لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"صرصور النيل".. جمبري الغلابة

02:59 م الإثنين 06 يوليو 2015

صرصور النيل

كتبت- علياء أبوشهبة:

"عايزة جمبري يا مدام بسعر حلو متخافيش" عبارة لاحقت فايزة عبدالباري من البائع الذي ألح عليها شراء الجمبري من أمام أحد المساجد الشهيرة في الجيزة مقابل 30 جنيها؛ وبالفعل اشترت منه بعد إنتقاء بعضه، ولفت انتباهها حمله لما يشبه الجمبري لكنه أكبر حجما ولونه أسود، وما أن عادت لمنزلها لطهي الوجبة وجدت أمامها شبيه الجمبري ففزعت منه وألقته في القمامة.

استاكوزا المياه العذبة أو ما يعرف ب"صرصور النيل" هو ما اشترته السيدة فايزة عبدالباري من أحد الأسواق الشعبية بالقرب من ميدان الجيزة، وهو ما عرفته فيما بعد.

ومن ميدان الجيزة إلى ميدان العتبة حيث يتواجد باعة استاكوزا المياه العذبة وتباع مقابل جنيهان للواحدة، ويصل سعر الكيلو إلى 20 جنيها، ولكي يعرف الناس شكلها بعد نضوجها حرص أشرف مجاهد، بائع استاكوزا على طهي بعض منها ووضعها في صينية مرفقة بشرائح الليمون، وقال لمصراوي إنها تباع حية ويتم اصطيادها من النيل، موضحا أنها لها قيمة غذائية مرتفعة وطعمها مثل الجمبري لكن عدم معرفة المواطنين بها سبب عدم الإقبال على شرائها، مضيفا أن البعض يخاف منها بسبب لونها الأسود.

و حول مواصفات "استاكوزا المياه العذبة"، مصراوي يعرضها وفقا إلى دراسة أعدتها الدكتورة آية جلال سعد الدين عبد العال الباحث بمعهد بحوث صحة الحيوان في أسيوط.

unnamed

اختلاف حول تناولها

"مديرية الطب البيطري تحذر من شراء صرصور النيل"، تحت هذا العنوان نشرت عشرات البيانات الصحفية للتحذير من شراء استاكوزا المياه العذبة
وكان أخرها في شهر ديسمبر الماضي حين حذرت مديرية الطب البيطري بالقاهرة من ظهور نوع من القشريات بالأسواق يطلق عليها "صرصور النيل" تباع بأسعار زهيدة في العديد من الأسواق. وأنه عند تحليلها في معامل صحة الحيوان ثبت عدم صلاحيتها للاستهلاك الآدمي لإحتوائها على نسبة عالية من المعادن الثقيلة والكادميوم وميكروبات أخري.

"ليس هناك ما يدعوا للمجازفة"، هذا هو ما تنصح به دكتورة سعاد الديب نائبة رئيس الاتحاد العربي للمستهلك التي تحذر من الشراء من باعة الشوارع و الأرصفة و بالأخص عند شراء المواد الغذائية موضحة صعوبة الوصول لهؤلاء الباعة و محاسبتهم علاوة على صعوبة الرقابة عليهم، و تقول أن بداية الطريق للوقوع في فخ الباعة الذين يبيعون ما يعرف شعبيا "صرصور البحر" هو الطمع حيث يلجأ هؤلاء الباعة إلي اغراء المستهلك ببيع الجمبري بسعر يقل كثيرا عن الثمن الأصلي، و في هذه الحالة ينخدع المستهلك بالأمر و يعتقد أنها فرصة.

و ترشد الديب إلي ضرورة ابلاغ جهاز حماية المستهلك و إدارة الغش التجاري بوزارة التضامن الاجتماعي و إدارة الانتاج الحيواني بوزارة الزراعة، و ذلك لاتخاذ الاجراءات اللازمة و التي تتمثل في نزول حملات تفتيش إلي أماكن شراء هذه السلع.

في المقابل أكد دكتور عبدالعزيز نور، أستاذ الثروة السمكية في كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، على أن الاستاكوزا غير مضرة صحيا وأضرارها تتمثل في تأثيرها على الثروة السمكية، وليس على الصحة العامة، وأضاف أنها لها قيمة غذائية جيدة ومصدر للبروتين الحيواني الرخيص.

مفيدا أنها تماثل أي أحياء نهرية في تأثرها بتلوث النيل بالتالي لا يمكن الحديث عن سميتها وصلاحية السمك على سبيل المثال لأنه أمر يجافي المنطق، وإذا أصدرت مديرية الطب البيطري تحذير منها عليها إصدار تحذير أيضا من باقي الأحياء النهرية.

وأضاف أن وجودها ناتجا عن خطأ فردي غير مقصود. وأزمتها الكبرى تتمثل في أن التخلص منها صعب للغاية لأنها أصبحت وباء يهدد الثروة السمكية في نهر النيل والمياه العذبة بصفة عامة، والتخلص منها عبر استخدام المبيدات سوف تزيد من تلوث النيل، كما أنها مفترسة.

وأشار إلى تعجبه من صدور بيانات صحفية تحذر المواطنين من شراء استاكوزا المياه العذبة والتي ظهرت بسبب خطأ ولا توجد وسيلة للقضاء عليها سوى باصطيادها عبر الأقفاص الحديدية لأنها تقطع الشباك، وتعيش في الأعماق حيث تحفر لها أنفاق، لكن هذه الطريقة اصطياد أحياء نهرية أخرى.

تصدير "صرصور النيل"

في عام 2009 أعلن عن وجود مستثمر إنجليزي أسس بالشراكة مع مستثمر مصري يمتلك مصنعا حديثا لتصنيع أعلاف الأسماك للاتفاق معه على إنشاء مشروع مشترك لتجميع هذا الحيوان من النيل‏‏ ونزع اللحم من رأسه وتجهيزه لتصديره لمصنعه في انجلترا ليعاد بيعه في الأسواق الانجليزية.

ثم توالت الأخبار عن مستثمر صيني طلب هو الأخر إنشاء مصنع للاستفادة من لحم الاستاكوزا وقشرياتها، وتصديرها بعد ذلك، واختفى بعدها الحديث عن الأمر، وبالتواصل مع دكتور خالد الحسيني، رئيس هيئة الثروة السمكية، قال لمصراوي إن المصانع موجودة بالفعل في مدينة العبور تعمل على اصطياد استاكوزا المياه العذبة وفصل القشريات عن المحتوى تمهيدا لتصديرها، وتعجب من التحذيرات من تناولها لأنها أمنة تماما وغير سامة ويجري التخلص منها عبر الحل الأمن المتمثل في اصطيادها، وأن ضررها الوحيد يتمثل في تأثيرها على الثروة السمكية.

في المقابل قال دكتور عبدالعزيز نور أستاذ الثروة السمكية إن الروتين كان العائق الأساسي أمام العروض المختلفة التي تلقتها مصر لاصطياد وتصدير استاكوزا المياه العذبة وكانت من أمريكا والصين، رغم أن هذا وباء وعندما يأتي مستثمر لديه الرغبة في تخليصنا منه لماذا يعطل الروتين هذه الخطوة. المهمة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان