادم الجسيمات"، وهو أله ضخمة يستخدمها العلماء لتسريع الجزيئات وعمل تصادم على المستوى الذرى، وتحديداً في يوليو من العام 2012 قالت الوكالة أنها تمكنت من فصل "جسيمات هيجز" التي اكتشفها العالم الإنجليزي نظريا قبل نحو 48 عاماً.
في نظرية "هيجز" والتي نشرتها الدوريات العلمية في عام 1964 على اعتبار أنها جزءاً من "الهراء العلمي"، قال العبقري البريطاني إن "البوزون" هو المسئول الأول عن اكتساب جميع المواد كتلتها، وأكد على وجود مجال للـ"بوزون" يتسبب فى مقاومة الجسيمات الواقعة تحت تأثيره، وأشار إلى أن كتلة البوزون لا يمكن قياسها بالكيلوجرام بل بوحدة "الجيجا إليكترون فولت مقسومة على مربع سرعة الضوء" وهى الوحدة التى تعبر عن تكافؤ المادة والطاقة، وتصور "هيجز" أن مدي مقاومة الأجسام للـ"بوزون" هي ما تكسبها كتلتها، فعندما تكون مقاومة الجسم لمجال الجسيم المكتشف صغيرة تصبح كتلته صغيرة، وعندما تكون المقاومة كبيرة تصبح كتلة الجسم المقاوم كبيرة.
قام البلجيكي "فرانسيس أنجلرت" بوضع التصور الرياضى والنموذج الفيزيائي الأولى لوجود جسيمات "هيجز" قبل عدة أعوام، وهو الأمر الذى أثار تحولات كبيرة في تاريخ علم الفيزياء النظرية، فطبقاً للتصور الرياضي المدعوم بشهادات علماء "سيرن" والتي جاء فيها تأكيدهم لوجود "البوزونات" فإن تاريخ الفيزياء النظرية على وشك التغيَر، فنظرية "هيجز وأنجلرت" جاءت لتصف "كيفية بناء العالم"، ووفقا للنموذج القياسي، فإن الأجسام المرئية وغير المرئية، بدءاً من الزهور على الأرض وحتى الكواكب في السماء، تتألف من بضعة كتل من جسيمات مادة "هيجز"، هذه الجسيمات تملأ الفراغ حولنا وتشكل مجالات لا نراها، الأمر الذى يجعل "الفراغ ليس فراغاً حقاً".
"هيجز ورفيقه" وجدا الحلقة المفقودة في بناء الكون، ووقفا أمام كل الاتهامات والتكذيبات طيلة ما يقرب من 50 عاماً، وفسرا على نحو مدهش لغز النموذج القياسي المتعلق بالانفجار العظيم ونشأة الكون، الأمر الذى جعلهما يستحقا الجائزة بلا شك.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: