لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

''عربية حلويات أم محمود'' تجمع شمل العائلة ''مع بعض الدنيا تهون''

11:00 ص الإثنين 29 أكتوبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - يسرا سلامة وإشراق أحمد:

بعباءة سمراء اللون، جلست ''أم محمود'' خلف بضاعتها من ''الفشة والكرشة والكبدة'' وغيرها من ''الحلويات'' في مدبح السيدة زينب؛ تتلمس رزقها، ورزق أولادها الثلاثة ''محمود وكريم ومحمد''، ''حلوياتها'' تجذب الزبائن من محبى الأكلات ''الحرشة'' للحوم في عيد الأضحى .

عملت ''أم محمود'' وزوجها فى هذه المهنة منذ أكثر من ثلاثين عاماً، قضتها فى تربية أولادها، وبيع أصناف تلك ''الحلويات'' فى منطقة السيدة زينب، التي تقطن فيها أيضا؛ حامدةً المولى على ''اللقمة'' الحلال؛ لا يؤرقها سوى غلاء الدروس الخصوصية التي تستنفد ''جيبها'' هي وزوجها؛ فخمسون جنيهاً للحصة الواحدة لأبنها ''كريم'' فى الصف الإعدادي تكلفها مجهوداً شاقاً لا تقوى على استمراره.

تبدأ ''أم محمود'' يومها في السادسة صباحاً، يساعدها ابنها ''محمود'' الذى ترك محاضراته بكلية التجارة في تلك فترة أيام ''موسم عيد الأضحى''، حتى لا تتكلف أجر ''صنايعى'' تزيد يوميته عن المائة جنيهاً، ويذهبا سوياً فى الصباح لجزاري السيدة لجمع ''السقط''، كما يقال على أمعاء وأرجل الذبائح، لتجلس بجانب جامع ''الرواس'' فى السيدة تبيع بضاعتها، متمنيةً طوال يومها بأن تعود وأسرتها برزق حلال.

ولا ينتهى يوم ''أم محمود'' بانتهاء بضاعتها؛ حيث تستكمل يومها بعد عودتها إلى منزلها، لتمارس طقوس الزوجة المصرية الأصيلة من خدمة زوجها وبيتها، وأولادها، واستذكار دروسهم؛ فهي تحمل شهادة دبلوم صنايع، لكنها لم تفكر يوماً أن تعمل به، ليبقى من يومها ما يقرب من ساعتين تخطفهما نوماً، وفي اليوم التالي تعيد الدورة ذاتها مرة أخرى.

''سعر كوارع الخرفان الصغيرة بجنيه والزباين بتفاصل فيها كمان''.. تلك كانت كلمات عبرت عن بعض ما يُضيق صدر ''أم محمود'' منه خلال التعامل اليومي مع الزبائن من محبي بضاعة ''أم محمود'' التي تعتبر على ''قد الحال''، لكنها في الوقت ذاته لا تُخفي أنهم '' بيصعبوا عليا وأنا حاسة بيهم والله ما الدنيا غالية والعيد جاي مع المدارس لكن هنعمل إيه''.

وأمام تلك العربة التي تحمل بضاعة ''أم محمود'' من رؤوس وأرجل ''الخرفان'' و''الكبدة'' الطازجة، وقف ابنها '' محمود'' طالب كلية التجارة ينظف أرجل '' الخرفان'' بمهارة، وسرعة الخبير بما يفعل، فهو ابن المكان الذي صحبه في سن صغيرة؛ تعلم فيه ''الصنعة''؛ التي تزيد إرهاقها له أيام العيد، فلا مجال للاحتفال بالعيد كمن في مثل عمره إلا ''على خامس يوم كده ممكن أخرج مع صحابي'' .

''محمود'' لا يقوم بهذه المهنة التي يتقنها رغم أنها ''متعبة جداً'' ويظهر ذلك على يديه التي تملأها آثار السكين؛ إلا إرضاءاً لوالدته، لكنه لا يفكر بعد التخرج في العمل بها إنما في إحدى الشركات التجارية .

وبجواره وقف'' أبو أشرف''، وهو عم ''محمود'' الذي كان قد استعد وقتها للرحيل، مساعداً له في التنظيف، حتى يحل مكانه؛ ''أبو أشرف'' ذلك الرجل الذي يبدو عليه أنه ستيني العمر، هو من علم ''الصنعة'' لـ'' محمود'' ولغيره من شباب المدبح، فسنين عمره الأربعين التي قضاها فيه كفيلة أن تجعله يفتخر بذلك، وعلى الرغم من مشقة ''الشغلانة'' التي تظهر على ملامحه، ووجهه، ويداه، والتي تؤكدها كلماته لكنها ستظل بالنسبة له ''دي شغلتنا اللي عرفناها ''.

عربية حلويات أم محمود تجمع شمل العائلة مع بعض الدنيا تهون
عربية حلويات أم محمود تجمع شمل العائلة مع بعض الدنيا تهون
عربية حلويات أم محمود تجمع شمل العائلة مع بعض الدنيا تهون
عربية حلويات أم محمود تجمع شمل العائلة مع بعض الدنيا تهون

فيديو قد يعجبك: