''البنكرياس المُصغر''.. أمل مرضى السكرى في المستقبل القريب

كتب- محمد منصور:

على أبواب الصيدليات يقف المئات انتظارًا للأنسولين المدعوم من وزارة الصحة، والذى يُعتبر اهم أدوية مرض السكرى، قد يأتي الدواء وقد لا يأتي، فالكميات المطروحة منه لا تتناسب مع اعداد المرضى في مصر، يضطر البعض لشراء الدواء بدون دعم، فيما يقف الفقير على حافة الهاوية منتظراً حلاً جذرياً لمشكلة مرضه المزمنة.

في جامعة كوبنهاجن الدنماركية، اعلن مجموعة من الباحثين عن طريقة جديدة تمكنوا من خلالها من إنتاج ''بنكرياس مصغر'' عن طريق استخدام الخلايا الجذعية، ويمكن للعضو المُصغر ضخ كميات الأنسولين التي يحتاجها الجسد بصورة طبيعية تماماً، الأمر الذى يفتح ابواب الأمل لمرضى السكرى في العالم.

حسب تقديرات الاتحاد العالمي لمرض السكرى فإن 65 الفاً من المصريين يموتون كل عام بسبب مرض السكرى، وتعتبر مصر الدولة رقم 13 في قائمة أكثر الدول المصابة بالمرض بمعدل إصابة وصل إلى 18%، ويعتبر مرض السكرى أحد أهم أسباب السكتات الدماغية والأمراض القلبية، ويتسبب انعدام الوعى لدى المصريين بمضاعفة اخطار المرض بصورة كبيرة، فكل 2 من ثلاث أشخاص مصابون بالمرض يتضاعف معهم المرض حتى يصل إلى حده الأقصى.

الطريقة المبتكرة من قِبل الفريق الدنماركي تسمح بنمو خلايا البنكرياس بكفاءة عالية، حيث تسمح للخلايا بنمو هيكلي يشبه هياكل الأشجار، الأمر الذى يُحسن من عملية بناء البنكرياس الصغير.

قبل نحو شهر، كشفت منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية عن موافقتها على استخدام البنكرياس الصناعي، وهو أحد الوسائل الميكانيكية التي تتكون من مضخة ممتلئة بالأنسولين و يتم زراعتها داخل الجسد، وتعمل عن طريق حساسات تقوم بقياس مستوى الهرمون في الدم، وعند نقصه، تقوم المضخة بحقن كمية الأنسولين المطلوبة بطريقة أوتوماتيكية حتى لو كان المريض نائماً أو يعانى من غيبوبة السكرى، إلا أن ''البنكرياس المُصغر'' يعمل بمبدأ أخر، فهو عضو ''طبيعي'' تم استنباته خارج الجسد عن طريق خلايا جذعية بشرية كانت أو حيوانية ومن ثم زرعه مرة أخرى مكان العضو المتضرر.

وتتم عملية صناعة البنكرياس المُصغر عن طريق أخذ 4 خلايا بنكرياسية وثيقة الصلة ببعضها البعض ويتم وضعها في مادة هلامية من ابتكار الفريق، وتتكاثر تلك الخلايا لتصبح 40000 خلية في أسبوع واحد، وبعد فترة من نموها، تبدأ الخلايا في التخصص لتفرز الأنزيمات الهضمية أو الهرمونات مثل الأنسولين، وتنظم الخلايا نفسها في أعضاء مصغرة متفرعة تشبه إلى حد كبير البنكرياس الطبيعي والذى يبدأ في العمل حال زرعه في جسد المريض.

ويقول الباحثين في كوبنهاجن إن البنكرياس سيكون ''بديلاً مقترحاً'' لعلاج مرض السكرى في وقت قريب، علاوة على امكانية استخدامه كنموذج لاختبار العقاقير الجديدة بصورة فعالة وسريعة دون اللجوء لحيوانات التجارب ويُعتقد أن هذا الاكتشاف يُعد قفزة هائلة في مجال أنتاج خلايا لعلاج المرض، ويشير الباحثون إلى أمكانية نقل التجارب إلى البشر في وقت لاحق بعد نجاح تجربة البنكرياس الصناعي المُصغر على فئران التجارب.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا