من هو شيمون بيريز صاحب طلقة بدء الاستيطان الإسرائيلي؟
كتب – أحمد جمعة:
لم تكن المرة الأولى التي يُحتجز فيها الرئيس الإسرائيلي السابق شيمون بيريز بالمستشفى خلال العام الجاري، ولكنها كانت الفانية، حيث أعلن زوح ابنته وهو في نفس الوقت طبيبه الخاص، وفاته على إثر إصابته بجلطة دماغية، بعدما نُقل إلى هناك قبل أسبوعين ثم استدعيت أسرته أمس الثلاثاء لإلقاء نظرة الوداع عليه.
بدأ بيريز يتحسس طريقه إلى دولة الاحتلال وقت أن انتقل من بلدته بيلوروس البولندية سنة 1934 وعمره 11 عامًا ليلتحق بوالده الذي سبقهم إلى هناك بعامين، ويحصل على دارسته في فلسطين.
انخرط بيريز سريعًا في العمل السياسي عقب تخرجه من مدرسة الزراعة عام 1941، حيث اُنتخب سكرتيرا للحركة العمالية الصهيونية، والتي مهدت تقديمه للحياة العامة بين أقرانه، قبل أن يدفع به رئيس وزراء المؤسس لدولة الاحتلال، ديفيد بن جوريون إلى أحد المناصب القيادية في حركة "الهجانة" التي اعتبرت نواة لإنشاء لجيش الاحتلال، وصنفتها السلطات الإنجليزية بالإرهابية، وتمكن خلال هذه الفترة من إبرام صفقة مع فرنسا لإمداد بلاده بطائرات ميراج المقاتلة.
تدرج بيريز بين المناصب السياسية والعسكرية، فقد عُين قائدًا لسلاح البحرية الإسرائيلية عام 1949، ثم انتُخب عضوا بـ(الكنيسيت) عام 1959، وكان أحد مهندسي العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بجانب بريطانيا وفرنسا؛ إثر قيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس.
ابتعد بيريز عن ارتداء البزة العسكرية بعد إدانته في تحقيقات عملية "سوزانا" التي شملت قصف أهدافا بريطانية وأمريكية في مصر لمنع جلاء القوات البريطانية عن مصر، ليتولى منصب سكرتير عام حزب "رافي"، ومن بعدها تُسند له وزارة المواصلات والاتصالات، ثم عُين وزيرًا للإعلام بين عامي 1970 حتى 1974.
نظر بيريز إلى حرب أكتوبر على أنها "الحرب التي أقنعت أعداء إسرائيل بأنه من الصعب تحقيق الانتصار العسكري عليها، وبالتالي أصبحت الحرب نقطة تحول في علاقات إسرائيل مع جيرانها، إذ تمخضت عنها معاهدة السلام مع مصر، كما أنها مهدت الطريق للاتفاق مع الفلسطينيين ولتوقيع معاهدة السلام مع الأردن".
اقترب ضابط الموساد من رئاسة الوزراء عام 1974 بعد استقالة جولدا مائير بعد سقوط الجيش الاحتلال في حرب أكتوبر، وتنافس مع غريمه اسحق رابين في انتخابات انتهت لصالح الأخير. وتوالت الهزائم أمام رابين حتى أسند إليه منصبًا توفقيًا بتولي وزارة الخارجية عام 1992، وخلال هذه الأونة بدأ مفاوضات سرية مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي انتهت بعقد اتفاقية أوسلو عام 1993، اعترفت القيادة الفلسطينية لأول مرة رسميا بوجود إسرائيل. وعلى إثر هذا الاتفاق التاريخي فاز حصل بيريز بجائزة نوبل للسلام، بالشراكة مع عرفات ورابين.
ورغم حصوله على "نوبل للسلام" فإن الدماء تلاحق بيريز في مرقده الأبدي، حيث قاد عدد من المجازر ضد اللبنانيين والفلسطينيين، من بينها "قانا الأولى" عام 1996، والتي راح ضحيتها نحو 106 من المدنيين، وكذلك ارتبط اسمه ببداية أنشطة الإستيطان في الضفة الغربية المحتلة.
شغل بيريز منصب رئيس الوزراء مرتين عامي 1984 و1986، ثم تولى منصب نائب رئيس الوزراء، و وزيرًا للمالية عام 1990، كما تقلد منصب رئيس إسرائيل لمدة سبعة أعوام، بدأها في 2007 خلفًا لموشيه كتساف، حتى استقال عام 2014، وكان آنذلك أكبر الرؤساء سنا في العالم ليُمسك بزمام الأمور رؤوفين ريفلين من بعده.
فيديو قد يعجبك: