لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''صمت'' و''ذكرى'' و''عبرة''.. عندما يجتمع ''مرسي'' و''مبارك'' !

12:12 م الأحد 07 أكتوبر 2012

كتبت - إشراق أحمد:
جلس كعادته مستلقياً على سريره الموضوع بإحدى حجرات مستشفى طره؛ اليوم السادس من أكتوبر لسنة 2012 حدثته نفسه للحظات، قاطعتها أصوات تأتي من الخارج تتهامس عن إلقاء الرئيس ''محمد مرسي'' خطاباً بمناسبة ذكرى نصر أكتوبر، ولاستعراض ما تم طوال المائة يوم الماضية على توليه الرئاسة.

قرر أن يغمض عينيه غير عابئ بما يسمع؛ وما هى إلا لحظات حتى أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ''ياسر على'' عن موافقة الرئيس على مقابلة المواطن المحكوم عليه بالسجن المؤبد بتهمة قتل المتظاهرين الرئيس ''السابق'' محمد حسني السيد مبارك اليوم.

وفي قصر الاتحادية بمصر الجديدة، جلسا وساد الصمت لفترة ليست بالقليلة؛ كسره صوت غير مسموع حدثهما: ''كلاكما أراد مقابلة الآخر، بعيداً عن الأحكام والقضاء والتهم، والتأييد والمعارضة والمقارنة، فالواقع أن  كلاكما يحمل لقب ''رئيس''.

فخرج ''مبارك'' عن صمته بعد تأكده أن اليوم لن يلقي خطاب ذكرى أكتوبر؛ حيث كان أخر خطاب له عام 2010، ليقول '' لقد خدمت الوطن حرباً وسلماً 30عاماً، وحرصت على استقراره''، وقاطعه الصوت غير المسموع '' لكن الشعب قال كلمته وخرج لتتنحى وتعتذر لكنك تمسكت بالمنصب حتى اضُطررت إلى ذلك'' .

فردد ''مبارك'' الكلمات التي قالها أمام مجلس الشعب في 5 أكتوبر عام 1987 ''عندما جاء وقت الكلمة لأعرض فيها الرأى والموقف النهائى، وقد كنت أعددت كلمتين أشكر فيها وأعتذر عن المنصب، غير أنى وبصراحة خشيت على مستقبل البلد، فقد يسبب اعتذارى هياجاً من جانب الشعب، وقد تتدخل فئة انتهازية وتندس فى وسط الجماهير لتعمل على تخريب البلد''.

وهنا قال ''مرسي'': ''إن الشعب المصري كله شارك في الثورة ويوم 11 فبراير 2011  كان في شوارع مصر وميادينها، بعد أن أريقت دماء بعضهم التي كانت وقود حقيقي لكل خطوات تلت بعد ذلك من أجل الانتقال السلمي من حالة الديكتاتورية والفراغ السياسي والجبروت والظلم وتزييف الوعي والإرادة والتزوير وإهدار الموارد والفساد إلى حالة جديدة مضي منها ما يقرب من 20 شهر تقريبا''.

''هذه التظاهرات ما كانت لتحدث لولا الديمقراطية'' قالها ''مبارك'' بصوت مُوقن، فتدخل الصوت غير المسموع سائلاً له عن هذا اليوم 6 أكتوبر، ومرور 30 عاماً عليه كرئيس، والآن كمُتهم داخل السجن وأمام أول رئيس منتخب .

فأجاب ''مبارك'' : '' سيحكم التاريخ يوماً علىّ وعلى غيري بما لنا أو علينا''، ثم صمت ليقر ''إنك تكون رئيس مصر دي إرادة شعب وإذا الشعب مش عاوزك لما تعمل إيه ما فيش فايدة، ولو الشعب عاوزك مش هتقدر تمشي  بسهولة هتعمل إيه''.

وظلت النظرات المتبادلة بين ''مرسي'' و''مبارك''؛ يتساءل الثاني كيف وصل الأول لمكانه قائلاً '' كنت قائداً للقوات الجوية.. هل تعلم ذلك؟.. ونحن في مصر لا نحتاج لبطل قومي من هنا أوهناك''، ويبحث الأول في كلمات الثاني عن ''عبور'' للمستقبل متلافياً أخطاء الماضي.

''أيها الأخوة المواطنون'' هكذا ناديتهم منذ أن أقسمت اليمين في أكتوبر 1981؛ لكنها في كل مرة أخاطبهم فيها يزداد الانفصال دون الشعور بذلك، قالها '' مبارك'' متذكراً كلماته في مثل هذا اليوم - 6أكتوبر- منذ سنتين '' سيبقى هذا اليوم خالداً في ذاكرة الوطن ووجدانه.. وسيظل نصر أكتوبر برهاناً على عزيمة المصريين وتمسكهم بسيادة الوطن وأرضه وكرامته''.

وقاطعه ''مرسي'' بتعبيرات وجهه المؤكدة على أنه لا جديد ''تحت الشمس''، فيما يقول بخلاف أن اليوم يعني اقتراب مرور أول مائة يوم على وجود رئيس منتخب بعد أن '' المصريين هبوا بوعي شديد بهذه الثورة واختاروا لهم رئيساً بإرادتهم في جو من الديمقراطية''.

فلم يجد ''مبارك'' مفر من ذكر بعض ''الملاحظات''، التي أعاد النظر فيها، وإن كانت لا تتعدى كونها كذلك، والتي ربما حدثت سهواً أثناء رئاسته على حسب ظنه، لعلها تكون ذكرى ''للمتحدث إليه'' .

وقال الذي مكث فى حكم مصر طيلة 30 عاماً : ''كنت بطل الضربة الجوية وقائد الإصلاح الاقتصادي، وراعي الوطن، والعامل على تخفيض ديونه، ورجل توشكى ومفجر الانتخابات الرئاسية، وصديق لعدد من الدول العربية والأجنبية.. هكذا كان إطاري و''البرواز'' الذي تم وضعي فيه خلال الفترات المختلفة من الرئاسة'' .

وتابع ''مبارك'':'' أنا رجل السلام بعد مقتل السادات؛ حيث سرت قليلاً على نهجه وإن كما قلت في إحدى اللقاءات التليفزيونية فور تولي منصب الرئاسة ''أنا اسمي محمد حسني مبارك '' أي لن أكون تابعاً لسياسة ''عبد الناصر'' ولا ''السادات''، وإن كنت حرصت على السلام وبذل قصارى الجهد '' كي لا تنهار المفاوضات بين فلسطين واسرائيل.. فقد أثبت السلام بين مصر وإسرائيل أن لا سلام قد يكون صعباً لكنه ليس مستحيلاً''.

''كما أنني اتبعت سياسة الإفراج عن المتهمين فور تولي الرئاسة، وإعطاء القلادات والأوسمة، وأيدت سياسة الانفتاح أكثر وأكثر، ولا يمكن إنكار التعامل بصرامة مع المتطرفين كما قلت من قبل '' إننى لن أرحم أحداً حتى ولو كان أخى، وحتى ولو كان أقرب الأقرباء، إن مصر ليست ضيعة لحاكمها أو لصفوتها الحاكمة أو أقربائهم''.. هكذا تحدث مبارك عن إنجازاته .

ويتابع الحديث عن إنجازاته أمام أول رئيس منتخب ''وسبق أن أعلنتها مراراً وتكراراً'' أنا منحاز لمحدودي الدخل''، لكنهم وجدوا في هذا اللفظ بديلاً عن الفقراء والبسطاء، الذين لم يشعروا بما فعله الشعب، كما كنت أفضل أن أنسب إليه كل شيء '' إن شعب مصر يجب أن يفتخر بما حققه فلقد نجحنا فى وضع البنية الأساسية للانطلاقة الكبرى''.

ويقول الرئيس السابق '' حرصت أن يكون إصلاح الحكومات متماشياً مع متطلبات البنك الدولي لأن '' القوى العظمى لها مصالحها، وهذا ما يجب أن نعرفه بواقعية، نحن لسنا فى حجم القوى العظمى، وبالتالى ليس فى مقدورنا أن ندخل فى مفرمتها''، إلى جانب أن '' الزيادة السكانية تلتهم مشروعات التنمية ''.

واختتم مبارك الذي يقضي عقوبة ''المؤبد'' فى قضية قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير ''أول محمد حسني مبارك لكني كما سبق أن قلت بالمحاكمة أنكر كل التهم التي تم توجيها إلىّ'' .

وعاد الصمت مرة أخرى ليكون سيد الموقف، بعد'' الملاحظات'' التي استمع إليها ''مرسي'' متذكراً خلالها مشوار المائة يوم، ليأتي ذلك الصوت مصحوباً بكلماته'' فعلت هذا وذاك ... لكن الزمن لن يعود إلى الوراء مرة أخرى والأمر يتطلب بعض الوقت، وأن نصبر مع بعضنا البعض''.

استيقظ ''مبارك'' بالحجرة ذاتها في مستشفى طرة، على مقربة من '' ولديه جمال وعلاء'' المنتظرين لإصدار أحكام في قضاياهم،؛ حيث طالبت لجنة تقصي الحقائق بإعادة محاكمة مبارك'' ووزير داخليته بشأن قتل المتظاهرين.

ومن جانبه، ألقى الرئيس ''مرسي'' خطابه الأول عن ذكرى نصر أكتوبر، وبرنامج الـ'' 100'' يوم، في ظل استمرار عودة المظاهرات والاعتصامات إلى مجلس الوزراء والشعب، وتضارب المعلومات بشأن الوعود التي قدمها الرئيس.

عزيزي القاريء.. لم تكن تلك الكلمات سوى خيال صاحبه ''مقولات'' ذُكرت بالفعل، وأحداث من بين كثير شهدته مصر طوال 30 عاماً و100 يوم من عهد أول رئيس منتخب .

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان