هل تُعاقب فرنسا بحظر السفر إليها بعد بيان لجنة تحقيق الطائرة المصرية المنكوبة؟

كتب - مصطفى المنشاوي:

بات الحديث حول إقرار عقوبات دولية على فرنسا، عقب إعلان لجنة التحقيق المشكلة من وزارة الطيران المصرية أن شبهة جنائية وراء حادث تحطم طائرة مصر للطيران القادمة من باريس في مياه البحر المتوسط مايو الماضي، محل اهتمام العديد من الخبراء، خاصة أن مصر مازالت تعاني من فرض حظر السفر إليها من بعض الدول بعد سقوط الطائرة الروسية بسيناء أكتوبر 2015.

ويقول الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، إن ما أسفرت عنه التحقيقات في حادث تحطم الطائرة المصرية حتى الآن، لن يدفع فرنسا لأية عقوبات بأي شكل من الأشكال، مضيفًا أنه لن يستطيع أحد توقع عقوبات على الطرفين دون الانتهاء من تحقيقات النيابة العامة التي تتولى التحقيق حالياً.

وتحطمت الرحلة 804 القادمة من العاصمة الفرنسية باريس في 19 مايو الماضي، فوق المتوسط بعد الدخول إلى المجال الجوي المصري بعشرة أميال، وعلى متنها 66 شخصا بينهم 30 مصريا، و15 فرنسيا. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث.

ولفت جهاد لمصراوي، إلى أن العقوبات التي فرضتها بعض الدول بحظر السفر لمصر بعد حادث الطائرة الروسية يرجع إلى أنها سقطت داخل الأراضي المصرية، وهو عكس ما حدث في طائرة مصر للطيران التي تحركت من باريس وسقطت في المجال الجوي المصري.

كانت أعلنت لجنة التحقيق في الحادث في بيا لها أمس الخميس، أن الطب الشرعي عثر على آثار مواد متفجرة في بعض الرفات البشرية لضحايا الحادث.

ويقول وائل المعداوي، وزير الطيران السابق، "لا نستطيع الجزم بأن الأمر سيؤثر على عملية السياحة في باريس من عدمه بعد إعلان نتائج التحقيقات"، خاصة أن ما تم الإعلان عنه بمثابة تحقيقات فنية أولية، مضيفًا أن ملف الطائرة بات في عهدة النيابة التي تُجري تحقيقاتها وفقًا لتخصصها الجنائي وهي التي تكشف وتحدد عما إذا كانت هناك شبهة عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة من عدمه".

غير أن المعداوي قال إن قرار حظر السفر لمصر التي اتخذته الدول عقب سقوط الطائرة الروسية "سياسي بالدرجة الأولى"، متوقعاً ألا يحدث بالمثل مع باريس.

وأظهر تحليل سابق في يونيو الماضي، لمسجل بيانات الطائرة وجود دخان في إحدى دورات المياه وقمرة لأنظمة الطيران الإلكتروني، بينما أظهر حطام تم انتشاله من مقدمة الطائرة علامات على أضرار بفعل ارتفاع درجات الحرارة.

ويرجح عماري عبدالعظيم، رئيس شعبة السياحة والطيران بالغرفة التجارية، عدم توقيع حظر سفر على باريس خلال الفترة المقبلة، قائلًا "المصالح هي التي تحكم قرار حظر السفر"، مضيفًا "دول العالم تكيل بمكيالين دائمًا ما بين الضعيف والقوي"، في إشارة منه إلى تعنت عودة حركة السياحة للقاهرة.

ويضيف عماري لمصراوي، أن الأمر الآن متوقف على التحقيقات النهائية التي ستصدر من النيابة العامة، وإن كانت النتائج لن تقدم شيئًا جديد خاصة أن فرنسا تشهد أعمال إرهابية كثيرة ولم يصدر ضدها أي قرار بحظر السفر.