لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أحمد عاصم.. ومن ''الصورة'' ما قتل.. (بروفايل)

08:33 م الثلاثاء 08 يوليو 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- يسرا سلامة:

منذ عام إلا يوم، لا تزال ''آمال'' تتذكر يوم الأحد الرابعة عصرًا، يوم خرج ابنها ''أحمد عاصم'' من غرفته، حاملًا أعلى ظهره أدوات عمله من كاميرات ومعدات تصوير، ملقيًا بالسلام على الوالدة، ''عايزة حاجة يا ماما قبل ما أنزل؟''، لتجاوبه الأم كالمعتاد بأن يحرص غدر الغادرين، وينتبه لحاله، ويتحاشى المعارك، ليكون الحوار بينهم هو الأخير قبل أن يرتقي ''عاصم'' إلى ربه.

من الصغر إلى أن شبّ يافعًا، خطا ''أحمد عاصم'' أمام والدته مولعًا بالتصوير، عرف الطريق إلى الكاميرا هاويًا في البداية، بالتقاط الصور منذ الصغر، ليدرج الشاب المتميز في كلية الإعلام جامعة القاهرة، ليتعلم التصوير الاحترافي، طارقًا عقب تخرجه أبواب العمل في كل الجهات الإعلامية، دون واسطة أو خبرات كثيرة، كأبناء كثيرين من جيله، في ميدان التحرير وأحداث العباسية وغيرها من الاشتباكات في الثلاث سنوات عرفت الطريق إلى كاميرته، حتى انضم إلى جريدة الحرية والعدالة، التابعة لحزب الإخوان المسلمين آنذاك.

وعقب أحداث 30 يونيو، كان ''عاصم'' واحدًا من كتيبة مصورين، يعرضون أنفسهم كل يوم لخطر الموت، في ظل أجواء صعبة أمنيًا، كان يغطي في اعتصام جماعة الإخوان برابعة العدوية في مدينة نصر، تذكر والدته إن حزنه على شهداء الثورة لم يقف، وتمنى أن يكون واحد منهم، لينال قدره في ليلة أحداث الحرس الجمهوري، ليغادر زملاؤه من المصورين الميدان، تاركينه في ليلة المبيت وحيدًا يتابع الأحداث.

صلاة الفجر، اتبعها صوت لطلقات النار، كان ''عاصم'' بشارع الطيران، على بعد كيلو واحد من مبنى الحرس الجمهوري، سيل من ضربات النار، هرع منها الجميع، إلا هو، أقدم من أجل توثيق ما يرى، ولسان حاله ''الجاني سيفلت إن لم يعرفه الناس''، دون أن يعلم أن اقترابه من السبق يساوي اقترابه من الموت، ليصور ''عاصم'' قاتله قبل الشهادة.

كاميرا التصوير المختلطة بقطرات دمه، هي ما تبقى لوالدته المكلومة، بجانب فيديو تراه السيدة من حين لآخر، يوضح صورة قنص فلذة كبدها، حزنها يخالطه فرح الشهادة لولدها، وفخر تقول إن ''عاصم'' تركه لأخواته ولعائلته، جرح يتجدد كلما علمت السيدة بسقوط شهيد جديد، لا تتمنى السيدة سوى القصاص، تراه بعيدًا لكنه سيأتي، ''مستنية اليوم اللي يرجع فيه حق الشهداء وأنا عايشة''.

تساؤلات من أصدقاء لـ''عاصم'' تخفف جرحها بين الحين والآخر، ''بيكلمني ناس ميعرفوش عاصم لكن بيتطمنوا عليا''، يعزيها الذكرى الطيبة لصاحب الابتسامة الصافية.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج