لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

النزعة الجهادية لمنفذ هجوم آنسباخ ليست وليدة اليوم

09:37 م الخميس 28 يوليو 2016

النزعة الجهادية لمنفذ هجوم آنسباخ ليست وليدة اليوم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(دويتشه فيله)

بدأت الصورة تكتمل بشأن شخصية منفذ هجوم آنسباخ والدوافع التي حركته للقيام بأول هجوم انتحاري في ألمانيا، فإلى جانب حالته النفسية المضطربة، أجمعت معظم وسائل الألمانية على أنه كان للانتحاري ماضٍ جهادي قبل وصوله لألمانيا.

بدأت ملامح هوية السوري الذي فجر نفسه أمام مهرجان موسيقي في آنسباخ الألمانية تتضح شيئا فشيئا، إذ نفذ أول هجوم انتحاري في ألمانيا قرب مقهى بعدما مُنع من الدخول إلى موقع المهرجان، ما أدى إلى إصابة 15 شخصا. ويبلغ محمد د. من العمر 27 عاما وسبق للسلطات الألمانية أن رفضت طلبه لجوئه.

وتوقع تقييم للوضعية النفسية للمهاجم أجري العام الماضي أنه من المحتمل أن ينتحر "بطريقة مذهلة"، مشيرا إلى انه بعد وفاة زوجته وطفله البالغ من العمر ستة أشهر "لم يعد لديه ما يخسره".

ولم يتضح متى وكيف توفيت عائلته. وهذه المعلومات هي التي أججت في البداية التكهنات التي افترضت أن هشاشته النفسية هي التي دفعته لتنفيذ الهجوم الانتحاري.

وكانت صحيفة "بيلد" الشعبية الواسعة الانتشار أول من تحدثت عن وجود هذا التقييم المكتوب. وحاول محمد الانتحار مرتين في الماضي، وخضع للعلاج في عيادة للأمراض النفسية.

وأوضحت "بيلد" أن ترحيله لم يتم في البداية بسبب معاناته من حالة حادة من الاضطراب النفسي. ولكن أمر مغادرته ألمانيا لم يصدر إلا عندما لم يستجب لطلبات حكومية بتقديم معلومات. كما كتب موقع "شبيغل أونلاين" أن محمد د. صرح لمصالح شؤون الهجرة الألمانية قائلا "أنا خائف من العودة إلى سوريا لأنني قد أُصبح قاتلا".

"مسيرة جهادية أكيدة"

غير أن تنظيم "الدولة الإسلامية" رسم صورة مغايرة تماما لمحمد د. إذ ذكرت نشرة "النبأ" الصادرة عن التنظيم الجهادي أن الانتحاري له ماض جهادي، وسبق أن قاتل في صفوف "دولة العراق الإسلامية" في العراق ثم "جبهة النصرة" في سوريا. وذكرت النشرة أن محمد د. الملقب بـ "أبو يوسف الكرار" "تعلق قلبه بالجهاد مبكرا"، مشيرة إلى انه التحق بـ"مجاهدي دولة العراق الإسلامية" التي بقي فيها لبضعة أشهر قبل أن يعود إلى مسقط رأسه في مدينة حلب في شمال سوريا.

في حلب، شكل "مع بعض رفاقه خلية أمنية جهادية تخصصت في إلقاء القنابل والزجاجات الحارقة" على مواقع قوات النظام السوري، بحسب النشرة. ومع انفصال فرعي تنظيم القاعدة في العراق وسوريا وانطلاق "جبهة النصرة" في سوريا، انضم محمد د. إليها. وقاتل في مدينة حلب إلى أن اضطر للخروج منها لتلقي العلاج بعد إصابته بشظية قذيفة هاون. وقالت النشرة إن محمد د. حاول بعد إعلان "الدولة الإسلامية" في (حزيران/ يونيو 2014)، العودة إلى سوريا، "لكن فشلت محاولاته العديدة للالتحاق بصفوف جيش الخلافة، (...) فوجد ضالته بتنفيذ وصية "الدولة الإسلامية" لعموم المسلمين باستهداف الصليبيين في عقر دارهم".

وما يؤكد الماضي الجهادي لمحمد د. هو تسجيل فيديو يعلن فيه ولاءه لزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي عُثر عليه في هاتفه النقال. كما أكد التنظيم المتطرف لاحقا عبر وكالة "أعماق" الإخبارية المرتبطة بالتنظيم أن المهاجم كان "جنديا في تنظيم الدولة الإسلامية".

وطبقا للسلطات الألمانية وصل المهاجم إلى ألمانيا قبل عامين وكان بحوزته مبلغ كبير من المال يحمله معه أو يخبئه في غرفته، وهو أمر غريب بالنسبة لطالب لجوء. إلا أن طلبه لجوئه رُفض بعد عام لأنه سبق وأن حصل على صفة لاجئ في بلغاريا.

0,,19426203_401,00

undefinedالعبور إلى بلغاريا

وأمضى محمد د. نحو عام في بلغاريا التي كان وصل إليها بصورة غير قانونية من تركيا في تموز/ يوليو عام 2013 وغادر الأراضي البلغارية في منتصف عام 2014، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية البلغارية. وخلال تلك الفترة لم يجذب انتباه السلطات. غير أن صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" كتبت أنه "أفصح لطبيبته النفسية أنه التقى في بلغاريا بسوري اشترى له تذكرة طائرة مكنته من السفر إلى ألمانيا. فيما أوضح موقع "شتيرن" أن في ذلك مؤشر على أن "داعش" هو الذي مول المشروع الإرهابي لمحمد د.

وأجرت محطة "بي إن تي" التلفزيونية العامة مقابلة مع السوري مرتين، في أيلول/ سبتمبر وتشرين الثاني/ نوفمبر 2013، في إطار تقرير عن المهاجرين في صوفيا. وفي حينها قدم السوري نفسه لمحطة التلفزيون البلغارية على أنه مدرس رياضيات خسر عائلته وقرر الفرار من سوريا. وأظهر أمام الكاميرا ما قال إنها ندوب الشظايا في ساقيه.

وفي مقابلة أخرى، قال انه مع مهاجرين آخرين كانوا ضحايا محتالين محليين اخذوا منهم المال ووعدوهم بتوفير أماكن إقامة لهم، وتركوهم لاحقا في الشارع. وقال مكتب شؤون اللاجئين في بلغاريا أن نوع الحماية التي كان محمد يتمتع بها لا تسمح له بالسفر إلى الاتحاد الأوروبي من دون تأشيرة، ومع ذلك سافر إلى ألمانيا حيث قدم طلب لجوء تم رفضه قبل عام. وقالت السلطات الألمانية إن هذا الرجل البالغ 27 عاما حاول الانتحار مرتين ودخل مرارا إلى مستشفى للأمراض النفسية.

أيادي شرق ـ أوسطية خفية؟

وأعلن وزير الداخلية المحلي لولاية بافاريا الألمانية يواخيم هرمان أن التعليمات المحتملة التي تلقاها منفذ تفجير أنسباخ جاءت من الشرق الأوسط، ولكنه لم يذكر المكان بالتحديد.

وأوضح هرمان أن المحققين لا يعرفون أيضا حتى الآن الشخص الذي كان على اتصال بمنفذ التفجير. إلا أنهم تأكدوا أن منفذ التفجير كان يتلقى تعليمات على الأرجح قبيل التفجير مباشرة؛ حيث أنهم اكتشفوا إشارات على هاتفه الجوال تدل أنه كان يتم التأثير عليه بشكل مباشر من جانب شخص مجهول خلال محادثة مكتوبة (دردشة). وقال هرمان "تم على الأرجح اتصال مباشر مع شخص كان له تأثير حاسم في تنفيذ هذا الهجوم"، وأشار إلى أن "المحادثة المكثفة" انتهت "قبل وقوع التفجير مباشرة".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج