في ذكرى الثورة.. مواطنون ينصرفون عن السياسة إلى "حديقة الحيوانات" -(فيديو)
كتبت وتصوير ـ هاجر حسني:
بحلول الظهيرة، كانت أرجاء حديقة الحيوان تعج بالزوار، آباء وأمهات لم تٌثنيهم التخوفات الدائمة من إحياء ذكرى ثورة يناير من اصطحاب أبناءهم لقضاء يوم ممتع ومشاهدة الحيوانات. انهمك الأطفال في مشاكسة الحيوانات وإطعامها وعلى مقربة منهم كان الأهل يلتقطون الصور التذكارية.
أمام أقفاص القرود وقفت "ريهام أحمد" على بعد خطوات من ابنتها ذات العامين والنصف، تجمد من خلال هاتفها المحمول لحظات لعب الفتاة مع أحد القرود، فيما كان زوجها وابنها الأكبر يركضون في محيط الأقفاص.
حصول الزوج على إجازة فرصة وجدتها ريهام جيدة لأخذ الأطفال في نزهة "بقالنا شهور مجناش الجنينة"، رغم ذلك لم يكن القلق من اشتعال الأحداث بعيداً عنهم رغم مرور يوم الذكرى بسلام السنة الماضية "كنا قلقانين من النزول النهاردة، بس قُلنا مش هيحصل حاجة وفعلاً لقينا الجنينة مليانة ناس".
عمل سعد ياسين ـ اسم مستعار ـ في رسم وجوه الأطفال بالحديقة لعشر سنوات جعلته خبيراً في حركة الزوار "إجازة نص السنة دايماً بتكون زحمة، غير إن النهاردة كمان إجازة رسمية فالحديقة مليانة"، يقول الرجل الخمسيني، مستبعداً وجود أي تخوفات من ذكرى الثورة وهو ما يدل عليه الإقبال على الحديقة.
حديث ياسين أكده اللواء محمد رجائي، رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، فقال إن الحديقة سجلت دخول حوالي 11 ألف زائر اليوم مقارنة بالعام الماضي الذي سجل بنهاية اليوم ألف ونصف زائر، فالأمان الذي يشعر به رواد الحديقة هذا العام كان سببًا في الإقبال الكبير على الحديقة، بحسب قوله.
ذكرى ثورة يناير هذا العام تُعد المرة الثانية التي يحضرها ياسين في الحديقة "السنة اللي فاتت برضه كان الجو هادي ومفيش حاجة"، الحديقة دائماً مكتظة بالزوار إلا من أيام قليلة "لما بيكون في مطر مثلاً أو الجو مش حلو الدنيا بتكون هادية لكن دايماً في زحمة".
جلس أحمد علام وأسرته لأخذ قسطاً من الراحة بجوار بحيرة البجع، فيما تجول الأطفال راكضين من حولهم فهي المرة الأولى لهم في الحديقة منذ 5 سنوات انقطعت فيها الأسرة عن زيارتها.
"الأولاد لسه مخلصين امتحانات وأنا اجازة فقررنا نيجي"، يقول الرجل الثلاثيني، الذي أكد أن التخوفات التي تُثار دائماً حول يوم ذكرى ثورة يناير لم تكن مُقلقة بالنسبة له "دي سادس ذكرى خلاص بقى، وإحنا قُلنا هنيجي، لو حصل حاجة هنكون في وسط الناس".
شعرت منى محمد بالطمأنينة فور أن وطأت قدماها الحديقة، فكانت اتخذت قرارها بالمجيء إلى الحديقة دون أن تعلم أن اليوم يوافق ذكرى الثورة ولكن أسرتها الكبيرة شجعتها على ذلك وتحركوا بأطفالهم إلى الجيزة.
10 سنوات فصلت منى عن آخر مرة زارت فيها الحديقة، وما إن فطنت إلى أن اليوم يتزامن مع إحياء ذكرى الثورة بدأ الخوف يتسرب إلى قلبها "كنت مترددة وكمان بابا مكنش راضي ينزلنا من البيت، بس ف الآخر اقنعناه".
شعور الشابة الثلاثينية بأن شيء ما ربما يحدث نبع من القرارات الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها الحكومة في نوفمبر الماضي بتعويم الجنيه، والتي تسببت في موجة من التضخم "كل حاجة بقت غالية فقلت لو حصل حاجة ممكن تكون علشان كده".
يقول اللواء محمد رجائي، إن "رأس السنة يعد بمثابة موسمًا كبيرة على الحديقة"، ورغم تلك التخوفات يؤكد أن "الحديقة يكون بها تأمين خاص وانتشار لضباط المباحث وقوات الأمن، ولازم الناس تتقبله بصدر رحب لأننا حريصين على تأمينهم، فإدارة الأمن مسؤولة عن الانتشار داخل الحديقة".
يعلن رجائي أن الحديقة حريصة على سلامة الزائرين، وتتواجد سيارة إسعاف داخل الحديقة بشكل مستمر. يضيف "الناس مستمتعة".
باقتراب اليوم على الانتهاء ومغادرة الزوار لحديقة الحيوان كانت الأجواء مازالت هادئة، حركة المرور طبيعية وانتشار الأمن في معظم شوارع وميادين محافظة الجيزة خاصة في ظل إعلان وزارة الداخلية، استعداداتها لتأمين احتفالات الذكرى السادسة لثورة 25 يناير.
فيديو قد يعجبك: