بعد نتيجة الثانوية.. من مصاب إلى شهيد: ''في الجنة تنسيق يا صاحبي ؟!''

كتبت - سارة عادل:

اعتدل في جلسته على سرير شهد قدومه مصابا عشية أحداث مجلس الوزراء التي أصيب بها العشرات.. ربما آلامه قيدته.. وربما ما حز في نفسه هو كونه لم يستطع التقدم لامتحانات الثانوية العامة هذا العام.. إنه الطالب مهند سمير أو قل "تلميذ الثورة".
 
فى كل لحظة مرت عليه وهو راقداً على هذا السرير يتذكر أقرباءً له بغير دم.. شركاء في حلم كبير اسمه "الحرية" وآلمه أيضًا أن حلم شهيد منهم كان كلية الهندسة هو "محمد سري" أو "أهلاوي ثورجي" .
 
الأول أعاقه الاعتقال عن دخول الامتحانات هذا العام، وهو "الثائر الحق" - كما تصفه والدته - وكانت مكافأة الوطن أن ينتظر نتيجة غير هذه التي يتابعها الآن آلاف الآلاف.. ينتظر فقط نتيجة أمر بالإفراج عنه أما الآخر فكان الاستشهاد عائقه الوحيد!.
 
محمد ورفاقه نالوا جزاء التشجيع والثورة في بورسعيد.. فحرم حلم الهندسة بعدما قطع الشوط الأول وحصل على 96% في المرحلة الأولى، ومهند نال جزاء التمرد ولكنهما راضيين تماما .
 
يمر بخلد مهند الآن أن يسأل محمداً وهو في دار حق:" هل في الجنة مكاتب تنسيق؟".. ويجيب سري جهرا:" الجنة أفضل"، يطول الحوار بينهما ساعات وساعات وفي ختامه يلوح مهند لسري قائلا: "يوم ما هسيب حقك.. هكون ميت أكيد".. "في الجنة يا صاحبي ".