أسرار قوة الصوم المتقطع
لندن – (بي بي سي):
وجد علماء أدلة على أن الصوم لفترات قصيرة قد يحقق مكاسب صحية وربما يساعد زائدي الوزن. وهذا ما اكتشفه مايكل موزلي.
وهذه قصة موزلي مع الصوم:
كثيرا ما اعتبرت الصوم شيئا غير محبب للنفس وليس له فوائد واضحة على المدى الطويل. ولذا عندما طُلب مني عمل فيلم وثائقي يتضمن بقائي لفترات دون تناول الطعام، لم اتحمس إذ كنت متأكد أني لن استمتع بذلك.
لكن أكد لي رئيس تحرير برنامج ''Horizon'' أني ربما أشعر بتحسن كبير. لذا وافقت على الأمر.
ليست لدي إرادة قوية للدخول في برنامج حمية غذائي على المدى الطويل. لكني مهتم كثيرا بمعرفة ما يجعل تناول القليل من الطعام يؤدي إلى زيادة متوسط العمر، لاسيما في ظل اعتقاد علماء أنه من الممكن تحقيق فوائد دون ألم.
وتبين أن تقليل السعرات الحرارية والاهتمام بالأكل لكن بنسب قليلة يزيد متوسط الأعمار، على الأقل في الحيوانات. نعرف منذ الثلاثينات أن الفئران التي تتناول مقدارا قليلا من السعرات الحرارية وتتغذى جيدا يزيد عمرها المتوقع. وثمة أدلة متزايدة على أن نفس الأمر ينطبق على القردة.
هرمون النمو سجل نوع جديد من الفئران الرقم القياسي العالمي لزيادة العمر المتوقع بين الثدييات، حيث من المتوقع زيادة متوسط عمره بمقدار 40 في المئة، أي ما يعادل شخص يعيش 120 عاما أو أكثر.
وقد جرى تعديل الفأر وراثيا لينتج جسمه معدلات منخفضة من هرمون نمو يُعرف بـ''IGF-1''. وتؤدي زيادة معدلات الهرمون إلى تقدم العمر وظهور أمراض مرتبطة بتقدم السن.
لكن تبين أنه يمكن خفض معدلات الهرمون من خلال الصوم. ويبدو أن سبب ذلك أن الجسم يتحول من ''وضع النمو'' إلى ''وضع التعافي'' عندما لا نتناول الطعام لوقت طويل.
ومع تراجع معدلات الهرمون ''IGF-1''، تنشط مجموعة من جينات ''التعافي''، وذلك بحسب بحث يعمل عليه الاستاذ بجامعة جنوب كاليفورنيا فالتير لونغو.
الصوم المتقطع ومن بين مجالات البحث الحالي حول النظام الغذائي ما أطلق عليه ''صوم يوم بالتناوب''، الذي يتضمن تناول ما تريد في أحد الأيام وبعد ذلك تبني نظام غذائي وأجرت الدكتورة كريستا فارادي من جامعة إلينوي في شيكاغو تجربة على مدار ثمانية أسابيع للمقارنة بين مجموعتين يعاني أفرادهما من زيادة الوزن حال تطبيق ''صوم يوم بالتناوب''.
وتقول: ''إذا التزمت بأيام الصوم، لن تجد مشكلة حال تناول أطعمة مرتفعة أو منخفضة الدهون في الأيام التي لا تصوم فيها وذلك فيما يعتلق باحتمالية إصابة بأحد أمراض القلب والشرايين''.
رأيت أنه لا يمكنني تحمل نظام ''صوم يوم بالتناوب''، وأنه غير عملي بدرجة كبيرة. ولذا اتبعت نظاما أسهل، من خلال تناول الطعام بصورة طبيعية لمدة خمسة أيام أسبوعيا، وبعد تتناول الطعام لمدة يومين أسبوعيا بمقدار 500 سعرة حرارية للمرأة و600 سعر حراري للرجل.
ولا توجد قواعد حاسمة لأنه لم يجر حتى الآن سوى قليل من التجارب. ووجدت أني في أيام صومي أفضل عند تناول إفطار خفيف (نحو 300 سعرة حرارية) مع الكثير من المياه وأعشاب الشاي نهارا ووجبة عشاء خفيفة (مثل سمك مشوي مع الكثير من الخضروات).
وخلال الأيام التي لا أصوم فيها اتناول الطعام كالمعتاد ولم أشعر بأني لدي رغبة في تناول الكثير من الطعام.
إشراف طبي التزمت بهذا النظام لخمسة أسابيع فقدت خلالها بعضا من وزني. كما تحسنت قراءات الدم، ومنها الكوليسترول والغلوكوز. وإذا تمكنت من الاستمرار في ذلك، سيقلل كثيرا من احتمالية إصابتي بالأمراض المرتبطة بالتقدم في العمر مثل السرطان والسكري.
الرأي الطبي حاليا هو أن فوائد الصوم لم يتم التثبت منها، وحتى إجراء المزيد من الدراسات من الأفضل تناول 2000 سعرة حرارية يوميا على الأقل. وإذا كنت تريد الصوم، عليك القيام بذلك تحت إشراف طبي لأن الأمر ربما يكون خطيرا بالنسبة للكثيرين، مثل الحوامل ومرضى السكري.
كنت أخضع لمتابعة طوال ذلك ووجدت الأمر سهلا. ومن المؤكد أني سأستمر في ذلك، ولكن بوتيرة أقل.
فيديو قد يعجبك: