لماذا تراجعت الإدارة الأمريكية وأفرجت عن المساعدات العسكرية لمصر؟
كتب- مصطفي المنشاوي:
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أبلغ نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، في اتصال هاتفي بقرار رفع الحظر عن توريد الأسلحة لمصر المتفق عليها في اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، بما فيها طائرات "أف 16" و20 صاروخا مضادا للسفن من طراز "هاربون"، إلى جانب معدات لدبابات "إم1 أبرامز" .
وحاول مصراوي رصد أسباب عدول البيت الأبيض عن قرار إيقاف المساعدات العسكرية لمصر، والمقدرة بـ1.3 مليار دولار.
من جانبه، قال اللواء طيار نصر موسي نائب قائد القوات الجوية الأسبق، إن الحظر بدأ نتيجة أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تتخذ موقفا واضح تجاه ما حدث في مصر منذ اندلاع ثورة الـ 30 يوينو 2013، وهنا لابد أن نعرف لماذا فرضت أمريكا الحظر، حيث أن القانون الأمريكي ينص على أنه يجب وقف الدعم عن الدول المدعومة في حالة حدوث انقلاب عسكري بها، بحسب قوله.
وأوضح موسي لمصراوي، أن السبب الرئيسي في عدول أمريكا عن قرارها جاء بعدما تغير المنظور تجاه مصر بعد أن شعرت أن مصر ذهبت إلى غيرها، مضيفًا أن هذا التغيير يصب في مصلحة مصر، لأنه يعد رضوخا أمريكياً للإرادة المصرية، بعد نقض الاتفاق الذي سماح لنا الحصول وطأة التقارب العسكري مع روسيا وتوقيع صفقة شراء الطائرة "رافال" من فرنسا في فبراير الماضي.
وأشار الخبير العسكري إلى أن مصر استمرت قرابة الـ 30 عام، لم تستطع أن تتسلح من دوله أخرى غير أمريكا، وذلك يرجع إلى ما نص عليه الاتفاق بينهما، مضيًفا أنه عندما شهدت أمريكا أن مصر تحصل على أسلحة متطورة جديدة، تجعلها تتفوق على غيرها من الدول، دفعها إلى إعادة الحسابات تجاه مصر.
وتابع: أن قرار إنشاء القوة العربية المشتركة يعد من أهم الأسباب أيضًا لعدول أمريكا عن قرارها، حيث أنها فقدت المصداقية في الشرق الأوسط، ولم تعد لها دخل في القرارت العسكرية، وهذا شيء ملحوظ في قرار ضرب الحوثيين باليمن، مضيفًا أن اتحاد العرب في الوقت الحالي تحت قيادة مصر وبالإمكانيات التي تملكها المملكة العربية السعودية، والإمارات من معدات ودبابات وطائرات جوية حديثة، تجعل الشرق الأوسط يخرج من السيطرة الأمريكية.
وأضاف أن العرب لأول مرة منذ إنشاء الجامعة العربية، يتفقوا قبل أن يجتمعوا في قمة عربية، مشيرًا إلى أنه منذ إنشاء الجامعة العربية التاريخ كان "العرب يجتمعوا على ألا يتفقوا"، حيث أن القوة العربية المشتركة أحدثت مخاوف لأمريكا وإسرائيل في هذا التوقيت.
وأردف أن قرار رفع الحظر في الوقت الحالي، يصب في مصلحة مصر، حيث أن مصر تحتاج إلى قطع غيار الدبابات التي تستخدم في صيانة المركبات، والطائرات إف 16 بإمكانيتها في حربها ضد الإرهاب في هذه المرحلة، مؤكدًا أن الولايات المتحدة سترجع بشروط مصر في الشرق الأوسط.
في حين قال اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجي، إن قرار حظر المساعدات العسكرية لمصر كان وسيلة للضغط الذى يفرضه الجانب الأمريكي لكى تستجيب مصر للمصلحة مع الإخوان، مؤكدًا أنه بعد أن شعرت الإدارة الأمريكية أن هذا لن يحدث مطلقًا وأن السيادة المصرية أكبر وأقوى من أي ضغوط، تراجعت عن قرارها السابق في أسرع وقت.
وأوضح سويلم أن الولايات المتحدة تأكدت من أهمية الدور المصري في المنطقة، خاصة بعد ما حدث في اليمن من ضربات عسكرية، وكل ذلك يثبت أن مصر تحارب الإرهاب، مشيرًا إلى أن حال عدم صدور قرار أمريكا برفع التجميد عن المساعدات في ذلك الوقت، سوف يثبت أن موقف أمريكا داعم للإرهاب في المنطقة، مضيفًا أن الولايات المتحدة أدركت المخاطر التي سوف تحدث لها من الابتعاد من المشهد السياسي العربي.
وأضاف" بعد مشاركة مصر في الحرب على الإرهاب في سيناء وليبيا واليمن، كان من الضروري أن يتم دعم مصر عسكريا للتصدي للمخاطر التي من الممكن أن تتعرض لها القوات الأمريكية بالمنطقة"، مشدداً على أن الولايات المتحدة لا تعطي مصر شيئاً إلا إذا كان مدروسًا بعناية كبير من قبل البيت الأبيض، حيث أن واشنطن تعمل الآن على إعادة جذب الثقة والعودة إلى مكانتها في الشرق الأوسط .
فيديو قد يعجبك: