هل يؤثر قطار بضائع "الصين- بريطانيا" على إيرادات قناة السويس؟
كتب- عبدالله قدري:
أجمع خبراء نقل بحري وبري على أن قطار البضائع الصيني المتجه من محطة السكك الحديدية الغربية في ييوو بمقاطعة تشيجيانغ شرق الصين إلى بريطانيا، لن يؤثر على إيرادات قناة السويس المصرية، بشكل كبير.
وأفادت وكالة الأنباء الصينية، بأن القطار سيغادر مقاطعة تشيجيانغ، والمعروفة بإنتاج السلع، لمدة حوالي 18 يومًا يقطع خلالها مسافة تزيد عن 12 ألف كيلومتر، قبل أن يصل إلى وجهته الأخيرة في بريطانيا.
ونقل موقع قناة روسيا اليوم على لسان مراقبين- لم يسمهم- أن خط السكك الحديدية بين آسيا وأوربا سيؤثر سلبًا على إيرادات قناة السويس، نظرًا لكلفته القليلة وتوفير الوقت مقارنة بنقل البضائع عبر ممر قناة السويس.
وهو ما نفاه المهندس ناجي أمين- مدير التخطيط وعضو مجلس إدارة هيئة قناة السويس، وقال إن حجم التجارة المنقولة عبر القطار الصيني لا تمثل نسبة مؤثرة على إيرادات القناة، "فالمركب الواحدة في قناة السويس تستطيع نقل 18 ألف حاوية، وحتى يتم نقل مثل هذه الكمية في قطار سكة حديد، فلا بد أن يكون طول القطار نحو 7 أو 8 كيلو مترات".
وأضاف أمين لمصراوي، الخميس، أن نسبة تأثر قناة السويس لن تتعدى نسبة 1 في الألف، وهي نسبة ضئيلة جدًا ولا تذكر- حسب قوله- مضيفًا "أن اقتصاديات النقل البري ليس لها قيمة اقتصاية عليا، بالإضافة إلى أن مصاريفه غير منافسة لمصاريف النقل البحري.
وذكر أن النقل البحري هو أكثر آمانا، وأقل كلفة من النقل البري، الذي يحتاج إلى تمهيد طرق وعمل أنفاق ومد خطوط سكك حديد.
من جهته، قال الدكتور أحمد سلطان خبير النقل واللوجستيات، إن حجم البضاعة المنقولة عبر قطار الشحن لا تقارن بحجم البضاعة المنقولة عبر المركب في قناة السويس، مضيفًا:" قطار البضائع لا يحمل أكثر من 1000 طن من البضائع، بينما المركب الواحد يحمل نحو 70، 80 ألف طن بضائع؛ لذلك فقناة السويس خارج المنافسة، وأي محاولة أخرى لنقل البضائع، تعتبر ثانوية، ولا تًشكل تهديدًا لقناة السويس، أو سحب أي نسبة من إيراداتها.
وأكد أن النقل البري لا يمثل قيمة تذكر في حجم التجارة الدولية، فهو مناسب أكثر للتجارة الداخلية وليس خارجها، فضلًا عن أن تكلفة النقل البحري أقل كلفة من البري.
في ذات السياق، قال أسامة عقيل- أستاذ الطرق بكلية الهندسة جامعة عين شمس، إن حجم التجارة العالمية سيزيد في الفترة المقبلة، وبالتالي فإن إيرادات قناة السويس ستزيد لكن بنسبة بسيطة جدًا، دون أن ينقص في إيراداتها شيء، ويأتي ذلك بسبب ظهور المسارات الجديدة للطرق التي ستمنع حدوث طفرة كبيرة على إيرادات القناة، بسبب مشاركتها القناة في حجم التجارة.
وأضاف في تصريحات لمصراوي، الخميس، أن القناة لن ينقص من إيراداتها شيء بعد ظهور هذه المسارات، لكنها لن تزيد بالشكل الكبير المتزامن مع الطفرة في التجارة العالمية، مؤكدًا أن قناة السويس ستحافظ على إيرادتها ونسبتها من حجم التجارة العالمية.
وأوضح أن هذا يعني تأثر القناة ولكن ليس بالشكل الكبير.
يمر عبر القناة ما بين 8% إلي 12% من حجم التجارة العالمية المنقولة بحراً و35% من حجم التجارة من وإلى موانئ البحر الأحمر والخليج العربي، و20% من حجم التجارة من وإلى موانئ الهند وجنوب شرق آسيا، و39% من حجم التجارة من وإلى منطقة الشرق الأقصى.
وحققت قناة السويس خلال 11 شهرًا من عام 2016 إيرادات بلغت جملتها 4 مليارات و143 مليونا و300 ألف دولار بما يعادل 78 مليارًا و95 مليون جنيه، وفقًا لإحصائية ملاحية صادرة عن هيئة قناة السويس.
فيديو قد يعجبك: