لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عضو فريق "الحلم النووي": مصر تحتاج مفاعل لمواجهة سد النهضة.. ولا نملك معلومات عن "الضبعة" (حوار)

06:16 م الإثنين 11 يوليو 2016

حسام جابر

حوار– يسرا سلامة:

في أبريل الماضي، تلقى "حسام جابر" العامل بالطاقة النووية، والذي يعمل أستاذا لنظم الطاقة والعلوم النووية في كلية الهندسة والعلوم التطبيقية بجامعة أونتاريو للتكنولوجيا (UOIT) بكندا، اتصالا هاتفيا من وزارة الهجرة من أجل لقاء مع وزيرتها نبيلة مكرم مع مجموعة من العلماء المتخصصين في نفس المجال، اللقاء تطور فيما بعد لفريق أطلق عليه "فريق الحلم النووي"، والذي يعد بادرة أمل من أجل تدريب عدد من الكوادر المصرية، بالإضافة إلى وضع رؤية عن الاستغلال الأمثل لتلك الطاقة، عن الفريق وفكرته، التقى "مصراوي" الدكتور حسام فور وصول أعضاء الفريق لأرض مصر أمس، من أجل مزيد من التفاصيل حول الفريق وطموحاته للمستقبل.

بداية كيف بدأت فكرة فريق "الحلم المصري"؟

الفكرة جاءت بشكل مبادرة من وزارة الهجرة المصرية، بالتواصل مع عدد من العلماء من الخارج في المجال، وكنت من أوائل الناس الذين تواصلت معهم الوزارة، ورشحت لهم مجموعة من العلماء بالطاقة النووية، والذي تم في أول إبريل الماضي.

وكيف تم اختيار أعضاء الفريق؟

بترشيحات من الأعضاء الأوائل، أو بتواصل مباشر من الوزارة لعدد من العلماء، لكن شرطا أن يكون جميع الأعضاء من المصريين فقط، وفي تخصص هندسة الطاقة النووية المختلفة.

وإلى ماذا يهدف الفريق المتكون من علماء الطاقة؟

بشكل مبدئي يهدف الفريق إلى تدريب عدد من الكوادر المصرية، من خريجي كليات العلوم وغيرها المعنية بمجال الطاقة النووية للعمل في المفاعلات النووية، بجانب تقديم كافة أشكال المساعدة للوزارات المعنية بمجال الطاقة النووية، وتحديد المعايير المطلوبة من أجل قياسات دولية لمفاعل نووي مصري، بالإضافة إلي وضع التصميم والتشغيل والكنترول والمراقبة على عملية إنشاء المفاعل، وتجهيز الخبرات المصرية المطلوبة للعمل فيه.

عرفنا على خبراتك في المجال النووي؟

تخرجت من جامعة الإسكندرية ومنها انطلقت للدراسة في اليابان، وعملت هناك قرابة العشر سنوات، ومنها انطلقت إلى كندا، وساهمت في التعامل مع عدد من المفاعلات النووية هناك منها مفاعل "كاندو"، ومن كندا وجهنا المساعدة إلى عدد من الدول مثل الصين وجنوب أفريقيا ورومانيا، وتعاون كبير مع دول مثل فرنسا واليابان في هذا المجال.

منذ إبريل وحتى الآن.. ماذا قدم فريق "الحلم النووي" لمصر؟

الفريق لا يزال في مهده، وهناك إلى الآن 4 علماء بشكل أساسي، لكن العلماء يزيدوا في الفريق، وبشكل شخصي تواصلت مع عدد من العلماء بكندا من أجل وضع رؤية للمفاعل النووي المصري، وتهيئة الأجواء تواصل ربما يكون على مستوى سياسي فيما بعد بين مصر وكندا، ووجدت الترحيب من الجانب الكندي بالمبادرة المصرية.

ما أهم الجهات المعنية بالطاقة النووية في مصر والتي ستتعاونون معها؟

وزارة الكهرباء بشكل أساسي، لإنها تملك كل المعلومات عن البرنامج النووي في مصر، فإلى الآن لا يوجد لدى الفريق أي معلومات دقيقة عن طبيعة البرنامج النووي المصري، بالإضافة إلى التواصل مع وزارة التعليم العالي التي ستمهد التواصل مع أساتذة الجامعات المصرية والطلاب في مجال الطاقة النووية وتدريبهم.

____ ______ _______ ______

وماذا عن لقاء الفريق مع وزير الإنتاج الحربي اللواء محمد العصار؟

لقاءنا بوزير الإنتاج الحربي فور وصولنا كان "مجرد جدول"، فهناك وزراء متاحين في وقت غير متاح فيه وزير آخر، بالإضافة إلى دور وزارة الإنتاج الحربي في تحديد أمان المفاعل النووي، بالإضافة إلى السلطة في تأمين أي منشأة نووية، وكان لقاء اليوم بشكل تعريفي، واتفقنا على عقد لقاء لاحق بشكل مفصل.

وما هى رؤيتكم كفريق لمستقبل مصر النووي؟

من المفترض أن يظهر أول مفاعل نووي في عام 2022، وحتى هذا الوقت من المفترض أن نضع خطة بالتخصصات المطلوبة من أجل عمل الفاعل، من تقنيين وفيزيائيين وعلماء وفنيين وغيرهم، ومن ثم يتم تدريب هذه الكوادر بخطة واضحة، بجانب خطة إنشاء المفاعل، نحن قدمنا خطة بما لدينا من معلومات، لكن ما قدمناه كان "التصور الكندي"، يحتاج إلى تجربة وميزانية وخطة.

عقدت مصر مؤخرا اتفاقية مع الجانب الروسي من أجل اتفاق نووي؟ هل يتعارض ذلك مع "التصور الكندي"؟

كل المفاعلات النووية في العام محددة في تصميمات في أشكال محددة مثل السيارة لها عدة أنواع، لكن خبراء الطاقة النووية لديها معرفة بكافة التصميمات، ولا اعتقد أن تقنيا يتعارض التعاون بين مصر وكندا على ما تم عقده من بروتوكول بين مصر وروسيا، وفي النهاية التعاون النووي ليس كتابا مغلقا.

هل اتفقتم على ميزانية محددة من أجل أول مشروع نووي في مصر؟

هذا ليس دورنا.. لكن عند وضع دراسة مبدئية وضعنا تصور لحاجة مصر إلى قرابة 20 مليار دولار، وهى تكلفة لإنشاء المفاعل النووي فقط، غير متضمنة أموال التدريب، أو المواد أو الصيانة أو حتى الاختبارات قبل إنشاء المفاعل، فتلك الأخيرة يمكن أن يُحسب لها مليون دولار فقط، من التأكد من صلاحية الخامات والمكان والموارد للاستخدام، بالإضافة إلى رواتب العاملين في المفاعل النووي.

وهل حددتم أي رواتب لكم كأعضاء للفريق؟

لم يفكر أحد منا في هذا الجزء، "كلنا تشجعنا لما اتقالنا تعالوا اخدموا مصر"، وتحمسنا للقاء والفكرة، لكن تغطية مجهودنا أو حتى سفرنا بالطبع يجب أن يوضع في الاعتبار لاحقا.

مصر تعتزم منذ عصر جمال عبد الناصر البدء في مشروعات نووية لكن ذلك لم يتم منذ مفاعل "أنشاص". كيف ترون ذلك؟

لا يوجد لدي معلومات عن التحديات التي تواجه المشروع النووي المصري، لكني أرجح أن التحدي الرئيسي هو التحدي المادي والمكلف للغاية لإنشاء مفاعل نووي واحد، وليس بالضرورة أن يكون التحدي سياسي.

هل في حالة استدانة مصر أموالا لإنشاء مفاعل أن تضع الدولة الدائنة شروطها على مصر؟

لا اعتقد.. ففي حالة اعتماد مصر على مصدر خارجي للتمويل هناك طريقتان، إما أن تُنشئ الدولة الخارجية المفاعل بالكامل وتحصل على النسبة الأكبر من الربح، أو أن تساعد مصر ماديا، وفي هذه الحالة يتم عقد power agreement أو اتفاق الطاقة والذي يضمن التعاون بين البلدين، والذي يضمن ربحا ماديا للدولة الدائنة، من خلال ساعات انتاج المفاعل للطاقة الكهربية.

2

وكيف ترى اختيار موضع "الضبعة" لإنشاء أول مفاعل نووي؟

لم نجر دراسات متعمقة على تربة ومكان المفاعل بالضبعة، لكن قربها من البحر ضروري لإنشائه، والأفضل أن يكون بجوار البحر المتوسط لاتساعه عن البحر الأحمر، وبالطبع من الصعب إنشائه على النيل، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون بعيدا عن أي مناطق سكنية.

وهل في إنشاء مفاعل نووي خطورة على السكان المصريين؟

هذا من ضمن ما يتم حسابه قبل البدء في إنشاء المفاعل، والذي يتم بقياسات محددة وتسمى detective leak، والتي أيضا تحدد كمية أي إشعاع وحدوده، ويتم ذلك في حدود معدلات آمنة، وبعيدا عن المصايف والقرى السياحية.

هل تواصلتم مع أساتذة وطلاب مصريين في مجال الطاقة النووية؟

إلى الآن لم نتواصل كفريق، لكني أتواصل مع طلاب هنا بشكل فردي، أبرزهم في جامعتي الإسكندرية، والاطلاع على عدد من المشروعات من الطلاب، بالإضافة إلى جامعات مثل حلوان والزقازيق.

وكيف ترى مستوى الكوادر المصرية ومناهجهم في مجال الطاقة النووية؟

مستوى الطالب أو الخريج المصري جيد جدا، لكن المناهج تحتاج إلى طوير لتواكب ما وصل من تقدم في علم هندسة الطاقة النووية، بالإضافة إلى الحاجة الماسة للطلاب في المجال التطبيقي، فنحن لدينا العلم لكن ليس لدينا معامل لارتفاع التكلفة، ونحتاج إلى خطة لتحديث المعامل في مصر، والاندماج بين النظري والعملي، لكن قدرة الطالب المصري لا تقل في شيء عن الطالب الأجنبي.

البعض يرى أن مصر تعيش أزمة اقتصادية تجعل المشروع النووي مهما لكن ليس ذي أولوية.. فما رأيك؟

هذا يتعارض مع معدل الاستهلاك والإنتاج في مصر، فهناك معدل استهلاك للكهرباء متزايد في الفترة الأخيرة، بل ويزيد مع الزيادة السكانية في مصر، في مواجهة عواقب في الإنتاج الذي يتعثر، على سبيل المثال هناك تهديد للطاقة الهيدروليكية المتولدة من السد العالي وسد أسوان بعد السد الإثيوبي، وبعد ارتفاع تكلفة الغاز إذا كانت مصر تستورده بالأساس، لذا فحاجة مصر لمفاعل نووي ربما تسد هذه التحديات، بالإضافة إلى قدرة المفاعل العالية في سد احتياجات دولة مثل مصر للطاقة.

3

كيف ترون التعاون مع الفريق من مسؤولين مصريين؟ وما هى سقف توقعاتكم؟

هناك حماس متزايد من قبل المسؤولين المصريين، وبالأساس الفكرة مبادرة من قبل وزارة مصرية، فهم من يريدون التعاون من جهتنا، ونحلم بأن نقدم كفريق كل خبراتنا إلى الجانب المصري، وأن يتم بلورة هذه الرؤية بشكل أفضل.

انتشر اسم الفريق إنه "الأحلام المصري"، فما صحة ذلك؟

الفريق يُسمى "الحلم النووي المصري"، ومن اقترح الاسم هو وزيرة الهجرة نبيلة مكرم.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان