إعلان

خطاب أوباما بمناسبة فوزه في الانتخابات الأمريكية

12:09 ص الأربعاء 14 نوفمبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تقرير - منى قطيم:

على نغمات أغنية حماسية بعنوان ''نحن نهتم لأنفسنا''، ووسط حشود كبيرة من مؤيدين غلبت عليهم الفرحة ونشوة النصر، خرج علينا باراك أوباما بخطاب النصر بعد ساعات من إعلان فوزه بفترة رئاسية جديدة، كان مشهد درامي مكرر شديد الشبه بسابقه وكأن لم يمر أربع سنوات، فالبطل واحد والمناسبة واحدة '' لم يتغير سوى التاريخ فخطاب النصر هذه المرة يحمل تاريخ 2012.

قد يكون الاختلاف الأوضح بين الخطابين هو أن الخطاب الأول كان احتفالاً بفوز أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية، فكان الحديث حول ما حققه الأمريكان من إنجاز، وكيف أنهم أظهروا للعالم كله ولكل المتشككين في مدى ديمقراطية الولايات المتحدة الأمريكية خير دليل بفوز أوباما، فكأن الأمر مليء بالفخر والحماسة لحد تقشعر له الأبدان وكأنه مشهد سينمائي من شاشة هوليود.

حماسة ووعود وتحديات داخلية وخارجية (الخطاب الأول)


كان خطاب النصر الأول تحت شعار ''التغير قادم'' معتمدًا على شعار حملته الرئاسية ''نعم نحن نستطيع''، ولكن كما حلل البعض أن الخطاب كان حماسي متماسك يحمل الكثير من صفات أوباما الشخصية، شكر فيه كل من سانده بداية من نائبه المنتخب ''جون بايدن'' مرورًا بزوجته التي وصفها بصديقه الأقرب على مدار 16 عام وصخرة العائلة والسيدة الأولى القادمة ''ميشيل أوباما''، وصولًا لكل من سانده ماليًا أو معنويًا أو بالمجهود.

مضمون الخطاب تمحور حول التحديات الخارجية والداخلية؛ حيث أنه أقر بأن البلاد تواجه أسوء أزماتها المالية على الإطلاق كما أن للشعب الأمريكي أبناء مازالوا في صحراء ''العراق وأفغانستان'' - على حد قوله - في إشارة للحرب الأمريكية المستمرة في البلدين، لكنه وسط كل هذا قطع على نفسه وعد بالصراحة التامة مع الشعب في كل ما سيقوم به والصراحة بالبوح بالتحديات.

هذا فيما يخص الشعب الأمريكي، أما العالم فلقد وجه رسالة صريحة من خلال كلمته للعالم أجمع مضمونها، أن من سيحاول تدمير العالم سنحاربه، ومن يريد السلام سندعمه، كما طالب بتوحيد الصف الأمريكي والبعد عن الروح الحزبية التي سممت سياستنا في الفترة السابقة، موجهًا حديثه بعد ذلك لمن لم يعطيه صوته بأنه يحتاج مساعدتهم وأنه يسمع صوته فهو رئيس لهم أيضا ولكل الأمريكان، مؤكدًا ''أن قوتنا لا تكمن في سلاحنا وإنما تكمن في قوة مبادئنا''.

شكر وعرفان وتذكير بالإنجازات ( الخطاب الثاني)


نأتي لخطاب النصر الثاني؛ حيث كان الأمر مختلفًا قليل؛ فأوباما أكثر ثقة عن خطابه الأول وتحت شعار ''مستمرون نحو الأفضل''، بدأ حديثه بالشكر والامتنان كالخطاب الأول، لكل من سانده ولزوجته ولنائبه وللمصوتين من أجل، في كلا الخطابين شكر منافسه سواء ''ماكين أو رومني'' وهنأهم على حملتهم الانتخابية وشكر لهم مجهودهم لخدمة الولايات المتحدة طالبًا منهم التعاون في الفترة القادمة، تكلم عن الأمل الذي رفع به الشعب الأمريكي بلده من قمة اليأس، وعن طول الرحلة التي وقف فيها الأمريكان صامدين وأن أمامهم الأفضل.

كما وصف المعركة الانتخابية بـ''الضروس''، مؤكدًا أن الديمقراطية في أمة عددها يبلغ 300 مليون أمر صعب وخاصة إذا كانوا يحمل كلًا منهم رأيه ومعتقداته الخاصة لكننا فعلناها، مهنئًا شعبه على تلك اللحظة التي يدفع  من أجلها شعوبًا أخرى أرواحهم، وتحت جملة ''ماضي إلى البيت الأبيض مرة ثانية بعزيمة أكبر إصرار أكثر'' تكلم كثيرًا عن المستقبل الذي ينتظر أمريكا وعن حياة الأجيال الآخرى التي يريد لهم أن يحيوا في أمريكا غير مثقلة بالديون ولا مهمومة بالاحتباس الحراري ولا مضعفة بسبب الديون وانا يريد لهم دولة قوية آمنة  توفر لهم فرص العمل، ذات احترام يدافع عنها أقوى جيش على الأرض يملأها الحرية لكل مواطنيها بعيدًا عن الشكل والنوع واللون والدين والميول الفكرية والسياسية.

حاول على عكس الخطاب الأول المليء بالوعود بطبيعة حاله كبداية، عرض التحديات الفترة المقبلة كتقليل العجز وتحسين نظام الضرائب ونظام الهجرة وتقليل عبء استيراد النفط، لكنه الآن وبعد أربع سنوات حاول أوباما أيضا أن يستعرض إنجازاته خلال الفترة الأولى كإشارته لقانون التأمين الصحي، وبداية نهاية الحروب في العراق وافغانستان، وكذلك تحسن الاقتصاد الأمريكي وتوفير فرص للعمل.

وأكد أوباما أن أمريكا تمتلك ثروات أكثر من أي دولة، وتمتلك أقوى جيوش العالم لكن ليس هذا هو سبب قوتها وإنما سبب قوتها في جامعتهم وثقافتهم وإيمان شعبها بأن قدرهم مشترك، وهذا ما رآه جليًا عندما توحدت كافة الأطياف السياسية مجنبين خلافتهم من أجل بناء المجتمع من جديد في أعقاب الإعصار، مؤكدًا من جديد على الأمل فهم أعظم أمة على أعظم أرض، على حد تعبيره.

آراء المحللون السياسيون.. ما بين الهدوء والانفعال


بعد عرض الخطاب الثاني أجمع عدد من المحللون السياسيون على اختلاف الخطابين في عدد من النقاط؛ فأكد الدكتور أسامة الغزالي حرب - رئيس حزب الجبهة الديمقراطية - من خلال تحليله للخطاب أن أوباما كان أكثر ثقة هدوءًا وتركيزًا على إنجازاته، كما كان واضحًا من الخطاب تركيز أوباما على مبدأ المواطنة؛ حيث دار أغلب حديثه حول اختلافات الشعب الأمريكي من حيث الدين واللون والانتماءات .

وأضاف حرب :'' على الرغم من ذلك فإن أمريكا تحتوي كل ذلك من حيث الحقوق والواجبات، وحديثه حول الأمل في بناء مستقبل أفضل بأيادي الشعب لدرجة جعلته يقول مقولة تشبه مقولتنا المصرية ''متقولش إيه أديتنا مصر.. قول هندي إيه لمصر!''.

كما أكد ''حرب'' على أن الخطاب الأول كان مليء بالوعود وعرض التحديات لكن الثاني كان سرد للإنجازات وخالي من عرض التحديات لآنها ليست موجودة فالولايات المتحدة لا تواجه تحدي بالقوة التي تجعله يتحدث عنها، كما أنه أكد أن الشعب المجتمع الأمريكي منغلق على نفسه وهذا كان المبرر لعدم تحدث أوباما على الساحة السياسية الخارجية.

أما الدكتور سعد الدين إبراهيم - أستاذ علم الاجتماع السياسي - فقد وجد أن الخطاب كان انفعالي وجداني يفقتر للحكمة والعقلانية وإن كان أتفق مع ''حرب'' في كون أوباما أكثر ثقة، كما أنه وجد أن الخطاب كان خطاب ''عرفاني'' وقد ظهر ذلك من خلال كم الشكر والعرفان الذي أرسله للشعب الأمريكي.

بينما رأى ''إبراهيم'' أن الوعود التي ملأت خطابه الأول تحولت في خطابه الثاني إلى تركيز على ما لم يتم تحقيقه في الفترة السابقة، كما أنه لاحظ على إشارة أوباما للأمريكان ذوي الأصول اللاتينية فهم كانوا قوة تصويتية له خلال هذه الانتخابات، فهم منتظرين منه الكثير وخاصة ما يتعلق بتسوية أوضاع المهاجرين الغير شرعيين وتوفيق أوضاعهم، كما لاحظ عدم خوضه في الحديث عن السياسية الخارجية على عكس الخطاب السابق، كما أكد أن إشارة أوباما  للتأمين الصحي كان لسبب واضح وهو أنه يعتبر إنجاز غير مسبوق منذ عهد الرئيس الأمريكي ''روزفيلت''.

أما عن كون الفترة الرئاسية القادمة ستشهد تغير في سياسات أوباما بما إنها الفترة الثانية والأخيرة، أعرب د أسامة أن هذا نظري من الممكن بما إنه من المفروض أن يكون أكثر جرأة لكن عمليًا سيظل الأمر مرهون بجماعات الضغط، بينما رأى الدكتور سعد أنه سيكون أكثر فاعلية في التعامل مع الملفات لأن الفترة الثانية يكون هامش الحرية أكبر وخارج تأثير جماعات الرفض .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان