المسيحيون من أسبوع الآلام إلى عيد القيامة (تقرير)
كتب - هاني سمير:
يحتفل المسيحيون هذه الأيام بأسبوع الآم الذي يسبق الاحتفال بعيد القيامة، ويعد أسبوع الآلام من أقدس أيام السنة لدى المسيحيين.
ويقول البابا شنودة الثالث - بطريرك الأقباط الأرثوذكس الراحل، في كتابه "تأملات في أسبوع الآلام" إن هذا أسبوع مليء بالذكريات المقدسة في أخطر مرحلة من مراحل الخلاص وأهم فصل في قصة الفداء.
مظاهر الحزن تبدو واضحة تماما في الكنيسة خلال هذا الأسبوع حيث تلتف أعمدة الكنيسة والأيقونات وبعض الجدران بأقمشة سوداء، فضلًا عن الألحان الحزينة، ويكون المسيحيون بعيدين عن كل مظاهر الفرح.
أحد الشعانين:
الأحد السابع من الصوم الكبير الذي يسبق الاحتفال عيد القيامة ويسمى الأسبوع الذي يبدأ به أحد الشعانين بأسبوع الآلام.
أحد الشعانين يوم ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، ويسمى هذا اليوم أيضا بأحد السعف لأن أهالي القدس استقبلوه بالسعف وأغصان الزيتون.
ويحتفل فيه المسيحيون حاملين سعف النخيل والورود داخل الكنائس لإحياء ذكرى دخول السيد المسيح مدينة أورشليم.
وكلمة شعانين تأتي من الكلمة العبرانية "هو شيعه نان" والتي تعني يارب خلص، ومنها تشتق الكلمة اليونانية "أوصنا" وهي الكلمة التي قالها اليهود وتلاميذ السيد المسيح عند استقبال يسوع في ذلك اليوم.
ومن يوم الاثنين حتى الجمعة يصلي الأقباط "صلاة البصخة المقدسة"، وكلمة بصخة معناها "فصح" ومأخوذة من قول الرب في قصة الفصح الأول "لما أرى الدم، أعبر عنكم".
ويقول البابا شنودة في كتابه أن "الفصح يرمز إلى السيد المسيح ونحن في هذا الأسبوع نذكر الآم السيد المسيح الذي قدم نفسه فصحًا لأجلنا".
يومي الاثنين والثلاثاء: يصلي المسيحيون صلاة البصخة.
أربعاء أيوب:
في هذا اليوم يصلي الأقباط صلاة البصخة، ويتذكرون ذهاب يهوذا إلى مجمع الكهنة اليهود "السنهدرين" وعرضه مساعدتهم لتسليم يسوع مقابل المال.
خميس العهد:
خميس العهد هو اليوم الخامس من أسبوع الآلام، يقع تاريخ هذا اليوم دائماً بين 19 مارس و 22 أبريل، ويعرف أيضاً بالخميس المقدس أو الخميس الأسرار وهو عيد مسيحي أو يوم مقدس يسبق عيد الفصح، وهو ذكرى العشاء الأخير ليسوع المسيح مع تلاميذه.
وفي هذا اليوم غسل يسوع أرجل تلاميذه ووعظ فيهم بأن يحبوا بعضهم البعض كما أحبهم هو وترك لهم وصيته، ولهذا يقوم رجال الدين المسيحي في الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والأرثوذكسية بغسل أرجل المصليين ورشمهم بالزيت في هذا اليوم.
في يوم خميس العهد تم القبض على يسوع ليلاً بعد خيانة يهوذا له وتسليمه لليهود ومحاكمته بتهمة التجديف.
الجمعة العظيمة أو الجمعة الحزينة:
جمعة الآلام وتعرف بعدة أسماء أخرى أشهرها الجمعة العظيمة هو يوم احتفال ديني بارز في المسيحية وعطلة رسمية في معظم دول العالم، يتم من خلاله استذكار صلب يسوع المسيح وموته في الجلجثة ودفنه.
وتتزامن في التوقيت الغربي مع الاحتفال بعيد الفصح اليهودي.
وفيه يتذكر المسيحيون آلام السيد المسيح بدءً من القبض عليه وجلده وتعذيبه على يد الجنود الرومان، وصلبه ودفنه.
وفي نهاية صلاة البصخة يوم الجمعة يصلي الأقباط الأرثوذكس لحن "غولغوثا" باللغة القبطية أي "قانون الدفن".
سبت النور:
سبت النور أو السبت المقدس ويعرف أيضًا بسبت الفرح وهو اليوم الذي يأتي بعد الجمعة العظيمة وقبل أحد القيامة.
ويصلي الأقباط مساء السبت قداس عيد القيامة تذكارا لقيامة السيد المسيح من الأموات.
في مدينة القدس تزدحم كنيسة القيامة بعدد كبير من الزوار من كافة الجنسيات، بالإضافة إلى المسيحين العرب القاطنين في فلسطين التاريخية، بإنتظار انبثاق النور المقدس من قبر السيد المسيح.
أحد القيامة:
وفيه يحتفل المسيحيون بعيد قيامة السيد المسيح.
نبذة عن أسبوع الآلام:
في البداية كان يصوم المسيحيون يوم واحد وهو يوم الجمعة العظيمة، ثم أضيف إليه اليوم التالي وهو يوم السبت.
وذكر القديس إيريناؤس (130-200 م) في عبارة له أوردها يوسابيوس المؤرخ إن صوم ما قبل الفصح هو يومان أو ثلاثة.
وبعد ذلك أصبح الصوم لمدة أسبوع وهو أسبوع الفصح (ستة أيام) والذي عرف فيما بعد ذلك بـ (أسبوع الآلام) وأول ذكر جاء له في الدسقولية السريانية (أي تعاليم الرسل).
يستمر الصوم الكبير أو الصوم الذي يسبق عيد القيامة 55 يومًا يبدأ بأسبوع الاستعداد، ثم الصوم الأربعيني تذكارا لـ40 يومًا التي صامها السيد المسيح، وتنتهي فترة الأربعين يومًا بيوم الجمعة وتسمى جمعة ختام الصوم، ويعد الصوم الأربعيني يأتي أسبوع الآلام.
وفي البداية كان المسيحيون يصومون الصوم الأربعيني بشكل منفصل عن صوم أسبوع الآلام، وكان الصوم يبدأ بعد عيد الغطاس مباشرة وهو الثاني عشر من طوبة على نحو ما فعل مخلصنا له المجد، ثم يفطرون فى اليوم الثاني والعشرين من أمشير، وبعد ذلك بمدة يصومون يوم جمعة الآلام ويختمونها بعيد القيامة.
وظل المسيحيون على هذا الحال إلى أيام البابا ديمتريوس الكرام - البابا الثاني عشر من باباوات الإسكندرية (188- 230) الذي قرر أن يكون أسبوع الآلام تاليا لصوم الأربعيني، وظلت مدة الصومين معًا أربعين يومًا، وبعني أخر كان الصوم الكبير ذو الأربعين يومًا ينتهي يوم الجمعة العظيمة وليس جمعة ختام الصوم، أي أن فترة الصوم أربعين يومًا فقط بما فيها أسبوع الآلام - وفق الرسالة الفصحية الثانية للبابا أثناسيوس الرسولي (328-373 م).
وقال البابا تواضروس الثاني - بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إن الكنائس الأرثوذكسية اقترحت توحيد موعد الاحتفال بعيد القيامة ليكون الأحد الثالث من أبريل.
وأضاف البابا - في تصريحات صحفية- أن الكنائس لازالت تدرس المقترح بشأن توحيد موعد عيد القيامة ولم يتلق إلا ردًا واحدًا من أحد الكنائس بالموافقة على المقترح الأرثوذكسي.
فيديو قد يعجبك: