خُبراء: "أغلب الأكاديميات الكروية بمصر نشاط تجاري غير مرخص ومصنع للإصابات"
كتبت- علياء رفعت:
قال الدكتور"عبد العزيز النمر"، رئيس قسم التدريب الرياضي والإعداد البدني بكلية تربية رياضية، إن أغلب أكاديميات الكرة الموجودة بمصر هى بالأصل نشاط تجاري يهدف للربح بالدرجة الأولى، فلا تتوافر بها الاشتراطات الخاصة بتنظيم عملها كما هو الحال في العديد من الدول العربية والأوربية.
وتعد أهم هذة الاشتراطات -بحسب النمر- هى؛ تطبيق كشف الطب الرياضي على الأطفال قبل التحاقهم بالأكاديمية لأن ذلك من شأنه الكشف عن إصابة محتملة أو كامنة لدى اللاعب، كفاءة المدربين الذين يقومون بتدريب الأطفال فيجب أن يكونوا حاصلين على شهادات معتمدة من كلية التربية الرياضية، بالإضافة إلى جودة نوعية الأراضي في الملاعب التي تقوم عليها الأكاديميات والالتزام بالمعاير السليمة في اختيار أحذية الأطفال وأوزان الكرة المناسبة لأعمارهم.
وأضاف النمرأنه قبل إقامة وانتشار هذة الأكاديميات بكثرة كان الأوجب على الجهات المعنية؛ اتحاد الكرة، وزارة الشباب والرياضة، ونقابة المهن الرياضية أن يتضافروا لسن قانون واضح ينظم آلية عملها، ومنح التراخيص الخاصة بها حتى يكون أصحابها عُرضى للمسائلة القانونية في حال الإضرار بصحة الأطفال أو إلحاق الإصابات بهم.
"إنشاء الأكاديميات الكروية بمصرهو عملية غير مُقننة ولا يحكمها أى قواعد أو قوانين" تلك هى خلاصة التجربة التي خاضها "محمد.م" لافتتاح أكاديميته الخاصة، والتي أوضح لـ"مصراوي" بأنه لم يحتاج أى أوراق أو موافقات حين فكر بإنشائها، فالأمرلا يتطلب عادةً سوى دعاية بالملصقات والأوراق من يدٍ لأخرى في المناطق الشعبية، أو إنشاء صفحة خاصة على الفيس بوك يقوم من خلالها القائمين على الأكاديمية بالإعلان عنها.
عقب ذلك تأتي الخطوة التالية وهى تحصيل رسوم الاشتراك من الراغبين، والذي يعقبه تأجير الملاعب بمراكز الشباب، المدارس، أو ملاعب استاد القاهرة، والتي يُفترض أن تكون أكثر الملاعب حِرصًا في التعامل مع المُستأجرين ولكن سير العملية التي أوضحها لنا محمد أتت مختلفة تمامًا "بنبعت فاكس أو بنقدم طلب بالإسم لمديرهيئة استاد القاهرة إننا عاوزين نأجر الملعب ساعة أو ساعتين، بدون ما نقدم أى أوراق أو كارنيهات تثبت انتمائنا لنقابة المهن الرياضية أو غيره، والموضوع بيبقي ربحي بمجرد ما نمضي عقد التأجير اللي بيشترط إخلاء استاد القاهرة المسؤولية عن أى إصابات تحصل أثناء وجودنا في الملعب".
ويقول الدكتور"المفتي إبراهيم"، مدرب النادي الأهلي سابقًا وصاحب العديد من المؤلفات في مجال إنشاء الأكاديمات والتدريب الكروي، إن تلك الأكاديميات التي انتشرت مؤخرًا بكثرة دون تراخيص هى "منبع للإصابات" حيث أنها لا تُطبق أى من الأشتراطات الصحية أو الرياضية وتعرض الأطفال للإصابات التي تودي بمستقبلهم الرياضي، مُشيرًا إلى ضرورة وجود جهة معروفة لإصدار التراخيص والمراقبة على سير العمل بهذة الأكاديميات بل وغلقها إن استوجب الأمر.
وأضاف إبراهيم أن هناك العديد من الآليات التي تتبعها الدول الأوربية في التعليم الرياضي والتي لا تطبقها الأكاديميات المصرية. ففي دول مثل ألمانيا، هولندا، البرازيل، والأرجنتين يُحظر إقامة أى أكاديمية رياضية إلا إذا كانت منبثقة من أحد النوادي الكبيرة والمُشهرة والخاضعة لإشراف إتحاد الكرة أيضًا، حيث يستغرق إعداد البُرعم "الطفل" حوالي خمس سنوات منذ التحاقه بالأكاديمية ويتم تأهيله عن طريق تطبيق 82 برنامج رياضي مختلف بحسب عمره وقوته البدنية
أقرأ ايضا :
''بيزنس الإصابات''.. أكاديميات غير مُرخصة تبيع وهم الاحتراف والإصابات مجانًا
''مصراوي'' يكشف: أكاديميات رياضية غير مرخصة.. والأطفال ''هنلعب ولو ع الأسفلت عشان نبقى زي تريكة''
مسؤولون: ''لا يوجد حصر دقيق لعدد الأكاديميات الغير مرخصة بمصر، والوضع الحالي (فساد معلن)''
فيديو قد يعجبك: