لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

انتشار محلات ملابس المقاسات الكبيرة على خلفية ارتفاع معدلات البدانة بين المصريين

03:50 م الأربعاء 11 يوليو 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة-(د ب أ):

مع ارتفاع  معدلات البدانة بين المصريين ، زادت معاناة الأشخاص الذين يعانون من البدانة ، خاصة فيما يتعلق باحتياجاتهم من الملابس ، حيث يجدون صعوبة في إيجاد مقاس يناسب أجسامهم الكبيرة ، فأكبر مقاس في المقاسات العادية في قمصان الرجال هو '' xx L'' ، بينما يوجد بعض الرجال يحتاجون بحسب حجم أجسامهم إلى مقاس '' 8 x L'' ، وهو الأمر الذي أدى إلى انتشار محلات الملابس المتخصصة في بيع الملابس ذات المقاسات الكبيرة في مصر خاصة في منطقة وسط القاهرة والمناطق التجارية ، لتوفير احتياجات هؤلاء الأشخاص من الملابس المصنعة خصيصا ، حيث لجأ أصحاب بعض مصانع الملابس إلى أن يكون هناك جزء متخصص في تصنيع هذه المقاسات .

ورغم الإقبال الكبير على هذه المحلات إلا أنها لم تنه تماما مشكلة الأشخاص الذين يعانون من البدانة فيما يتعلق بإيجاد احتياجاتهم من الملابس ، حيث يرى بعض هؤلاء الأشخاص أن الملابس ذات المقاسات الكبيرة تكون منحصرة في موديلات معينة لا تواكب الجديد في موضة ملابس الرجال ، فكثيرا ما تعجبهم موديلات بعينها لكنهم لا يجدون منها مقاسا يناسب أجسامهم الكبيرة .

النساء أكثر بدانة

كشفت إحصائية حديثة لمنظمة الصحة العالمية أن مصر تحتل المرتبة الخامسة على مستوى العالم في معدلات انتشار البدانة ،

وأوضحت الإحصائية أن 66 % من الشعب المصري يعاني من البدانة ، مع ارتفاع هذه النسبة بين النساء مقارنة بالرجال .

ويعتمد تعريف البدانة على اتساق الطول والوزن، وقد استحدثت منظمة الصحة العالمية مقياساً على هذا الأساس يعرف باسم ''مؤشر كتلة الجسم''.

وتشكل البنطلونات الجينز  في مصر تحديا كبيرا  بالنسبة للأشخاص أصحاب الأجسام الكبيرة ، فالمقاس العادي في هذه البنطلونات يصل إلى مقاس 42 ، في الوقت الذي يحتاج  فيه بعض الأشخاص إلى مقاس يصل إلى 82 ، وهو ما يوضح المشكلة التي يعيشها الأشخاص الذين يعانون من البدانة .

يقول خالد علي وهو مدير أحد المحلات المتخصصة في بيع الملابس ذات المقاسات الكبيرة للرجال  بشارع الشواربي التجاري الشهير بوسط العاصمة المصرية ، أن بضاعته تشهد إقبالا كبيرا حتى في الفترات التي تشهد كسادا في الأسواق ، وذلك لأن محلات الملابس المتخصصة في المقاسات الكبيرة ليست كثيرة ، وقد بدأت في الانتشار مؤخرا لتلبية احتياجات هؤلاء الأشخاص .

ويضيف '' لدينا مقاسات في القمصان والتي شيرتات تصل حتى  مقاس (  8 x L) ، وهو أكبر مقاس موجود في مصر ، لكننا نعرض أمام المحل مقاسات ( 4 x L ) فقط لأنه لا يوجد مانيكان مناسب للمقاس الأكبر لكننا نوضح في لافتة أمام المحل أنه لدينا مقاسات أكبر ، وبالنسبة للبنطلونات الجينز لدينا مقاس يصل إلى 82 '' ، ويوضح علي أن أسعار الملابس ذات المقاسات الكبيرة مرتفعة نسبيا بالمقارنة بالملابس العادية ، فلا يمكن أن تجد قميص أقل من مئة جنيه(نحو 17 دولارا) ، والبنطلون الجينز لا يقل عن 150 جنيها(نحو 25 دولارا) ، لأن المصانع التي تقوم بتصنيع هذه المقاسات قليلة الانتشار '' ، ويضيف '' بعض الرجال يشعرون بالحرج عندما يأتون إلى المحل لشراء هذه المقاسات ، حتى أنني في بعض الأحيان أجد شخصا نحيفا يأتي لشراء قميص مقاس كبير جدا ، فأفهم أنه يشتريه لشخص آخر يشعر بالحرج '' .

مشكلة الموضة

من أحد المحلات المتخصصة في بيع الملابس ذات المقاسات الكبيرة بوسط القاهرة خرج  الشاب أحمد سيد مسرعا يحمل في يده حقيبة بها ملابس اشتراها لتوه ، وبدا أنه ينظر إلى الحقيبة فيما يشبه '' الاستياء '' ، واتضح بعد الحديث معه أن سبب استيائه يعود إلى أنه كان يبحث عن قمصان من موديلات معينة لكنه لم يجد منها المقاس المناسب له ، ويقول شارحا ذلك : '' اشتريت قمصان وتي شيرتات ، ورغم أن هذه المحلات وفرت علينا معاناة كبيرة ووقت كنا نقضيه في البحث عن مقاسات كبيرة ، إلا أن المشكلة أن الكثير من الموديلات الشبابية لا يوجد منها مقاسات كبيرة '' ، ويضيف '' أنا شاب وأحب أن أرتدي ملابس شبابية فلا أجد دائما الموديلات التي أريدها ، فأضطر للاختيار مما هو متاح'' .  

ويرى محمد فتحي أن المشكلة الأكبر التي تواجهه كشخص يعاني من البدانة هي عدم وجود أحذية تناسب حجم قدمه ، حيث لا يوجد محلات تجارية متخصصة في هذه الأحذية ، وإنما تقوم بعض المحلات بتخصيص ركن داخلها للمقاسات الكبيرة ، ويقول : '' قبل أن تنتشر المحلات المتخصصة في بيع الملابس ذات المقاسات الكبيرة ، كنت أضطر إلى تفصيل القمصان والبنطلونات  لدى أحد محلات التفصيل لأنه لا يوجد بالأسواق مقاس يناسبني ، لكنني الآن أجد احتياجاتي من الملابس بسهولة أكبر '' ، ويضيف '' أعاني كثيرا في إيجاد أحذية تناسب مقاس قدمي ، حتى أني أضطر في معظم الأحيان إلى ارتداء حذاء أصغر مقاسا وهو ما يسبب مشكلات طبية '' .

ويقول محسن سعيد صاحب أحد محلات الأحذية بوسط القاهرة : '' خصصنا ركنا للأحذية ذات المقاسات الكبيرة لأنه لا يمكنننا التخصص في بيع هذه الأحذية فقط ، فمن الناحية الاقتصادية سيكون الأمر غير مربح ، فالأحذية ذات المقاسات الكبيرة يتم تصنيعها في بعض الورش والمصانع الصغيرة بجانب المقاسات العادية لأن التخصص في المقاسات الكبيرة فقط غير مجدي اقتصاديا '' .

معاناة النساء

إذا كانت محلات بيع ملابس الرجال ذات المقاسات الكبيرة قد انتشرت مؤخرا لتساعد هؤلاء الرجال على إيجاد احتياجاتهم من الملابس ، فإن الوضع مختلف بالنسبة للنساء رغم تأكيد الإحصائيات على ارتفاع معدلات البدانة بين النساء أكثر من الرجال في مصر ، وتكمن المشكلة الأكبر لدى النساء في عدم وجود محلات متخصصة في بيع الملابس النسائية ذات المقاسات الكبيرة ، وإنما تقوم بعض المحلات التجارية ببيعها بجانب الملابس ذات المقاسات العادية.

وتقول رانيا حسن : '' المشكلة الأكبر بالنسبة لي هي أنني أضطر للتجول على المحلات التجارية للبحث عن مقاسات تناسبني حيث لا يوجد محلات متخصصة ، فأضطر للدخول لمحلات عديدة لأسأل عن توافر هذا النوع مع ما يشكله ذلك من حرج '' . وتضيف '' عدد من محلات الملابس النسائية بوسط البلد خاصة بشارع قصر النيل يكون لديها مقاسات كبيرة ، لكن بالطبع يحزنني أنني لا أستطيع ارتداء ما أريده لأن اختياراتي محدودة '' ، وترى حسن أنها تعلمت مع الوقت تقبل حقيقة كونها بدينة ، وتقول '' ظللت سنوات طويلة منزعجة جدا وغير متقبلة للوضع وجربت العديد من أطباء التخسيس ، وفي النهاية تأقلمت مع الواقع ولم يعد يزعجني ، لكني أحيانا أرى فستانا يعجبني وأعرف أنه لن يوجد منه مقاس مناسب لي فأصاب بالإحباط'' .

ويرى عادل شوقي مدير أحد محلات بيع الملابس النسائية بشارع قصر النيل بوسط القاهرة ، أن مشكلة عدم توافر الملابس النسائية ذات المقاسات الكبيرة سببها عدم وجود مصانع متخصصة في هذا النوع ، إضافة إلى أن مصانع الملابس والمحلات التجارية تهتم أكثر بملابس النساء العادية لأنها مربحة أكثر ، حيث تقبل النساء على شراء الملابس الجديدة تماشيا مع الموضة ، في حين أن الملابس ذات المقاسات الكبيرة بحكم طبيعتها لن تكون مواكبة للموضة '' ، ويضيف '' نخصص فقط ركنا للملابس النسائية ذات المقاسات الكبيرة لكن رغم الإقبال على هذا النوع سيظل من المنطقي أن النساء أصحاب الأجسام العادية يقبلن أكثر على شراء الملابس بشكل عام '' .

فيديو قد يعجبك: