بالصور.. بائعو ''وسط البلد'': ''ممشيناش.. والحل من عند ربنا''
كتبت - إشراق أحمد ودعاء الفولي:
''احنا ممشيناش أصلا عشان نرجع ''.. كلمات ستأتيك سريعاً مفسرة لحال البائعين في شارع ''طلعت حرب'' بمنطقة وسط البلد، الذين تواجدوا مرة أخرى بشكل كبير مؤخراً بعد أن قل في بداية الشهر الماضي، وتحديداً بعد صدور قرار تنفيذ أسواق ''اليوم الواحد'' ونقل البائعين إليها .
''أحمد'' الطفل الذي لم يبلغ الثامنة عشر بعد، قال عن تجربته مع فكرة الأسواق '' حد من الحكومة جه من حوالي شهر ونص وكانوا شوية ظباط ولواءات قالوا ليكوا أماكن في الأسواق الجديدة وهتتنقلوا، وبعد ما جهزنا نفسنا إننا نروح، قالوا لنا مش هينفع عشان انتم كتير ولسه مفيش أماكن كفاية، ومن ساعتها محدش جالنا ولا كلمنا ''.
وعلى بعد خطوات قليلة تجد العديد من الملابس المرصوصة هنا وهناك، والمُعلقة على ''الشماعات'' ما بين ''التيشيرتات '' وبعض ''القمصان''؛ تجد ''أحمد'' يقف متكئاً بيده على ''شماعات'' الملابس ينتظر أن يأتي أحد الزبائن ليشتري أو ربما يسأل عن السعر ثم يذهب.
وعندما عرف أن الموضوع متعلق بالأسواق التى كان من المفترض أن ينتقل إليها مع زملائه قال '' أنا مش حابب الوقفة دي، أنا عايز يبقى ليا مكان مقفول فيه أكل عيش، ولو ودونا في أي حتة هنروح مش هنقول لأ، طالما المكان كويس ومقفول''، ثم صمت قليلاً وقال بحسره '' اللى بيتكلم ده بكالوريوس تجارة، يعني أنا مش عايز أقف هنا، ولا مبسوط بشكلي فى الشارع، بس معنديش حل تاني، ومعنديش مكان تاني آكل منه عيش ''.
وأكد أحمد أن الوقوف في الشارع أفضل بسبب كثرة الزبائن، إلا أنه قال '' قاعة المؤتمرات مثلا اللي في مدينة نصر فاضية على طول إلا كام شهر فى السنة, إيه المشكلة إنهم يدونا أكشاك شكلها حلو هناك بقية السنة نقعد فيها باحترامنا''.
ويقاطعه أحد البائعين رجل خمسيني العمر، بحماس '' الحكومة ملهاش كلمة على طول بيقولوا هيبقى في مكان هنا وهناك ومافيش حاجة بتحصل ''، بينما قال حسام صاحب أحد الأكشاك المرخصة بشارع طلعت حرب '' الوضع لم يتغير واللي عايز يشوف يجي على المغرب، أنا أعرف جميع البياعين وكتير منهم بيقولوا الحكومة عملت كده زي نمرة عملينها عشان نضرب في بعض''.
وعن قرار إزالة الإشغالات قال '' الحكومة عندها علم بكل اللي بيحصل لكن لغاية دلوقتي ماشية تعارف، يعني رئيس المباحث يعرف البياع اللي في الشارع ده فيتكلموا أنه يمشي أو لأ'' .
وعن نقل البائعين أكد ''مصطفى'' - بائع بأحد محلات الملابس بشارع طلعت حرب - أنه لو قامت الحكومة بذلك ''ساعة وهيرجوا تاني''، قائلاً '' الحل من عند ربنا بقى ولو الحل كان بأيد الواحد كان طالب بيه''.
غير أن ''مصطفى'' - مدرس ثانوي فني - والذي يعمل بالمحل لزيادة أجره رأى أن تقوم الحكومة بمعرفة ما الذي يعمل فيه كل هؤلاء الباعة ثم تقوم بتشغيله في هذا المجال '' بتاع الملابس أشغله في مصنع ملابس اللي كتير منها مقفول، وبتاع اللعب أشغله في مصنع لعب حتى بتاع الصواريخ والألعاب في مصانع لده''.
وأضاف'' لو يوجدوا المكان الصح هيروحوا هناك، وأخد البياع أقول له أنت شغال في الملابس بتاخد 20 جنيه في اليوم هديك 25 وتشتغل في المصنع ويبقى صاحبه هو اللي كسبان''.
وانتقد فكرة نقل البائعين للأسواق '' إيه الحل في أني افضي مكان حد النهاردة عشان يجي اللي بعد منه بكرة، يعني البياعين اللي واقفين أغلبهم لسه ماعندهمش أولاد ولما يبقى حد عنده هيجيبهم معاه، ومن بعده هيفرشوا مكانه، يبقى أنا عملت ايه ''، مشيراً إلى أن حل أساس المشكلة شيء مهم '' عايز تحل أعمل مجلس للحلول وأقعد مع أصحاب المشكلة وأوجد الحل بعدها'' .
فيديو قد يعجبك: