الجليد يغطي ''القدس''.. والأطفال يبتكرون ''صواريخ ودبابات ثلجية'' (صور)
كتبت - نوريهان سيف الدين:
''القدس''.. تلك المدينة المقدسة الصامدة في وجه دنس الاحتلال الصهيوني، ''عيوننا إليها ترحل كل يوم''، ليس فقط لقداستها الدينية، ولأنها جزء من الوطن المسلوب، بل لجمالها وبهائها الممتد منذ نشأتها، وفي الأيام الأخيرة زادها ''الثلج'' جمالا، وألبسها حلة بيضاء ازدانت بها، وأدخلت السرور على قلوب سكانها.
فلم تقف موجة الطقس شديد البرودة على أعتاب مصر فقط؛ بل اتجهت لتشمل الأردن وفلسطين، وكالعادة جبال لبنان وبعض المناطق السورية، إلا أنه ومنذ وقت طويل يهطل الجليد على مدينة ''القدس'' بهذه الكثافة، وتكتسي المدينة بالكامل والمدن الفلسطينية المحتلة والمجاورة لها برداء ثلجي بهيج إثر هطول الأمطار الثلجية على مدار الثلاثة أيام الماضية.
''باحة المسجد الأقصى الشريف'' صارت ''ساحة تزلج''، لعب فيها أطفال والكبار على حد سواء، على الثلج المتراكم، رسم الأطفال خريطة للوطن كاملا، ''رجل الثلج'' في كل بلدان العالم يرتدي طاقية حمراء، إلا أنه في القدس تخلى عن تلك الطاقية، وارتدى ''شال المقاومة الفلسطيني'' الشهير.
وعلى غرار معارض المنحوتات الثلجية في العواصم العالمية، وكيف يبدع النحات أعمالا باستخدام الثلج يضاهي بها المعالم الأثرية الشهيرة، كوّن شباب القدس ''صاروخ المقاومة الثلجي''، وعلى مقربة منه تعاون الشباب في تجميع أكبر كمية من الثلج لصنع ''دبابة فلسطينية ثلجية'' على مرأى من جنود الاحتلال المرابطين عند مداخل المسجد المقدس.
''بوابات القدس السبع'' وسور المدينة القديم وقف ليال كاملة تحت هطول الأمطار الثلجية، وسجلت كاميرات أهل البلدة وعدسات مصوري الأخبار صورة ليلية لـ''باب العمود'' و''باب المغاربة'' أثناء هطول الثلج، في مشهد أقرب ما يكون للخيال، بعيدا عن ليالي المدينة المشرقية الدافئة.
أما في الجارة ''الأردن''، فارتفع الجليد في بعض المدن إلى 30 سنتيمتر، وغطى قمم الأشجار وأيضا واجهات السيارات وطرقات المارة، بينما استمتع الأطفال باللعب والتزلج وتقاذف الكرات الثلجية.
وفي المدن الجبلية السورية، ازدادت الأجواء قسوة وبرودة ببرودة الطقس، إلا أن هطول الجليد كان بشكل ضئيل في بعض الأماكن ما لبث أن ذاب تحت شمس الصباح وحرارة مقاومة الثورة.
فيديو قد يعجبك: