لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ما بين ''الغضب'' و''الذكرى''.. ''قصر النيل'' شاهد على ''الدم'' !

04:42 م الثلاثاء 29 يناير 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - دعاء الفولي:  

بالتماثيل الأربعة الموجودة على مدخليه، والتي اعتاد الناس أن يأخذوا لأنفسهم صورا بجانبها، ظل هو قابعا في مكانه، يشاهد ما يحدث في صمت، ويلاحظ كيف أن الأحوال تتبدل سريعا دون أن يبدي اعتراضا .

لم يكن الخديوي ''إسماعيل'' يعرف عندما انتهى من إنشاء كوبري ''قصر النيل'' عام 1871، أن هذا الكوبري سيتحول بشكل ما من مكان يذهب إليه الراغبون في الترفيه عن النفس ومشاهدة النيل والترفيه عن ذويهم إلى مكان هو أشبه بموقع المعركة.

''ربع قرش''.. هي الثمن الذي فرضه الخديوي ''إسماعيل'' آنذاك على الذين يريدون العبور على الكوبري، لكنه لم يعي أن الثمن الذي سيضطر البعض لدفعه كي يستطيع السير عليه بعد ذلك هو استنشاقه للغاز خانق أو الإصابة أو حتى الموت، وبالتأكيد لم يعلم الملك ''فؤاد الأول'' الذي أعاد ترميم الكوبري مرة أخرى بعد 59 عاماً تخليدا لذكرى والده أن هذا الترميم سيفيد في تحمل ثقل الأحداث التي ستحدث فيما بعد فوقه.

قبل يوم الجمعة 28 يناير2011 لم يكن جسد الكوبري معتادا على تلك القنابل التي يتم إطلاقها على الموجودين عليه، كما أنه لم ير من قبل رشاشات المياه التي اُطلقت يومها على المصلين أثناء تأديتهم الفريضة، إلا أنه كما البشر أحس براحة نفسية عندما انتهى الكابوس بفوز الطرف السلمي على الطرف المسلح وانتهاء الأحداث الدامية.

عاد الكوبري مرة أخرى مكانا للترفيه لكنه لم يصبح كما كان للترفيه فقط؛ إذ أصبح ملجأ في بعض الأحيان للمظاهرات، أو مكانا لتذكر تفاصيل ثورة يناير 2011 أو حتى مكاناً لأخذ صور تذكارية ولكن بجانب دبابات الجيش هذه المرة وليس ''الأسدين''، لكن الكوبري على كل حال نأى بنفسه بعد ''جمعة الغضب'' عن الرصاص والغاز، واكتفى بالمشاهد الاحتجاجية السلمية.

حتى جاءت الذكرى الثانية للثورة المصرية والتي أحيت في نفوس ذاكريها يوم 28 يناير الذي قُتل فيه منهم من قُتل، وعلى الرغم من اختلاف الظروف وأبطال المشهد لحد كبير؛ فالكوبري العتيق لازال كما هو، ناظراً هذه المرة لاشتباكات أخرى تجددت عليه، لا وقت محدد لها، ليلاً أو نهاراً تشتعل، لا تخمد نيرانها إلا أوقات قليلة، ثم لا تلبث أن تعود مرة أخرى، أحيانا يصلي عليه البعض، مرتدين أقنعة الغاز، حذرين أن يباغتهم الهجوم، تماماً كما كان الحال يوم ''جمعة الغضب'' قبل ذلك بعامين .

احياء ذكرى جمعة الغضب
احياء ذكرى جمعة الغضب
احياء ذكرى جمعة الغضب
احياء ذكرى جمعة الغضب
احياء ذكرى جمعة الغضب
احياء ذكرى جمعة الغضب

فيديو قد يعجبك: