''كنيسة المهد''.. ''المغارة الصغيرة'' التي شرُفت بمُولّد المسيح
كتبت - نوريهان سيف الدين:
يوم مولد ''المسيح عيسى بن مريم'' تهللت الملائكة وابتهلت ''المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة''، وحيث ولد شيدت ''كنيسة المهد''، أعرق وأقدم الكنائس وأكثرها أهمية وقيمة تاريخية عند معتنقي الديانة المسيحية.
بعد 1678 من تشييدها على يد الإمبراطور ''قسطنطين''، احتفلت ''كنيسة المهد''، أمس الأحد، بعيد الميلاد لمسيحي الشرق وسط فرحة الاعتراف بـ''فلسطين'' كدولة مراقبة في الأمم المتحدة.
''كنيسة المهد'' لم تكن سوى ''مغارة صغيرة متواضعة'' على مشارف بلدة ''بيت لحم'' الفلسطينية، لجأت إليها العذراء مريم عندما شعرت آلام مخاض جنينها ''عيسى عليه السلام''، وفي نفس المكان عام 326 ميلادية، زارتها الامبراطورة ''هيلانة''، ورأت تحويل ما يعتقد أنه ''مسقط رأي المسيح'' إلى مكان جدير بالاهتمام والعبادة، وتحولت بقعة سقوط رأي المسيح إلى ''النجمة الفضية'' تحت مذبح الكنيسة.
الكنيسة تعرضت للدمار كثيراً؛ مرة على أيدي إحدى القبائل اليهودية ''السامريين''، ومرة أخرى أثناء حروب الدولتين الرومانية وكانت تحتل القدس و مشارفها وبين الفرس، وكذلك بعد دخول العثمانيين إليها تعرضت للإهمال، وأخرها حصار الكنيسة وبداخلها المصلين من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 2002، إلا أنها بعد كل هذه السنوات انضمت لقائمة ''التراث العالمي'' التابعة لمنظمة ''اليونيسكو'' العالمية.
دقات أجراس الكنيسة تعلن قدوم منتصف ليل الميلاد، أعداد كبيرة من السائحين من المسلمين والحجاج المسيحيين يجوبون شوارع ''بيت لحم'' في اتجاه ''كنيسة المهد''، فرحة عارمة بالاحتفال الديني خاصة بعد فرحة فلسطينية كبيرة بانضمام ''دولة فلسطين'' إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بصفتها ''عضوا مراقبا''.
قداس منتصف الليل أحياه غبطة البطريرك ''فؤاد طوال'' - بطريرك اللاتين وسائر الأراضي المقدسة في فلسطين والأردن - رافقته في إحيائه كجوقة ''فرقة الكشافة الفلسطينية'' العريقة، وقدمت بعض الفرق الكشفية طوال نهار، أمس، عروضا موسيقية جابت الشوارع المحيطة بالكنيسة احتفالا بعيد الميلاد المجيد، ومع حلول الظلام أضيئت الساحة بشجرة ميلاد كبيرة يبلغ طولها 17 مترا مزينة بكرات حمراء أمام كنيسة ميلاد المسيح.
فيديو قد يعجبك: