لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالفيديو والصور.. إعادة ترميم المجمع العلمي.. محاولة لإحياء التراث

08:10 م الإثنين 22 أكتوبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – هبة البنا:

في شارع القصر العيني أحد مداخل ميدان التحرير، منذ ما يقرب من عام جرت أحداث دامية، بين معتصمين محتجين على تعيين كمال الجنزورى رئيساً للحكومة وقتها، وقوات الشرطة العسكرية، والتي أسفرت عن عدد من القتلى وعشرات المصابين وحرق صرح علمي هام هو ''المجمع العلمي'' والذي أعيد افتتاحه اليوم.

افتتاح المجمع العلمي بعد تجديده

شاهد الفيديو

افتتاح المجمع العلمي

شهد المجمع -  الذي مازال محاطا بآثار عملية الترميم من أسوار صحيفية صفراء - وآثار أخرى تذكرنا بتلك الأحداث التي تسببت في حرقه وفقد نحو 70% من محتوياته سواء كانت الأسلاك الشائكة التي تحيط بجزء منه حتى الآن، أو الجدار الحجري الذي أقامته القوات المسلحة وقتها لإيقاف الاشتباكات والذي مازال قائما بعد عشرة أشهر كاملة من الأحداث، حضور العديد من الشخصيات الهامة يحتفلون بترميمه وإعادة افتتاحه كان من بينهم وزير الثقافة الحالي محمد صابر عرب، رئيس المجمع إبراهيم بدران، ونائب عن وزير الدفاع اللواء أ.ح محمود حجازي، نائب رئيس المجمع إسماعيل سراج الدين، رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف، محمد عثمان رئيس اللجنة الشعبية لإنقاذ المجمع العلمي، وممثل عن شركة''المقاولون العرب'' التي قامت بعملية الترميم.

بدا المبنى بعد ترميمه في هيئة جديدة وأنيقة تكاد تقترب من الفنادق ذات النجوم الأربع، أكثر من اقترابه لمظهر مبنى علمي أثري عمره أكثر من مائتي عام، وهو ما أكده الدكتورعصام شرف رئيس الوزراء الأسبق وعضو المجمع العلمي حين قال في تصريح له أثناء حفل الافتتاح اليوم، الاثنين، ''الحقيقة أنني لا أستطيع الشعور بالسعادة فهذه المكتبة التي نقف فيها الآن قد دخلتها كثيرا قبل ذلك ربما لم تكن بهذه الأناقة، لكنني كنت بمجرد دخولها أشم رائحة التاريخ'' ثم أضاف أنه بالرغم من أنه ألقى الكثير من المحاضرات في العديد من الأماكن، إلا أن محاضراته في هذا المكان كان لها رهبة خاصة لما يمثله من حضارة طويلة.

وأشار شرف إلى أن المجمع العلمي لم يكن صرحا علميا وحسب، بل كان جزءا من القوة الناعمة المصرية وعامود من أعمدة الدور الريادي لها في المنطقة.

وبالرغم من الجدل الذي أثير وقت الأحداث، والاتهامات التي تلقتها المؤسسة العسكرية بأنها المتسببة في خسارة صرح هام كهذا سواء بتحرشها بمتظاهرين سلميين مما تسبب في قلاقل في شارع يحوي بداخله العديد من المباني الهامة، أو لتخاذلها عن إطفائه لما يزيد عن إثني عشرة ساعة، ومن الجانب الآخر اتهامات أخرى أن المتظاهرين هم من قاموا بإحراقه، وأقاويل ثالثة بأن من أحرقه هو ''الطرف الثالث'' الذي يندس في كل الأحداث الغامضة.

إلا أن القوات المسلحة وعندما تقدم رئيس المجمع الحالي''إبراهيم بدران'' بمقترح هندسي للمشير محمد حسين طنطاوي، وطلب منه أن تقوم القوات المسلحة بدراستها، وعده المشير بأنه سيأخذ الأمر على عاتقه قائلا:''هنرجعه أحسن مما كان'' بحسب تصريح بدران في حفل الافتتاح اليوم.

وجرت أعمال البناء متوازية مع عمليات ترميم الكتب، التي قام بجمعها العديد من المتطوعين والشباب، الذي شوهدوا على شاشات التليفزيون وهم يدخلون وسط النيران والمباني المتهاوية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

بدوره ، قال الدكتور عماد الشرنوبي، أمين عام المجمع - خلال إدارته للحوار في حفل الافتتاح - إن الخسارة كبيرة ولا تعوض وأنه بالرغم من استعادة المبنى إلا أن التاريخ الذي فقد لا يمكن استعادته.

وعن الكتب والوثائق الهامة التي فقدت أضاف: '' إن كتاب وصف مصر توجد منه لحسن الحظ نسخة رقمية على موقع مكتبة الإسكندرية متاحة للجميع، كما أنه تم إهداء نسخة أصلية بديلة من الشيخ سلطان القاسمي أحد أعضاء المجمع، موضحا أنه ما زال يوجد الكثير من الكتب في عشرات الصناديق لم يتم فرزها بعد، إلا أن عمليات الفرز والفهرسة مستمرة لحين ورود باقي المساهمات المتوقعة والمنتظر أن يكون جزء كبير منها من وزارة الثقافة الفرنسية''.

أما عن الكتب التي لوحظت في المكتبة الرئيسية للمجمع قال ''الشرنوبي''، إن جزءا هيناً منها تم إنقاذه من النيران أما البقية فهي من تبرعات بعض المتطوعين الذين ساهموا في بعض الحالات بمكتباتهم بالكامل، ما يقرب من خمسة آلاف كتاب، إلا أنه أضاف أن كل هذه المساهمات لا تقترب حتى من تعويض الخسارة كون بعض النسخ التي فقدت تعود إلى عام 1628 في حين كل النسخ الواردة للمجمع أحدث بكثير من هذا التاريخ.

ومع ذلك أكد الشرنوبي أن هذه كلها تبرعات مما يعني أنها غير ملزمة لأي ممن وعد بها وإنما تحدث مفاجأة لكن ربما بجمعها بالإضافة لما يجري ترميمه الآن في دار الكتب تكون الخسائر النهائية أقل من المتوقع.

وأضاف أن النيابات والجهات المسئولة تسلم بانتظام ما حرزته من كتب قيمة كانت تتعرض لمحاولات البيع والمتاجرة، وبعض المواطنين أيضا يقومون بتسليم بعض ما وجدوه في الشوارع بالمصادفة.

أما وزير الثقافة محمد عرب أوضح خلال اللقاء أنه رغم استعادة المبنى فقط وحتى الآن دون قيمته التاريخية ومحتوياته الهامة التي فقدت إلا أنه على مشارف الاكتمال خلال أشهر حيث وعدت أكثر من جهة مصرية وعالمية، سواء من المجتمع المدني والشخصيات العامة، بمد المجمع بنسخ علمية قيمة ليكون خلال 4 أشهر قد استعاد نحو 90 بالمائة مما فقد.

ورفض الوزير فكرة نقل المجمع آخر لأن هذه حادث عارضة لا يتوقع تكرارها، لكنه أكد على أنه بصدد مشروع لمجمع علمي جديد مكمل لنشاطات المجمع القديم ستتم إقامته بمدينة السادس من أكتوبر.

أخذ محمد عثمان، رئيس لجنة إنقاذ المجمع، على الاحتفال إغفال القائمين عليه الدور الذي قام به أعضاء اللجنة من مختلف مناطق مصر والذين تطوعوا لإنقاذ هذا التراث وعرضوا أنفسهم للخطر، بحسب تعبيره.

حيث كانت عمليات الإنقاذ هذه والاشتبكات دائرة بالخارج بين المحتجين والجيش، والنيران مشتعلة وأجزاء المبنى تتهاوى معرضة حياتهم للخطر لمدة خمسة أيام كاملة، والمحتفلون الآن يمكثون في التكييف متجاهلين إرجاع الحق في هذا الدور بشكل لائق بحجم الدور الذي بذل، مؤكدا حدوث إصابات بالفعل لبعض المتطوعين.

وأضاف عثمان، أن دعوة الحضور وصلته في وقت ضيق لم يسمح له بإبلاغ باقي أعضاء اللجنة، كما أنه لم تتم دعوته أثناء الاحتفال لإلقاء كلمة.
وكان نائب رئيس المجمع اسماعيل سراج الدين قد أورد شكرا لهؤلاء المتطوعين أثناء حديثه، وذلك خلال شكره للجهات المختلفة التي ساهمت في استعادة المبنى بشكله الحالي، وكان من بينها الجمعية الجغرافية التي استضافت المجمع بعد حرقه، ثم حاكم الشارقة والذي بنى مقرا مؤقتا للمجمع، وأضاف أن استعادة المبنى في شكل مختلف تحمل جانب إيجابي حيث أن هذه ليست أول حادثة لصرح علمي يقوم بعدها من جديد ويسترد أهميته مثلما حدث لمكتبة الكونجرس.

المجمع العلمي المصري كان قد تم تسجيله كأثر تاريخي في 1996 ويعود بناؤه لعام 1798 حيث قام نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية بإنشائه وكلف 300 عالم فرنسي برصد الحياة المصرية آنذاك وجمعها بالصور والوثائق في موسوعة واحدة وهي موسوعة ''وصف مصر'' والتي بالرغم من هزيمة بونابرت ومغادرته لمصر إلا أنه ترك العلماء لإنهاء هذه الموسوعة القيمة.

وشهد منذ إنشائه عضوية مجموعة من أهم العلماء في تاريخ مصر كان من بينهم العالم الراحل لطفي السيد، وتلميذ أينشتاين مصطفى مشرفه، ورأسه لسنوات الراحل محمود حافظ والذي وافته المنية بعد حرقه بأيام قليلة.

 إعادة ترميم المجمع العلمي.. محاولة لإحياء التراث
 إعادة ترميم المجمع العلمي.. محاولة لإحياء التراث
 إعادة ترميم المجمع العلمي.. محاولة لإحياء التراث
 إعادة ترميم المجمع العلمي.. محاولة لإحياء التراث
 إعادة ترميم المجمع العلمي.. محاولة لإحياء التراث

فيديو قد يعجبك: