مفاوضات سد النهضة.."محلّك سرّ" (تقرير)
كتب- محمد قاسم:
يبدو أن مشكلة جديدة تواجه المفاوضين المصريين في ملف سد النهضة، فهناك عقد لم يُوقع بعد بين مصر وإثيوبيا والسودان، فبين محاولات مصرية ومماطلات إثيوبية لحل الخلاف على العرض الفني للمكتب الاستشاري الفرنسي، تبقى المفاوضات "محلّك سر".
العقد لم يُوقع
وانتهت الجولة العاشرة من المفاوضات الثلاثية في فبراير الماضي بالاتفاق على توقيع العقود إيذانًا ببدء تنفيذ الدرسات الفنية على السد قبل نهاية العام الحالي؛ التي اتفق عليها الثلاث دول المعنيين بالملف.
من جانبه، أكد فيه وزير الموارد المائية والري الدكتور محمد عبد العاطي، أن العقود لم تعتمد بعد، وأن المفاوضات على العقود مازالت جارية، بحسب تصريحاته التي أدلى بها لبرنامج تليفزيوني، أمس.
وتعد الدراسة الفنية (التي لم توقع عقودها بعد) ستُجريها شركة "بي إر إل" خلال فترة تتراوح بين 8 - 11 شهرًا، أي قبل نهاية 2016، ليكون لدى مصر دراسة مائية، تجيب عن كل الاستفسارات التي تدور حول آثار سد النهضة.
وأخطرت وزارة الري، في 24 فبراير الماضي، الجانبين الإثيوبي والسوداني بأنه لا مانع في المضي قدمًا بإجراءات توقيع العقد، بعد استشارة مجلس الدولة على دستورية توقيع العقد مع الجانبين، إلا أنه لم يُعلن عن موعد توقيع العقود حتى الآن.
تعطيل إثيوبي
من جهته، يقول الدكتور محمد نصر علام، وزير الري الأسبق، إن الوزير الجديد ورث مشاكل جمّة، مطالبًا الجميع دعمه، مؤكدًا أن سد النهضة ليس واقعًا فُرض على المصريين، ولا يجب الاستسلام، مشددا على أن مفاوضات سد النهضة تحتاج إلى جهد ووقت.
ويُضيف "علام" - في تصريحات لمصراوي - أن اختلافات بين إثيوبيا والسودان ومصر على العرض الفني للمكتب الاستشاري الفرنسي - الذي يقوم بالدراسات الفنية حول السد - عطل توقيع العقود بين الدول الثلاث.
ويرى وزير الري الأسبق، أن الخلاف سببه عدم موافقة الجانب الإثيوبي على الشروط التعريفية التي تحدد مدى الأضرار التي ستلحق بمصر حال إنشاء السد - التي أوصت بها اللجنة الثلاثية الدولية - التي من المفترض أن يعمل على أساسها المكتب الاستشاري الفرنسي المتفق عليه، في محاولة إثيوبية لتعطيل التفاوض.
استرضاء السوادن
ويؤكد "علام"، أن السودان بدأت تتحدث بلهجة غير مطمئنة حول بناء سد النهضة، وهو ما دفع وزير الخارجية سامح شكري لزيارة السودان قبل 10 أيام؛ لمعرفة موقفها من مشاروات سد النهضة، مشيرًا إلى أن نتيجة المحادثات لم تتضح بعد.
وزار سامح شكري، وزير الخارجية، السودان في 20 مارس الجاري، بحث سبل تفعيل ما اتفق عليه مؤخرًا في قمة شرم الشيخ، بين زعماء مصر والسودان وإثيوبيا، وتعظيم علاقة التعاون الثلاثي من خلال بحث المشروعات المشتركة، وكيفية تنفيذها، بما يعود بالنفع على شعوب الدول الثلاث، مؤكدًا دعوته للجانبين السوادني والإثيوبي للاجتماع الثلاثي بالقاهرة؛ لبحث التعاون في الأيام المقبلة.
واختير الخبير المائي الدكتور محمد عبد العاطي، وزيرًا للري في التعديل الوزاري الأخير - الذي صدر الأسبوع الماضي - الذي يؤيد طرح سياسات جديدة للتفاوض مع إثيوبيا، قائمة على تكوين شبكة علاقات قوية مع الدولة المجاورة بدول حوض النيل على المدى البعيد بمبدأ اشتراك المصالح.
فيديو قد يعجبك: